خليل الملقب بأبي الفتوح الفيومي الشافعي المصري نزيل حمص الشيخ العالم الفاضل الصالح الناظم الأديب كان محققاً في سائر العلوم له مؤلفات عديدة وقصائد فريدة سريع النظم لا يتكلف إليه كان عظيم الفهم فصيح اللسان تقياً مغرماً بشرب القهوة والتتن ولد ببلدة الفيوم في سنة سبع ومائة وألف وارتحل إلى مصر وحصل العلوم في جامعها الأزهر الذي بالخيرات معمر وفضل وصار له فضيلة ومكانة عالية ويد طائلة في العلوم ومن مؤلفاته رسالة نظم في التصوف سماها دوام الراحات في اتخاذ الخلوات تنوف عن حجم كراس مطلعها يقول راجي من به التكميل المحيوي عبده خليل إلى آخرها وسلك فيها مسلكاً عظيماً يدل على عظم فضله وذوقه وله مؤلف في الرد على الإسماعيلية سماه السطوة العدلية بالفرقة الإسماعيلية نحو أربعمائة بيت وهي عجيبة وله مؤلف في العروض مفيد أجاد فيه كثيراً وله كتاب صنفه بالحديث اقتضيه من العهود الكبرى للشعراني ومن الأذكار النووية وله قصائد كثيرة يطول تعدادها وهو من أسباط سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني نفعنا الله ببركاته وقدم دمشق في سنة ست وأربعين ومائة وألف وأخذ بها عن بعض علمائها وارتحل إلى حمص واستقام بها مدة سنين وكان فرد وقته رقيق الطبع والذات وله حدة في بعض الأوقات خارجة عن العادات يحصل منها أمور مضحكة منها انه رأى كلباً في بعض الأزقة وهو في تلك الحالة فخلع فرحيته عليه وقال له أنت أفضل من خليل وله مناقب كثيرة لا يحصر عدها وكأنت وفاته بحماة في نيف وستين ومائة وألف ودفن خارجها رحمه الله.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.