صادق بن محمد بن حسين الخراط

تاريخ الوفاة1143 هـ
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • الباب - سوريا
  • دمشق - سوريا

نبذة

صادق بن محمد بن حسين ابن محمد الشهير بالخاط الحنفي الدمشقي الشيخ اللوذعي العالم الماهر المفنن السابق في حلبة ميدان الأدب والكمال الفاضل الأديب الألمعي الشاعر كان من دهاة الدهر في الأمور الخارجية عارفاً بالأحكام الشرعية وله اليد الطولى في معرفة تنميق الصكوك والتوريق بحيث إنه انفرد بوقته في هذا الفن وله القدم الراسخ في فن الأدب وشعره كثير

الترجمة

صادق بن محمد بن حسين ابن محمد الشهير بالخاط الحنفي الدمشقي الشيخ اللوذعي العالم الماهر المفنن السابق في حلبة ميدان الأدب والكمال الفاضل الأديب الألمعي الشاعر كان من دهاة الدهر في الأمور الخارجية عارفاً بالأحكام الشرعية وله اليد الطولى في معرفة تنميق الصكوك والتوريق بحيث إنه انفرد بوقته في هذا الفن وله القدم الراسخ في فن الأدب وشعره كثير وكان يتولى نيابة محكمة الباب ولازم الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وتزوج بابنته واتصل بها وأخذ عنه وعن غيره ودرس بالمدرسة العمرية مدة قليلة وترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه أديب قوافيه ثابتة الأوتاد ودون تخيلاته خرط القتاد استبد بالمعاني فلم يبق بها عليه حوج واستعد لها فارتقى أفقها وإليه عرج فهو بها لا تكاد تخطئ حججه ولا يخاض تيار غوره ولا لججه فما تقاعس عليه أمر الا وذلله بتدبير ولا ناواه امرؤ الا وأغرى على تدميره الا أن الكمال حشواها به والفضل مستودع ايجازه واسهابه فعنده ضالة الآداب تنشد ومنه تلقط الفرائد إذا أنشد وناهيك بمن منذ ترعرع سعى للأدب على قدم وساق وراض طرفه في ميدان البراعة وساق فقرطس بسهام اختراعاته أغراضها وشفي بنفثاته عللها وأمراضها ولم يزل على ذلك الانهماك حتى كاد أن يتناول السماك وقد ولته الثمانون أذنابها وأبدت له المنايا نواجذها وأنيابها فتوارت شمس عمره بالحجاب ودعاه داعي ربه فأجاب وله من النظم ما يستعبد أباً عباده ويحلي به الزمان أجياده اطلعت من ذلك على مجموعه بخطه اخترت منها ما هو كالزهر نبهه الندى بنقطه انتهى مقاله ومن شعره قوله معاً رضا قصيدة أبي بكر العمري التي أولها
لو تم لي في الحب سعدي ... يا حب ما أخلفت وعدي
وقصيدته مطلعها
لو كان صبري فيك يجديلجعلته زادي وورديلكنني أيقنت أن
مدى جفاك بغير حدوعلمت مذ بعد المزار بأن سهم البين يردي
يا غائباً طالت مكابدة النوى وعدمت رشديبالله قل لي ما الذي
يا بدر أوجب طول صدىلم أرد ما ذنبي لديك فلم ترى أنسيت عهدي
كم ذا أبيت بليلة الملسوع أشكو حر فقديوإلى متى أرتاع من
وشك النوى وأليم بعديوإلى م توعد بالوصال ولا تفي يوماً بوعدي
أتظن لي عمراً يطول به أبلغ منك قصديهيهات قد طال المدى
من أين لي عمر ابن معدييا هاجري من نار هجرك في فؤادي أي وقد
سل أنجم الليل البهيم فإنها أدرى بسهديوسل العقيق عن المدا
مع والغضا عن نار وجدييا صاحبي قفا بعيشكما على هضبات نجد
واستخبر أعمن نأىعن ناظري وخان عهديظبي جعلت كناسه
قلبي وأحشائي وخلديفارقته ووددت لوعند الفراق سكنت لحدي
يا للهوى هل مسعدأشكو له ما بي وأبدييا بان وادي الجزع لو
أنصفتني ما خنت وديمل مثل ميلي أوفد عني في هواه أميل وحدي
أنا عاذلي قد عاف لومي مذ رآه غير مجديأنا ينثني غصن الأرا
ك لذكر أشواقي ووجديويذوب رضوي إن بثتله جوي في القلب عندي
أنا بلبل الأدواح يذهل عند تغريدي ونشديأنا حاسدي فيه رثى
لي وعذولي العذر يبديمنهالست الذي أسوا هوا
هـ ولو بليت بألف جهدكلا ولا أنسى زماناً فيه قد وفى بوعدي

