توماس فان إربينيوس Th mas Van Erpenius أو: Erpen
مستشرق هولندي، يعد مؤسس النهضة الاستشراقية ومنظمها في بلاده. ولد في جوركم ((Gorkum بهولندة وتعلم في ليدن، وساح في انكلترة وفرنسة وألمانية وإيطالية. ويقال إنه درس العربية على مصري يلقب ب أبي ذقن. وأنشأ في بيته مطبعة عربية صارت أساس المطبعة العربية المعروفة اليوم في ليدن بمطبعة بريل (Brill) وعين أستاذا للغات الشرقية في جامعة ليدن سنة 1613 م، وتوفي بليدن.
له كتاب في (قواعد اللغة العربية - ط) وعني بنشر (متنخبات من شعر الحماسة ل أبي تمام - ط) ونشر (تاريخ المسليمن - ط) وهو قسم من تاريخ ابن العميد (الشيخ المكين جرجس ابن العميد) مع ترجمته إلى اللغة اللاتينية، و (أمثال لقمان - ط) .
-الاعلام للزركلي-
إرينيوس
THOMAS ERPENIUS
(1584-1624)
مستشرق هولندي واسمه بالهولندية Van Erpe
ولد في 11 سبتمبر 1584 في جوركم Gorkum (هولندة). درس في ليدن اللاهوت. ونصحه اسكاليجر Scaliger بتعلم اللغة العربية. لكنه لم يجد في هولندة ولا في إنجلترة الوسائل الناجعة لتعلم العربية وإنما فقط في باريس، حيث وصلها في أوائل عام 1609 ، ووجد من يحسن تعليمه العربية. لقد كان أستاذ اللغة العربية في جامعة باريس هو اسطفانوس هوبرتوس الذي كان طبيبا في بلاط هنري الرابع، وكان قد تعلم اللغة العربية وبعض اللغات الشرقية أثناء مقامه بالمشرق. ومن بين الذين تعلم ارينيوس على أيديهم اللغة العربية برز أمين مكتبة الملك، وهو إسحق كازوبون Isaac Casaubon (1559 - 1614)، وكان أكبر علماء اليونانية في عصره وعالماً موسوعي المعرفة. لقد تبين لكازوبون موهبة ارپنيوس لتعلم اللغات، فشمله بعنايته، ويسر له الانتفاع بما في المكتبة التي كان كازوبون أميناً لها من مخطوطات وكتب عربية وكان من بينها ما تركه هادریانوس جيوم الذي كان طالب طب من مدينة فلسنجن Vlissingen وتوفي شاباً عام 1604، وكان يحسن العربية، وقرأ ابن سينا، وبدأ مع كازوبون ترجمة كتاب عن جغرافية النوبة، وترك كتابا في النحو العربي.
واستعان إرپنيوس، وهو في باريس، بعالم قبطي مصري يعيش في باريس يدعى يوسف بن أبي ذقن، للتخاطب معه بالعربية. وليوسف بن أبي ذقن هذا - ويكتب اسمه باللاتينية هكذا Joseph Barbatus Abudacnus - كتاب بعنوان: «تاريخ اليعاقبة أي الأقباط في مصر Historia Jacobitarum seu Cop torum in Aegypto (باللاتينية)، طبع في أكسفورد 1675 وفي لوبك beck (شمالي (ألمانيا) 1733 وفي ليدن 1740. فكان لتخاطبه مع هذا العالم المصري فضل كبير في إتقانه للغة العربية ـ كتابةً ومخاطبة - حتى إنه استطاع بعد تسعة أشهر، في 14 سبتمبر 1609، أن يكتب رسالة إلى بدول Bedwell باللغة العربية الفصحى، طبعاً مع ارتكاب بعض الأغلاط اللغوية والنحوية. وقد نشر نص هذه الرسالة هو تسما M. T. Houtsma في أعمال أكاديمية العلوم في أمستردام جـ 17 ص 126).
ولمواصلة دراساته في اللاهوت ترك باريس في نوفمبر 1609 وسافر إلى سومير Saumur (غربي فرنسا) لمتابعة دروس في اللاهوت، فأقام بها عاماً.
