عبد الجواد بن أحمد بن عبد الكريم الكيالي

تاريخ الولادة1109 هـ
تاريخ الوفاة1192 هـ
العمر83 سنة
مكان الولادةسرمين - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا

نبذة

عبد الجواد بن السيد أحمد بن عبد الكريم بن أحمد المتصل نسبه إلى الولي الشهير الشيخ الكيالي رضي الله عنه الشافعي الرفاعي النقشبندي السرميني المولد الحلبي المنشأ والوفاة العارف الكامل والمحقق الواصل الاستاذ الفاضل الصوفي المعتقد ولد في محرم سنة تسع ومائة وألف بسرمين وبها نشأ.

الترجمة

عبد الجواد بن السيد أحمد بن عبد الكريم بن أحمد المتصل نسبه إلى الولي الشهير الشيخ الكيالي رضي الله عنه الشافعي الرفاعي النقشبندي السرميني المولد الحلبي المنشأ والوفاة العارف الكامل والمحقق الواصل الاستاذ الفاضل الصوفي المعتقد ولد في محرم سنة تسع ومائة وألف بسرمين وبها نشأ في تربية والده إلى سنة عشرين فتوفي والده وخلف خال المترجم الشيخ إسماعيل وهو من أهل العلم والصلاح وأوصاه بأن يحسن تربية المترجم فأتى به خاله إلى محل إقامته في ادلب فقرأ بها القرآن في أيام قلائل ثم صار يتفقه على مذهب الامام الشافعي علي العارف المشهور الشيخ عمر الفتوحي ثم صار يتردد إلى حلب لأجل طلب العلم فقرأ على الشيخ عبد القادر المخملجي المقيم بالمدرسة الثعبانية وعلى الشيخ إبراهيم المقيم بالأشرفية الفقه والعربية وغيرهما وكتب له الاجازة ففي سنة اثنين وثلاثين توفيت زوجته ومن حصل له منها من الأولاد وهو في حلب فقطن بها للأشغال والاشتغال وقرأ على شيخ الشافعية بزمنه الشيخ جابر الفقه والحديث وعلى الشيخ سليمان النحوي المعاني والمنطق والبيان وغير ذلك وحضر العلامة أبا السعود الكواكبي في تفسير البيضاوي مع جملة فضلاء ذلك العصر إلى أن برع في العلوم المذكورة وغيرها من العلوم الشرعية والعقلية وفرغ له شيخه الشيخ عبد القادر المذكور عن وظيفة الحديث في الجامع الأموي بحلب وجامع بشير باشا فقام بهما والشيخ يتناول معلوم الوظيفتين إلى أن توفي الشيخ واستمر على الاقراء مدة مديدة ثم إنه ترك جميع ذلك وانقطع عن الناس في البيت وأقبل على شأنه وكانت له معرفة تامة ويد طولى في الفنون الغريبة والاشتغال بها وتآليفه جليلة فيها لكنه لم يتظاهر بمعرفة شيء وأحرق جميعها ولم يبق شيأً لأله ولا لغيره وأعرض عن ذلك كله وكان كلما حدث بشيء من ذلك يبكي ويستغفر وأقبل على الاشتغال بعلم السادة الصوفية ومطالعة كتبهم ولم يكن قبل ذلك مشتغلاً بالعلوم المذكورة بل كان مكباً على العلوم الرسمية ثم إن خاله المذكور قبيل وفاته أرسل له بالخلافة والاجازة ومن جملة ما كتب له هذا وقد حبب إلى أن أجيز مولانا بما أجيز لنا به تطفلاً مني على سبيل الهجوم وإن كان غنياً عن ذلك بما حواه من دقائق العلوم فكمالاته العلية لا تحتاج إلى نقصنا لكن هكذا جرت عادة هذه الطائفة فهي من بركات السلف عائدة على الخلف كالبحر يمطره السحاب وماله من عليه لأنه من مائه انتهى فاستمر المترجم على الانقطاع في بيته وكان قد تعاطى الأسباب المعاشية نحو ثلاثمرات فتعسرت عليه المعيشة فترك ذلك وجلس على الفتوح فكان يأتيه رزقه من حيث لا يحتسب فتارة يكون في سعة وتارة يكون في ضيق وكان يقبل ما يأتيه من النذر ولا يقبل ما يأتيه من الهدايا ولو كانت سنية وكانت الناس تقصده في حوائجهم فتقضي بتوجهاته ودعائه كما اشتهر ذلك عنه ورزق القبول التام عند الخاص والعام مع المهابة والتوقي والاحترام وكان حاله الستر والخفا والتمكن وله أصحاب مخصوصون يجتمعون به في أول النهار والليل وكان الغالب عليه التكلم في وحدة الأفعال ظاهراً وقليلاً ما كان يتكلم في وحدة الصفات والذات ظاهراً وكان معلناً بمحبة السادة الصوفية وكان يثني كثيراً على الاستاذ العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي وكذلك على كتب العارف الشعراني رضي الله عنهم وأخذ عنه اناس كثير من حلب وغيرها واعتقدوه وتلمذوا له ولم يدع من تآليفه غير رسالتين الأولى في المشط المصنوع من الباغه سماها الاساغه للتسريح بالمشط المعروف بالباغه والثانية في الحديثين اللذين أخرجهما في مسند الفردوس ما روي عنه صلى الله عليه وسلم من قوله من قال أنا مؤمن فهو كافر وقوله عليه الصلاة والسلام من قال أنا مؤمن حقاً فهو كافر أو منافق وكانت وفاته بحلب في صبيحة يوم الأربعاء العشرين من جمادي الآخرة سنة اثنين وتسعين ومائة وألف ودفن في بيته باشارة منه قبل وفاته بنحو سنة والآن يزار مرقده رحمه الله تعالى.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.