في ليلة قد زارنيفيها وأشرق بدر سعديفضممت منه معاطفاً
وشحتها زنداً بزندومنهايا قلب دع عنك العنا
واصبر لما الأيام تبديلا يوم الا مثلهيوم يقابله بضد
وله معارضاً قصيدة الأديب السيد محمد القدسي الدمشقي على ذكر غالب أنهار دمشق ورياضها بالتورية لأن القدسي الدمشقي المزبور يدعى بابن الخصيب وقصيدته مطلعها
يا نسمة لثمت حبيبي ... وتمسكت منه بطيب
وقصيدة المترجم
يا نسمة الروض الخصيببالنيرب الغض الرطيبحياك هطال الحيا

وحماك من وشي المريبورعى الاله مهبكالزاكي على عرف الجنوب
بالله بالعهد الذيما صافحته يد الكذوبوبما جرى يوم النوى
من مدمع العين السكوبوبمطلع الأقمار منفلك المحاسن والجيوب
وبحكم سلطان العيون على الجوارح والقلوبوبسهمها الماضي الذي
يرمي الندوب على الندوبوبمبسم يفتر عنصفو الرضى لا عن قطوب
وبكل قد أهيفإن ماس يزري بالقضيبوبمجمع الشمل الذي
أهدى المسرة للكئيبوباكؤس الأفراح مندارات ساحات الحبيب
وبطيب مصطلح اللقايا نسمة الروض الخصيبإن جزت روض الصالحي
ية في الشروق وفي الغروبورأيت غزلان النقافي ظل بانات الكثيب
وسمعت أطيار الرباتشدو بحي على الطروبولثمت من بين الأزا
هر وجنة الورد النصيبيفتنشقي أرج المنىمن طيبه الزاكي وطيبي
وإذا مررت على اللوىمن سفح قاسيون المهيبفتحملي أمثاله
شوقاً من القلب السليبواسصحبي نشر القرنفلوالخزام مع الهبوب
وخذيه نحو مراتع الغزلان والظبي الربيبوادي دمشق سقي الحيا

أكنافه أوفى نصيبوإذا وصلت لجلقوالجامع الفرد العجيب
عوجي على بيت العلادار النقيب ابن النقيبوقفي هناك وقبلي
أعتاب منزله الرحيبمنهاواليك يا كهف العلا
وافت على غيظ الرقيبهيفاء تزري بالمهالحظاً وبالظبي الربيب
ومنهالا زلت تسقي أكؤس الأفضال كوباً بعد كوب
متسربلاً ثوب الهناما هب معطار الجنوبوشدت على دوح الحمى ال
أطيار بالصوت الطروب
وقال مضمناً
أفدي غزالاً يرينا في تعطفه ... غصناً وبدراً تراه في ترفعه
يصمي بأسهم لحظيه القلوب فلا ... ترى فؤاداً خلياً من مصارعه
وكلما صاب قلباً صاح من فرح ... أهلاً بما لم أكن أهلاً لموقعه
ولإبراهيم السفرجلاني مضمناً
ومثبت سهم نجلاً وبه في كبدي ... كأنه الريم يعطو نجو مرتعه
يقول قلبي لسهم قد رماه به ... أهلاً بما لم أكن أهلاً لموقعه
ولصاحب الترجمة
وظبي سقاه التيه كأس محاسن ... وحيته بالكأس الروي يد اللطف
أدار علينا من رحيق رضابه ... ومقلته كأسين جلا عن الوصف

