وجيه الدين الشريف عبد الرحمن بن حسين بن الصديق الأهدل

تاريخ الولادة891 هـ
تاريخ الوفاة971 هـ
العمر80 سنة
مكان الولادةزبيد - اليمن
مكان الوفاةزبيد - اليمن
أماكن الإقامة
  • زبيد - اليمن

نبذة

وَفِي شهر جُمَادَى الأولى سنة احدى وَسبعين توفّي الشَّيْخ الْكَبِير الْعلم الشهير تَاج العارفين وَبَقِيَّة الْأَوْلِيَاء الكاملين وجيه الدّين الشريف عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن الصّديق الأهدل اليمني قدس الله روحه بزبيد وقبره بهَا مَشْهُور مزور وَعَلِيهِ قبَّة

الترجمة

وَفِي شهر جُمَادَى الأولى سنة احدى وَسبعين توفّي الشَّيْخ الْكَبِير الْعلم الشهير تَاج العارفين وَبَقِيَّة الْأَوْلِيَاء الكاملين وجيه الدّين الشريف عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن الصّديق الأهدل اليمني قدس الله روحه بزبيد وقبره بهَا مَشْهُور مزور وَعَلِيهِ قبَّة وَكَانَ من كبار الْمَشَايِخ أَرْبَاب الْأَحْوَال الفاخرة والكرامات الظَّاهِرَة نهد إِلَيْهِ الزائرون من سَائِر الأقطار وقصدالتبرك بقضل الْخَاص وَالْعَام من الْقرى والأمصار دائره مهبط الوفاد ومحط رحال الْقَصْد مَا قصد إِلَّا وأحرز غَايَة المُرَاد وفاز بالمدن الْمَعْنَوِيّ والمحسوس من فضل الله الْجواد ولد رَضِي الله عَنهُ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة نَشأ بِمَدِينَة زبيد وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن الْعَظِيم وَصَحب جمَاعَة من الْمَشَايِخ وَحكمه الشَّيْخ الْمَعْرُوف بن إِسْمَاعِيل الجبرتي ونصبه شَيخا وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة فَقَالَ للشَّيْخ يَا سَيِّدي أَنا لَا أقدر أقوم بِمَا تقوم بِهِ الْمَشَايِخ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ أَنْت حظك مُطلق وَظَهَرت عَلَيْهِ آثَار بركَة الْمَشَايِخ الصَّالِحين وَفتح عَلَيْهِ فتوح العارفين حَتَّى لحق من قبله وساد أَهله وتضالت عَلَيْهِ الْمَشَايِخ الأكابر وَشهِدت لَهُ بالتقدم على الْأَوَائِل والأواخر فَأصْبح فريد دهره ووحيد عصره مُنْقَطع النظير مُتَّصِلا مجده بالأثير كثرت اتِّبَاعه وَأَصْحَابه من الْمَشَايِخ وَالْعُلَمَاء والقضاة والأمراء والوزراء والأغنياء والفقراء وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى كثير الْإِنْفَاق مسيرَة عَلَيْهِ الأرزاق مَا قَصده سَائل فخاب وَلَا أمه وَافد إِلَّا وَرجع بزلفى إِلَيْهِ من الْفتُوح فَكل ينَال مِنْهُ مَا قسم وَخط فِي فِي اللَّوْح من ذهب وَفِضة وفلوس وَكسَاء وَغير ذَلِك
وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ دأبه الانفاق على الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين خَارِجا عَن صدقَات مَخْصُوصَة بِأَقْوَام وَعَن صلَة ذَوي الْقُرْبَى والأرحام وَهُوَ مَعَ صدقَات مَخْصُوصَة بِأَقْوَام وَعَن صلَة ذِي الْقُرْبَى والأرحام وَهُوَ مَعَ ذَلِك على قدوم التَّوَكُّل وَالْفَتْح الرباني وَكَانَ محباً للْعلم وَأَهله مُعظما مشاركاً فِي كثير من الْعُلُوم وَجمع كتبا كَثِيرَة فِي فنون شَتَّى وَكَانَ من حسن الْخلق ولين الْجَانِب ولطف الشَّمَائِل وسلامة الصَّدْر وطلاقة الْوَجْه والبشر مَا يحل عَن الْوَصْف وَكَانَ إِذا خرج من بَيته يزدحم فِيهِ النَّاس ويلتمسون بركته ورزق من الْقبُول والمحبة والوجاهة مَا يشْهد أَن لَهُ عِنْد الله أعظيم من ذَلِك وحببه الله إِلَى خلقه واعتقده الْخَاص والعاموانتشر صيته واشتغل بِهِ النَّاس اشتغالاً عَظِيما الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالصغَار والكبار حَتَّى لَا يكَاد يَخْلُو عَنْهُم سَاعَة وَاحِدَة يتبركون بِهِ ويلتمسون دعآءه وَكَانَت شَفَاعَته لَا ترد عِنْد أوي المر فَمن دونهم
وَكَانَ صَاحب كرامات خارقة وأحواله صَادِقَة وانتفع بِهِ النَّاس انتفاعاً عَظِيما وعَلى الْجُمْلَة فترجمة هَذَا الرجل لَا يَسعهَا الأوراق وَمن كراماته أَنه جَاءَ إِلَيْهَا مَرِيض وَقد عظم بَطْنه من لاسيفاء فقب إِلَيْهِ طَعَاما وامره أنيأكله جَمِيعه فَحسب أَن فعل مَا أمره زَالَ عَنهُ ذَلِك الْمَرَض فِي الْحَال واستوى بَطْنه وكراماته كَثِيرَة لَا تَنْحَصِر
وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كَانَ وحيد عصره وفريد دهره لم يخلفه مثل فِي مصره وشهرته تغني عَن تَرْجَمته وَمن شهر وَالِده الْحُسَيْن ... قد كَانَ فِي سنة خير الورى ... صلى عَلَيْهِ الله طول الزَّمن
ان لَا يرد الطّيب وَلَا المتكا ... وَالتَّمْر وَاللَّحم كَذَاك اللَّبن ...

