أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين المصري العسجدي
تاريخ الولادة | 686 هـ |
تاريخ الوفاة | 758 هـ |
العمر | 72 سنة |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن الْمصْرِيّ شهَاب الدّين العسجدي ولد فِي رَمَضَان سنة 686 وَطلب الحَدِيث وَهُوَ كَبِير وَسمع من شهَاب المحسني والنور البطي والدبوسي والواني وَمن بعدهمْ من أَصْحَاب أَصْحَاب البوصيري وَأكْثر جدا وَكتب الطباق وأسمع أَوْلَاده ولازم ابْن الْوَكِيل مُدَّة وخدمه وَجلسَ فِي مَرْكَز الشُّهُود بِالْقربِ من الْمَسْجِد الْحُسَيْنِي وَكَانَ أديباً فَاضلا متواضعاً متديناً يعرف أَسمَاء الْكتب ومصنفيها وطبقات الْأَعْيَان ووفياتهم ويشارك فِي ذَلِك مُشَاركَة قَوِيَّة وَولي تدريس الحَدِيث بالمنصورية والفخرية وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن رَافع حدث وَكتب بِخَطِّهِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَحصل الْأَجْزَاء وَسمع بالإسكندرية ودمشق وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ عَالما بارعاً مُفِيدا مسارعاً إِلَى الْخَيْر وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ واعتنى بتحرير الحَدِيث وَضَبطه وولع بِهِ بعض الْحَنَفِيَّة فَوضع عَلَيْهِ كتابا سَمَّاهُ الْقطر الندي فِي الْخلاف بَين الْمُسلمين والعسجدي ذكر أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ أَنه وقف على الْكتاب الْمَذْكُور وَفِيه الْخمر حرَام بِإِجْمَاع الْمُسلمين خلافًا للعسجدي لَهُم دَلِيل كَذَا وَله دَلِيل كَذَا وَيتَكَلَّم على ذَلِك بِلِسَان الْقَوْم وَلما ولي درس الحَدِيث بالمنصورية بعد الزين الكتناني طعن جمَاعَة فِي أَهْلِيَّته إِلَى أَن رسم النَّاصِر بِعقد مجْلِس بِسَبَب ذَلِك فتعصب الغوري على العسجدي وساعده الرُّكْن ابْن القوبع وَوَقع كَلَام كثير إِلَى أَن أخرج العسجدي وَاسْتقر أَبُو حَيَّان بعناية الجاولي وتسألم العسجدي لذَلِك وَكَانَ هُوَ قَامَ على الكتناني لما ولي هَذَا التدريس وَمن شعر العسجدي (ولعي بشمعته وضوء جَبينه ... مثل الْهلَال على قضيب مايس) (فِي خَدّه مثل الَّذِي فِي كَفه ... فا عجب لماء فِيهِ جذوة قابس
مَاتَ سنة 758 أرخه ابْن حبيب وقرأت فِي تَارِيخ اليوسفي لما مَاتَ الشَّيْخ زين الدّين الكتناني ولي الجاولي نَاظر المرستان درس الحَدِيث بالمنصورية شهَاب الدّين العسجدي فَبلغ ذَلِك ابْن جمَاعَة فَأنْكر ذَلِك وَأرْسل إِلَى الجاولي أَن هَذَا لَا يصلح لهَذِهِ الْوَظِيفَة فَلم يقبل مِنْهُ فأغرى القَاضِي جمَاعَة من الطّلبَة بِأَن كتبُوا قصَّة للسُّلْطَان فِي ذَلِك فقرئت فَالْتَفت السُّلْطَان إِلَى الْقُضَاة فَسَأَلَهُمْ عَنهُ فَقَالَ القَاضِي عز الدّين هَذَا الرجل لَا يُولى على هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَة وَلَا يصلح لهَذِهِ الْوَظِيفَة فَإِنَّهَا كَانَت مَعَ أبي ثمَّ وَليهَا بعده الشَّيْخ زين الدّين وَهِي وَظِيفَة كَبِيرَة على مثل العسجدي فَطلب السُّلْطَان الجاولي فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ هَذَا الرجل عَالم ومستحق وَبَالغ فِي شكره فَأَمرهمْ بِعقد مجْلِس بِسَبَب ذَلِك فَاجْتمعُوا بالصالحية فشرع بعض الطّلبَة يُنَازع الجاولي وَيَقُول وليت علينا من لَا يصلح وَنحن لَا نُرِيد إِلَّا من ننتفع بِعِلْمِهِ حَتَّى قَالَ ركن الدّين ابْن القوبع كَيفَ يكون هَذَا شيخ الحَدِيث وَهُوَ قَرَأَ عَليّ الْفَاتِحَة فلحن فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع فتعصب القَاضِي حسام الدّين الْحَنَفِيّ للجاولي فَقَالَ أَنا أعلم أَن هَذَا الرجل صَالح لهَذِهِ الْوَظِيفَة وَأحكم لَهُ بهَا فَقَالَ لَهُ القَاضِي عز الدّين وَمن أَيْن تعلم أَنْت صلاحيته فتفاوضا إِلَى أَن قَالَ الْعِزّ للحسام لَا تأس الْأَدَب فصاح وَقَالَ يَا أهل القصرين قُولُوا لهَذَا إيش معنى إساءة الْأَدَب وَكثر اللَّغط وانفض الْمجْلس فَركب الْحَنَفِيّ إِلَى طاجار الدوادار وعرفه أَن الشَّافِعِي وَمن مَعَه تعصبوا على هَذَا الرجل وَأَنا أشهد بمعرفته واستحقاقه وَعرف السُّلْطَان عني هَذَا فَلَمَّا حَضَرُوا فِي دَار الْعدْل تكلم السُّلْطَان فِي ذَلِك فَأخْرج الجاولي ورقة بِخَط القَاضِي يَقُول فِي حق العسجدي الشَّيْخ الْعَالم الْفَاضِل فَأَجَابَهُ القَاضِي الألقاب للشَّخْص لَا يثبت بهَا علم وَلَا جهل فَقَالَ الجاولي أَنا أعرف علمه وَدينه فَقَالَ السُّلْطَان لبدر الدّين ابْن البابا أَنا مَا أولي هَذَا فشرع الجاولي يُجيب فسكتوه وَانْصَرف مقهوراً
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-