سليمان بن السمان بن محمد بن حسين الدمشقي
ابن الدب
تاريخ الوفاة | 1171 هـ |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
سليمان بن السمان بن محمد بن حسين بن محمد المعروف بابن الدب الحنفي الدمشقي نزيل قسطنطينية أحد النبلاء الأفاضل كان فاضلاً أديباً كاتباً بارعاً ولد بدمشق وجد بنفسه وقرأ على الشيخ أحمد الحرستي كاتب الفتوي وانتفع به وأتلمذ له واختص به وعلىغيره وبرع في العلوم خصوصاً بالفنون الأدبية وكتب الخط المنسوب وكتب بخطه كتباً ثم رحل للروم إلى دار الخلافة قسطنطينية واستوطنها وسلك بها على طريق القضاة وتخلص على طريقتهم بمخلص جميل ومهر باللغة التركية والكتابة بها وتردد إلى أعيان الدولة وتولى النيابات وترجمه الشيخ سعيد السمان وقال في وصفه هو ممن هذبه الزمن وشرى من الأدب ما هو غالي الثمن واستسقى من ماء النباهة حتى ارتوى واحتوى من الفياقة على ما احتوى بلسان حديث زلق ومنطق سهل طلق يكاد يقدح بعضه من بعض جمراً ويأتي من مخترعاته أمراً أمراً وهو يقع ويقوم ويتجرع ما هو أمر من الصاب والزقوم ونفسه تحدثه بالرفعة وأفكاره تسول له من الحضيض رفعه إلى أن أفاق الدهر من غشوته ولان لحاله بعد قسوته فأسنده إلى بعض الرؤساء ولم يدخل في زمرة البؤساء فمنحه بما ارتضاه حتى أدخله في سلسلة القضاة وقد أطلعني على قطع من نظمه الذي كعقود الجمان ونثره القائل لسان حاله انه من سليمان وسأتلو عليك ما هو ألذ من لبن لم يتغير طعمه ولم يتخط الاصابة سهمه فمن ذلك قوله مادحاً ومؤرخاً تقليد منصب الفتيا في الروم للمولى محمد بيري زاده المعروف بصاحب وهو
الا هكذا ترقى هضاب المناصب ... وفي مثله يزدان صدر المواكب
علوت على بهرام عزاً ورفعة ... وفقت سمواً فوق أعلى الكواكب
جزى الله عنا كل خير أمامنا ... وخلده في الملك رب المراتب
أبان سناء الشرع من أفق ماجد ... تدين له العلياء من كل جانب
وقد لاح ثغر الدين وافتر ضاحكاً ... سروراً بما أسدته أيدي المواهب
ولما غدا للناس في كل نعمة ... ولياً أطافوا حوله للمطالب
وقد معوا تاريخه ونعوته ... بأشرف بيت فاق لمع الثواقب
بهاء وافتاء وحزم بسؤدد ... وسعد باقبال وعلم بصاحب
وقوله في تاريخ عذار
هذا على جودهفي الأرض سح غمامههذا الوحيد بعصرهقد أقبلت أيامه
ما الورد الا خدهحف به نمامهما الصبح الا وجهه
تبدو لنا أعلامهالمجد بردك سيديفيك انطوى أقسامه
في ليلة القدر التيتم بها نظامهمسك العذار أرخوا
يمن بدا ختامه
وقوله
رياض علوم فاح منها دلائل ... وأنهارها في كل علم مسائل
تخبر فتواها بورد ورودها ... إلى ماجد طابت لديه المناهل
وحنت إلى نجل الحياتي وشابهت ... شموس ضحى دلت عليها أصائل
ومن نظمه قوله
بي أغيد يسبي الأنام بعطفه ... ومليحة تشفي السقام المعضلا
يستعبد الألباب باهر حسنه ... والشمس من وجه الحبيبة تجتلي
جاذبته القدح العتيق فانبرت ... غضباء تصفق في الخدود الأنملا
فغدا يعنفها بحسن جماله ... وجمالها يبدو إليه ما جلا
وسدتها يمناي أبصر مغضباً ... فتركته كالظبي يرتع في الفلا
وأنا نعمت بكل شيء منهما ... في ليلة غراء من نجم الطلا