وَمِنْه ... لاأعتب الدَّهْر وَلَا أَهله ... فِي حط مِقْدَاره وَلَا منزله
نَحن قسمنا بَينهم قَالَه ... إلهناوالفضل وَالْعدْل لَهُ
الْحَمد وَالشُّكْر لمن قد جرت ... أَحْكَامه بِالْقِسْمَةِ العادلة ...
رَحمَه الله تَعَالَى
وفيهَا توفّي الشريف الْعَالم الْفَاضِل النسابة نور الدّين عَليّ أَبَا حبهان أَبَا علوي
وفيهَا فاضت أَوديَة بِمَكَّة المشرفة بسيول عَظِيمَة فَدخل الْحرم الشريف وَعلا الرُّكْن الْيَمَانِيّ ذِرَاع فَقَالَ مؤرخالذلك الأديب صَلَاح الدّين الْقرشِي رَحمَه الله تَعَالَى فِي بَيت مُفْرد وَهُوَ ... يَا سائلي تَارِيخ سيل طما ... على على الرُّكْن الْيَمَانِيّ ذِرَاع ...
وفيهَا عمر وَالِدي رَحمَه الله مَسْجده بسرت فَقَالَ الشَّيْخ الأديب عبد الْمُعْطِي بن حسن أَبَا كثير الْمَكِّيّ فِي تَارِيخ ذَلِك هَذِه الأبيات وَهِي ... هَذِه بقْعَة شرفت فِي الْأَزَل ... قد حوت قبَّة نزهت عَن مثل
شقّ فِيهَا ضريح الشريف الْأَجَل
... مِيم حَامِيم دَال مصطفى فِيهِ حل
الْوَلِيّ الْكَبِير للجنان انْتقل ... تجل من قد سما فَوق هام القلل
الشريف شيخ شيخ الشُّيُوخ الأول ... سَيِّدي العيدروس غيث فضل هيطل
الصفي الْوَلِيّ سر خير الرُّسُل ... قطب هَذَا الزَّمَان الرفيع الْمحل
يَا لَهَا بقْعَة سرها قد حصل ... وَبهَا مَسْجِد فَضله لم يزل
جَاءَ تَارِيخه رافلا فِي حلل ... مَسْجِد خَالص لوجه الله جلّ ...

ـ النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.