عفيف الدين عبد الله العيدروس
تاريخ الولادة | 945 هـ |
مكان الولادة | تريم - اليمن |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وفيهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشْرين الْمحرم كَانَت ولادَة شَيخنَا السَّيِّد الْكَبِير وَالْعلم الشهير الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى عفيف الدّين الشَّيْخ عبد الله العيدروس فسح الله فِي مدَّته بتريم وتاريخ ذذلك الْعَام بجمعه ذرهم وَكَانَ جعل هَذَا التَّارِيخ وَالِده نفع الله بِهِ ثمَّ نظمه فَقَالَ
ذرهم إِشَارَة للك عَن الْعبارَة ... بفصح بميلادك مَعَ الْبشَارَة ... الله قل ذرهم فِي الْحَرَارَة ... فِي ضمنهَا التَّوْحِيد وَالْإِشَارَة ...
وَنَشَأ على قدم العفاف وَالتَّقوى وَقَرَأَ على جمَاعَة من عُلَمَاء عصره وشارك فِي كثير من الْفُنُون مَعَ عقل وجود وتواضع وحلم وَحسن خلق وَمَا أحسن قَوْله شَيخنَا الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي بن حسن أَبَا كثير الْمَكِّيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِيهِ
هُوَ القطب عبد الله نخبة حيدر ... رَبِّي العلى وَالْمجد وَالْأَصْل هَاشم ... تفرد بِالْمَعْرُوفِ وَالدّين والتقى ... وَلَيْسَ لَهُ فِي عصره من يُقَاوم ... لَهُ همة فَوق السماكين قد علت ... وَحسن اتضاع زينته المكارم ... فِيمَا ابْن رَسُول الله يَاسر سبطه ... وَيَا بضعَة الزهراء جاهاً وفايم ... ورثت الْعلَا وَالْمجد لَا عَن كَلَالَة ... فآباؤك الْأَطْهَار أَسد ضراغم ... فياقطب ياابن القطب يَا أوحد الورى ... رقيت مقَاما لَيْسَ فِيهِ مُزَاحم ... بصدر رحيب وَاسع قد وسعتهم ... وجود حَكَاهُ الوابل المتراكم ... وسعت الورى حلماً وبشراً بهيبة ... وَبِذَلِك للمعروف والثغر باسم ... ثَنَاء جميل عَنْك يثنى معطر ... ووفرك مبذول وعرضك سَالم ... دماثة أَخْلَاق عَطِيَّة خَالق ... وخيم كريم أَصله متقادم ... جمعت خِصَالًا يَا ابْن شيخ حميدة ... بِوَاحِدَة يسمو الْفَتى ويساهم ... حَيَاء ومعروفاً وجودا بشاشة ... وعلماً وحلماً جلّ من هُوَ قَاسم ...
وَهُوَ الله كَمَا وَصفه شَيخنَا وَفَوق ذَلِك فكم قد اجْتمع فِي ذَاته الشَّرِيفَة من الْأَخْلَاق المحمودة المنيفة كالحياء والمروءة والسخاء والفتوة وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ جواد كريم عَالم بِالْكتاب وَالسّنة عَامل بهما قَائِم بِمَا جرى عَلَيْهِ سلفه من الأوراد الْأَذْكَار واكرام الوافدين واطعام الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وبذل الجاه فِي الشفاعات للْمُسلمين وَإِصْلَاح ذَات بَينهم حَتَّى أَنه لَو حلف الْحَالِف أَنه لم يكن أكْرم مِنْهُ وَلَا أَعقل مِنْهُ فِي زَمَنه لم يَحْنَث إِلَى غير ذَلِك من الْأَحْوَال الباهرة والكرامات الظَّاهِرَة ومقامات الرِّجَال وصفات الْكَمَال ورحم الله الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي حَيْثُ يَقُول فِيهِ من قصيدة
ي خليلي يمما أَرض نجد ... واسلكا كل فدفد وقفار ... واقصدا حَضرمَوْت نَحْو تريم ... بقْعَة الْخَيْر منبت الْأَخْبَار وانزلا ساحة الْمجد عبد الله ... مَعْدن الْأَسْرَار ... الشريف المنيف غوث البرايا ... كَامِل الْوَصْف عالي الْمِقْدَار ... عيدروس الْهدى إِمَام الْمَعَالِي ... مستباح الندى منيع الْجَار ... وسع الوافدين حلماً وجودا ... قد حكى شيخ فِي اقتفاء الْآثَار ... خلق كالنسيم سهل وجود ... فِي يَدَيْهِ كالوابل المدرار ... همة زاحمت نُجُوم الثريا ... واتضاع مزين بوقار ... لَك يَا عيدروس ذكر جميل ... وثناء فِي سَائِر الاعصار ... خصك الله بالسماحة وَالْبر ... وبذل الْمَعْرُوف للزوار ... وبفضل جم وخيم كريم ... فطْرَة الله الْوَاحِد القهار ... لَا برحم يَا آل شيخ هداة ... وحماكم مستودع الْأَسْرَار ... مِنْكُم القطب وَالْوَلِيّ ومنكم ... كل قرم يسمو على الأقمار ...
