وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين توفّي الْوَلِيّ الصَّالح العابد الزَّاهِد أَحْمد بن علوي بن الملعلم مُحَمَّد بعَليّ ححدب ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد الله بن الشيخ علوي بن الشَّيْخ الْفَقِيه الْمُقدم أَبَا علوي نفع الله بِهِ بَلْدَة تريم وَكَانَ يعد فِي حكم رجال الرسَالَة لشدَّة ورعه وتقشفه واستقامة طَرِيقَته رُوِيَ ذَلِك عَن الشَّيْخ الْوَلِيّ عبد الرحمن بن عمر العمودي نفع الله بِهِ وَله فِي الزّهْد والتقلل من الدُّنْيَا حكايات لَعَلَّه لَا يُوجد فِي تراجمكبار الْأَوْلِيَاء أَكثر مِنْهَا وَلم يتقدموه إِلَّا بِالسَّبقِ فِي الزَّمَان وَمن كراماته أَنه لما عزم بنية الْحَج فِي الْبَحْر رئي يشرب من مَائه فَقبل لَهُ ذَلِك فَقَالَ أَلَيْسَ كل أحد يشربه فَأخذ بَعضهم مَا بَقِي فِي الاناء فشربه فَإِذا هُوَ حُلْو وكف بَصَره آر عمره وَحصل عَلَيْهِ قريب انْتِقَاله جذبه من جذبات الْحق اندهش بهَا عقله وتحير لبه وانغمر بهَا سره وَأخذ عَن نَفسه فَكَانَ يقوم إِلَى الصَّلَاة بطرِيق الْعَادة وَهُوَ مَأْخُوذ عَن حسه وربماصلى إِلَى غير الْقبْلَة وذلم لما استولى عَلَيْهِ من سُلْطَان الْحَقِيقَة فتلاشت العبدية فِي كعبة العندية وَنُودِيَ بفنء الفناء من عَالم الْبَقَاء وَرفعت الْقبْلَة وَمَا بقيإ إِلَّا الله فأينما توَلّوا فثم وَجه الله وَمكث كَذَلِك نَحْو أَرْبَعَة أَيَّام وَمَات رَضِي الله عَنهُ ولي فِيهِ ... سَلام من الله على روح سَيِّدي ... مغيث كل ملهوف ومكروب صفر الْيَد
أَبَا جحدب الْمَشْهُور عوني وعمدتي ... شهَاب لدين الله غَايَة مقصدي
شَيْبه الفضيل بن عياد وَأَمْثَاله ... وَمن كَانَ فِي أسلوبه فَرد مُنْفَرد
لقد حيرت أوصفه كل نَاظر ... وازرى بالعباد فِي كل مشْهد
وَمن فِي أوَامِر ربه كَانَ امة ... فيا فوز من كَانَ بآثابره يفتدي
فياسيدي لَا تنسى مِنْك بنفحة ... فَلَيْسَ بعد الله غَيْرك معتمدي
وَلَيْسَ يخفى عَلَيْك مرادي سَيِّدي ... فحقق رجائي وَبرد كَبِدِي
وقر عيُونا لي وَطيب خاطري ... واسعف بِمَا قد رمي مِنْك وأسعد
أَلا يَا أَوْلِيَاء الله اجيبوا صَارِخًا ... لبابكم يهره راج ومجتدي
يُرِيد أموراً أَنْتُم أهل لقضائها ... فَقولُوا حبيناه بالعز السرمدي
-النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.