وعقد العزم على التخصص في اللغة العربية وإتقانها نحواً وصرفاً. فقرأ «الآجرومية» و«الكافية»، والعوامل المائة للجرجاني وما شابه ذلك من كتب في النحو والصرف يسر له الاطلاع عليها كازوبون وهو برتوس Hubertus . وراح يقرأ القرآن في مخطوط كان بين تركة هادريانوس الفلسنجني (ويوجد الآن في مكتبة بودلي بأوكسفورد راجع فهرست هذه المكتبة .(ج2 B.65, n. XI
وتعمق في فهم أسرار اللغة العربية، وتبين له أن الفروق بين العربية والعبرية مطردة وتخضع لقواعد عامة في النطق واهتم بالفوارق بين اللغة العربية الفصحى وبين اللهجة العامية وقرر أن يعرض قواعد النحو العربي بإيجاز وترتيب منهجي. وبناء على اقتراح من كازوبون، شرع في تحقيق ونشر مجموعة ـ مجهولة المؤلف - من الأمثال العربية تتألف من 200 مَثَل، كانت في مخطوط اقتناه فلورانس Fleurance - الذي صار بعد ذلك مربياً للملك لويس الثالث عشر - في روما وكلّف أحد الموارنة بترجمته إلى اللاتينية. وقد قدم فلورانس هذا المخطوط، ومعه هذه الترجمة اللاتينية التي قام بها هذا الماروني، إلى كازوبون. فقام اسكاليجر Scaliger بترجمة وشرح 176 مثلا، لكنه توفي في 1609 دون أن يتم ترجمة وشرح باقي الأمثال المائتين. فطلب كازوبون من إرينيوس القيام بنشر مجموع الأمثال هذا بنصه العربي مع الترجمة اللاتينية. وظهرت هذه النشرة في 1615 تحت العنوان العربي واللاتيني التالي كتاب الأمثال:
seu Proverbiorum Arabicorum centuriae duae, ab anonymo quodam Arabe collectae et explicatae, cum interpretatione latine et scholiis los. Scaligeri Caes. F. et Thomae Erpenii Leidae.
وترجمته كتاب الأمثال: أو مائتان من العربية جمعها مؤلف عربي مجهول وشرحها، مع ترجمة لاتينية وتعليقات قام بها اسكاليجر وتوماس ارپنيوس.
وقد أعيد طبع الكتاب - طبعة ثانية أصح من الأولى» (كما ورد في العنوان) - مرة ثانية في 1623.
وعاد إرينيوس إلى باريس في 1610 ليجد صديقه كازوبون قد انتقل إلى لندن، بعد اغتيال الملك هنري الرابع ولكنه لكي يواصل طبعه لمجموع الأمثال العربية سافر في صيف 1611 إلى كونفلانس Conflans. وهنا تصادف أن التقى بتاجر مراكشي يدعى أحمد بن قاسم الأندلسي، فوجدها فرصة رائعة للتخاطب بالعربية مع عربي مسلم. ومن أجله سافر إلى باريس لإمضاء عدة أشهر لإتقان التخاطب بالعربية على أساس اللهجة المغربية. ولدى هذا التاجر المسلم المغربي عرف لأول مرة حقيقة الإيمان بالإسلام عند أتباعه، ودور السنة النبوية، إلى جانب القرآن في تشكيل العقيدة الإسلامية، كما قال في رسالة إلى كازوبون بتاريخ 27 سبتمبر 1611 . وفي مارس 1612 وصل إلى البندقية، لكنه عاد في صيف العام نفسه إلى منزل أهله في هولنده. وجرى البحث بين المسؤولين في جامعة ليدن آنذاك لإنشاء كرسي للغة العربية، وكان يدرس العربية آنذاك يوهانس أنطونيوس، تلميذ فرانسيسكوس رافيلنجيوس Franciscus Raphelengius (1539 1597). فقام كازوبون وهو جد جروتيوس ودانيل هينسيوس Heinsius بتزكية ترشيح إرينيوس لهذا المنصب، المزمع إنشاؤه. وفعلا عين إرينيوس أستاذاً للغة العربية في كرسي اللغة العربية بجامعة ليدن وذلك في سنة 1613، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته المبكرة في 1624 وهو في سن الأربعين لكنه في هذه الفترة القصيرة أنتج إنتاجاً عظيماً.
أنظر كامل الترجمة في كتاب موسوعة المستشرقين، تأليف الدكتور عبد الرحمن بدوي ص 16 - 20.