فلم أدر أياً منهما كان مسكري ... ولم أدر أياً منهما مال بالعطف
وله
وظبي من بني الأتراك المى ... هواه بمهجتي أبدا مقيم
يقول تظن في اللطف حتماً ... فقلت نعم كذا نقل النسيم
وله
لما تبدى دخان التبغ ينفخ من ... ثغر الحبيب به أهل الهوى ولعوا
قالوا سحاب علا شمساً فقلت لهم ... ما ذاك الأغبوق الورد يرتفع
وله
رأيت الحب يمنع لثم خد ... فقلت بحق حسنك لا تعارض
فحرك مبسماً بالأذن ينبي ... وبان من الثنايا البيض وامض
ولما ان دنوت ورست لثماً ... وجدت المنع من جهة العوارض
ولبعضهم
عزمت على السلو لطول هجري ... فجاءتني عوارضه تعارض
وكان العذر يقبل في سلوى ... ولكن ما سلمت من العواض
وللسيد أحمد الدمشقي في المعنى وهو قوله معتذراً
أيا من فضله والجود ساراً ... مسير النيرين بلا معارض
وعدتك سيدي والوعد دين ... ولكن ما سلمت من العوارض
وللماهر المجيد الشيخ إبراهيم الأكرمي الدمشقي في المعتي وهو قوله
لحا الله أيام العوارض انها ... هموم لرؤياها تشيب العوارض
يضيق لها صدري وإني لشاعر ... خليع وبيتي ما عليه عوارض
والعوارض مظلمة سلطانية تؤخذ من البيوت في الشام في كل سنة ويقال انها من محدثات الملك الظاهر بيبرس وللمترجم قوله
أوحشتني يا ظبي أنس غدا ... مرعاه في القلب وفي الخاطر
وللحشا آنست يا منيتي ... فليت لو فاز بذا ناظري
وقوله
قد كان يمكن أن أدوم مجانباً ... خلا عن المشتاق طال ذهابه
لكن خشين بأن تقول عواذلي ... هذا الذي قد خانه أحبابه

وقوله مضمناً
لئن أردتم سؤالاً عن محبتكم ... وعن وداد خلا عن كل تمويه

سلوا فؤادكم عني سيخبركم ... فصاحب البيت أدرى بالذي فيه
وقوله
ولا أنسى بوادي التل يوماً ... جرى ما بين خلاني وبيني
وطلقنا الهموم به وزالت ... ليالي جفوتي وانزاح بيني
وأنزلنا السرور على رياض ... تفوق على رياض النير بين
فقلت ترى تمنى بانشراح ... أجابتني على رأسي وعيني
وله معارضاً قصيدة البهاء العاملي
هب لمضناك نهلة من فيك ... وترفق بمن تولع فيك
يا غزالاً أزيد فيه جوى ... كل وقت حشاشتي تفديك
لك وجه سبى البدور سنا ... فوق رمح بمهجتي قد شيك
وعيون بغمزها فتكت ... في فؤادي فلم أجد تحريك
حاش لله أن نرى مثلاً ... لك في الحسن أو نروم شريك
لم أزل حافظاً ودادك بل ... ماضياً في الهوى بما يرضيك
فتصدق بطيب وصلك لي ... إن ذا الهجر والجفا يكفيك
ذبت شوقاً اليك يا أملي ... ليت لو زرت يارشا داعيك
يا فؤادي فخذ أمانك من ... لحظه فهو لا مرا مرديك
واصطبر عند صده فعسى ... وأرد الحلم منه يشفع فيك
لا تطع قول لائم أبداً ... في هواه أخاف أن يسليك
بدر تم بدت محاسنه ... يا عذولي احترز بأن يسبيك

جفنه بالسقام مكتحل ... فر يا جسم منك لا بعديك
لست أنسى ليالياً سلفت ... نلت فيها المنى بغير شريك
ولي من هذا الوزن والقافية قصيدة مطلعها
يا نديمي الحسن جمع فيك ... باكتمال يبدو بدون شريك
فقم الفجر نحتسي علناً ... خمرة طيب عرفها يشفيك
ورأيت بعد نظمي لها قصيدة للأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي من الروي والوزن المذكور مطلعها
حسن كل الملاح جمع فيك ... آه من لي بنهلة من فيك
وجهك البدر فوق غصن نقا ... شعرك الليل زائد التحليك

وقصيدة البهاء العاملي مطلعها
يا نديمي بمهجتي أفديك ... قم وهات الكؤوس من هاتيك
خمرة إن ضللت ساحتها ... فسنا نور كأسها يهديك
وهي شهيرة وقد عارض بها قصيدة لوالده وذلك هو المخترع لهذا الوزن وأبيات والده حسين الحارثي الهمداني مطلعها
فاح عرف الصبا وصاح الديك ... وانثنى البان يشتكي التحريك
قم بنا نجتلي مشعشعة ... تاه من وجده بها النسيك
وعارضتها المتأخرون بقصائد غير ذلك فلا حاجة للإيراد حذراً من تكثير السواد في المدام وللمترجم
في خده الروضة لا تحسبوا ... ثلاث شامات بدت عن حقيق
بل كاتب الحسن على خده ... نقط بالعنبر شين الشقيق
ولبعضهم
ثلاث شامات بدت ... في خد من أهوى حقيق
أم هن بارب النهى ... نقط على شين الشقيق
وللمترجم