بتنا ونحن من المدامة نستقي ... حتى رأينا الصبح أسفر مجتلي
ودعتها فبكت وقالت لا تحل ... للغيد يوماً حيناً بك أجملا
ومن نثره قوله ملغزاً أخبروني يا جهابذة الروم وأنبئوني يا أساتذة المنطوق والمفهوم عن اسم ذي حرفين أولهما حسن زين وثانيهما كالقوس من غير مين ذنبه مقدم على رأسه في ترتيب حروف الهجا وهو في الجمل على العكس جا رأسه مجوهر مسبع وذنبه مقوس مركع رأسه في ذنبه مذكور يقول الصاحب ابن عباد
جعلت جفني واصلاً والكرى ... راء فجد بالوصل فالوصل زين
ولا تجني عن سؤالي بلا ... فالقلب يخشى كرب لا يا حسين
أصله لباس أهل الجنان والعجب منه انه من حيوان ذو أخوات كثيرة وأجناد وميره وهو لا يخطر بساحتهم ولا يتحرم بحركتهم إذا كسر أوله كان رخيصاً وان فتح كان فعل ماض وبالدرية عزيزاً وبيصاً وان عكس كان في لسان العوام قبة الاسلام يعلوها مات الجبابره والملوك الأكاسره وهو ضعيف وجسمه نحيف تارة يشبه لون العشاق واخرى يماثل الأحداق تعظمه المسلمون والنصارى واليهود وجميع الخلق في ذلك شهود وقد بلغ في الاشتهار رابعة النهار يا ابن عمي شكله كعمي يا ابن خالي جوفه خالي اختلفت الأقوال في مكانه فإذا سئل العالم عنه قال لا يوجد عند أقرانه بل هو قطب الدائرة الاثني عشريه وكالنقطة في مركز الخلقة السنيه وإن سألت العامة عن مكانه قالوا هو كالبدر في قرص سمائه أخوانه تتزواج وتدخل في غالب الأوقات وهو خال عن الزوجة والبنين والبنات وإذا صم إلى كلام الزور كان اسم طائر فوق العصفور ان تحير فيه عقلك وتاه فيه فكرك فضع عمامتك قدامك واقبض على لحيتك الشريفة تجده أمامك بغير تفكر ولا تحير أخواته توجد في قول الشاعر
لا تعجبوا من بلى غلالته ... قد زر أزراره على القمر
أجيبوا يا كرام ومني لكم أشرف تحية وألف سلام ومن نثره أيضاً ما كتبه للمولى محمد سعيد الشهير بقرا خليل زاده وهو اذ ذاك صدر الروم الحمد لله ملهم الحمد وصلى الله على رسوله محمد وآله الكرام ما هدر حمام ودر هطال وكر عصر ومال مطلع أسرار العلوم والأعمال وملمع سواطع سماء المحامد والآمال مصد دوائر العلماء الأعلام ممهد أحكام الحلال والحرام موطئ دلائل العدل مدمر أهل المكر والعلل وأحد العصر أوحد الدهر.
علم وحلم والوداد له حلا والرحم والاعطاء والاطعام محمد الاسم محمود الرسم طود السعد والسعداء حسام الله مطحطح الحساد والأعداء عماد الدول الأعصم عصام الملل الأكرم.
مداح كساها الدر وهو معطر حلل السماح ممسكاً ومعوداً كامل الأطوار والأحوال حاسم أهل الأهواء والأهوال دام أمره مطاع لهدر دماء آل الوسواس وهدم صوامع أهل الأسواء والرعاع ألا وهو صدر الروم وعالمها وممهد أحكام الله وعاملها أطال الله عمره وأدام للعالم حكمه وأمره وحرسه وحماه وسلكه مسلك حماه والمأمول أعطاه ما سمح كرمكم لمملوككم ولد محرره محمد سعد الله سلمكم الاله ولكم الدعاء والسلام ماكر العصر ودام الدهر وكانت وفاة صاحب الترجمة في نيف وسبعين ومائة وألف في أحد قصبات الروم وكان قاضياً بها رحمه الله تعالى.
الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل. سلك الدرر في أعيان القرن