وَأمه الواليه الصَّالِحَة فَاطِمَة بنت الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ عَليّ ابْن أبي بكر وَأثْنى عَلَيْهِ جمَاعَة من الكبراء وَأَشَارَ إِلَيْهِ غير وَاحِد من الصلحاء وَكَانَ وَالِده يُحِبهُ ويجله ويعظمه ويحترمه حَتَّى أَنِّي سمعته مرَارًا يَقُول مَا أحد يعرف قدري مثل وَالِدي عبد الله وَكَانَ بعض أَوْلَاد السَّيِّد عبد الله الْمَذْكُور يقْرَأ عَلَيْهِ بعض المدائح الَّتِي قيلت فِي سَيِّدي الشَّيْخ عبد الله العيدروس فَقَالَ لَهُ عِنْد ذَلِك لَا تشهد هَذَا إِلَّا فِي أَبِيك أَو كَمَا قَالَ وَكَانَ بنى الْمَسَاجِد والنخيل الَّتِي اتخذها وَالِدي بحضرموت كلهَا على يَدَيْهِ وَكَانَ وَالِدي قد جعله وَكيلا مُطلقًا فِي كل مَا يتَعَلَّق بِهِ لما رآى من نجابته وكياسته وَلم يُسَافر من بَلَده تريم إِلَّا مرّة وَاحِدَة فانه قد دخل فِيهَا إِلَى الْهِنْد لزيارة وَالِده وَذَلِكَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَرجع إِلَيْهَا فِي عَامه وَله من المصنفات شَجَرَة آل أَبَا علوي وَضعهَا على أسلوي بديع
وَمن كراماته أَنه كَانَ أَمرنِي بِالسَّفرِ إِلَى بروج والاقامة بهَا إِلَى أَن يَأْذَن الله وَمَا كَانَ فِي ذَلِك مصلحَة من حَيْثُ الظَّاهِر وامتثلت اشارته فَفتح الله عَليّ من فَضله بأَشْيَاء مَا كنت أتوقعها وَمِنْهَا أَنه كَانَ فِي بعض السنين كتب يَأْمر بالاهتمام فِي عمَارَة قبَّة على ضريح وَالِده نفع الله بِهِ وَمَا كَانَ يَتَيَسَّر ذَلِك بِسَبَب قلَّة توفيق أهل الزَّمَان وَعدم مساعدتهم فِي فعل الْخَيْر ثمَّ وَقع الشُّرُوع فِيهَا بعد ذَلِك وتيسر بناؤها على احسن مَا يكون ببركته نفع الله بِهِ آمين وَكَانَ كف بَصَره الشريف مُنْذُ سنوات ثمَّ رد الله عَلَيْهِ بَصَره وعد ذَلِك من خرق الْعَادَات وَكتب إِلَيْهِ الشَّيْخ الْعَلامَة شهَاب الدّين أَحْمد عَليّ البسكري مهنئاً لَهُ بِهَذِهِ الأبيات
حمداً لما اولاك مَوْلَاك من ... نعمائه الظَّاهِرَة الخافيه ... قد نور الْأَبْصَار من نوره فالعين كالسمع غَدَتْ واعيه ... وسل سَيْفا كَانَ فِي غنده ... على عتاة حسد طاغيه ... يهني عفيف الدّين غوث الورى ... قطب الملا أنواره الزاهيه ... بهناك نور الْحق هاقد أَتَى ... من فضل رب عينه راعيه ... فَالْحَمْد الله وشكراً لَهُ ... على زَوَال الْعِلَل الماضيه ... قد سرنا وَالله مَا قد أَتَى ... من صِحَة تبقى وَمن عافيه ... وسر سادتنا وَأهل وَمن ... قد كَانَ فِي الْحَضَر وَفِي الباديه ... وسر أهل الْجُود ثمَّ التقى ... وَخص مولى ذَاته ساميه ... غوث الورى فَخر الْعلَا سيد ... إِلَى الْمَعَالِي نَفسه راقيه ... عبد الاله الْقَادِر الْفَخر من ... يمناه بالجود غَدَتْ ساريه ... ذُو غرَّة كالبدر فِي تمه ... ترتاح مِنْهُ الند والغاليه ... والمسك والكافور والعنبر ... الرطب إِذا وافا مَعَ الناغيه ... كَذَا شهَاب الدّين ذُو الْحَال من ... كل الملا مِنْهُ الدعا راجيه ... العيدروس القطب رب الندا ... حاوي الْعلَا ذُو الْأَنْفس الزاكيه ... قد سرهم وَالله أخباركم ... من كل مَكْتُوب وَمن ناحيه ... فدم مدى الْأَيَّام فِي نعْمَة ... تبقى لكم فِي عيشة راضيه وَالْعَبْد يَرْجُو مِنْكُم دَعْوَة ... بِأَن ينَال الْأَمْن فِي الفانيه ... فِي الدّين وَالدُّنْيَا وَفِي الْأَهْل مَا ... كَانُوا بِذِي الدُّنْيَا وَفِي الثانيه ... وصل يَا رب على الْمُصْطَفى ... وَآله مَا دَامَت العاليه ... -النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.