حتى م تضرم نار قلبيوتروم اتلافي وسلبيوإلى م تعرض لاهياً
يا بدر عن حال المحبوتصدني عمداً بلاجرم بدا وبغير ذنب
إن كان أثر فيك قول عواذلي فالله حسبييا هاجري رفقاً فهج
رك قد أذاب صميم لبيكم ذا يحملني الهوىفي جنب حبك كل صعب
وأبيت حيراناً ولايدري بحالي غير ربياخفي الدموع تستراً
خوف الفضيحة بين صحبيوأنين من جزع ومنولهي ومن حزني وكربي
لم ألق من أشكو لهما سل بي وأليم قلبيكلا ولا أدري الذي
في الحب أوجب طول عتبييا مالك الأحشاء حبكفي الهوى قد صار دأبي
فأحكم بما نختارهبي يا شفا دائي وطبيفلقد رضيت بكل ما
ترضاه من بعدي وقربيفاسمح بوصلك أو أطلهجري فما بي لم يزل بي
وله مخمساً
لله ظبي رثى والقلب حاوله ... وقلب مضناه بالاسعاف عامله
ومذ رأى مهجتي قد شفها الوله ... ألقى يديه على صدري فقلت له

لقد شفيت فؤاداً أنت موجعه
أجاب قولي وآمالي بذا علقت ... فكيف تشفى وناري كم حشا حرقت
فقلت إني أرى الألطاف قد سبقت ... فقال لا تطمعن عيناي قد رشقت
سهماً فأحببت أدري أين موقعه
وله وتلطف
قد عهدنا من الزمان قديماً ... إن الانعام في الكلام السامي
فوق الأعراف موقعاً فشهدنا ... عجباً في الزمان بين الأنام
إن الأعراف قدمت في البرايا ... فتراها تعلو على الانعاموله أيضاً
هو حسن قلوبنا عشاقه ... ويح من بالجفا رمته رفاقه
يا سميري على الهوى كن معيني ... إن قلب الشجي نمت أشواقه
شفني البعد والقلا فإلى ما ... ذا التجافي والصبر مر مذاقه
لي ظلوم أباح قتلي جوراً ... سيما عندما رنت أحداقه
ظبي أنس له فؤادي مرعى ... بدر تم سبي النهى اشراقه
ذو قوام له الغصون أطاعت ... حيث بان اللوى بدا أطراقه
جرحتنا باللحظ منه عيون ... لم تقينا من سحرها أوفاقه
كل يوم يصدني وفؤادي ... ليس يسلو ولا يطاق فراقه
وعذولي يهيم فيه غراماً ... وحشائي على المدا تشتاقه
وأنا لم يزل يكرر لومي ... حير العقل يالقومي نفاقه
وله متوسلاً
يا شفيع الأنام يا من يرجى ... في غد من لهيب نار الجحيم
أنت غوض الورى وربي مغيث ... وأنا قادم بذنب عظيم
ووضعت الرجاء ما بين غوث ... ومغيث وراحم ورحيم
ويقيني وحسن ظني بأني ... لم أخب بين مكرم وكريم
فعليك الصلاة مني دواماً ... تتوالى وأشرف التسليم
وعلى الآل والصحاب جميعاً ... وعلى التابعين بالتعميم
ما أفاض العبير زهر الروابي ... وحبا نابه مهب النسيم
وكانت وفاة المترجم في يوم الاثنين خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير ووافق إنه هو والأستاذ استاذه وشيخه وعمه والد زوجتهالشيخ عبد الغني النابلسي انتقلا في شهر واحد في سنة واحدة وسيأتي ذكر أخيه محمد أمين في محله إن شاء الله تعالى رحمهم الله تعالى.
الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل. سلك الدرر في أعيان القرن

 

 

 

محمد صادق بن محمد بن حسين، المعروف بابن الخراط:
من شعراء دمشق. حنفي. له (ديوان - خ) 40 ورقة في الظاهرية، وتخميس قصيدة لابن النحاس، سماه (حكاية الوجد والهوى) .

-الاعلام للزركلي-