عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن صَالح بن مُحَمَّد بن خطاب بن ترْجم التَّاج أَبُو نصر بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الزُّهْرِيّ البقاعي الفاري بِالْفَاءِ وَالرَّاء الْخَفِيفَة الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الله الْمَاضِي ووالد الْجلَال مُحَمَّد الْآتِي. ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحفظ التَّمْيِيز وَغَيره وَنَشَأ على خير وتصون واشتغل على وَالِده والنجم بن الجابي والشريشي وَغَيرهم وتميز ودرس فِي حَيَاة أَبِيه بالعادلية الصُّغْرَى وَبعده فِيهَا أَيْضا وبالشامية البرانية وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وناب فِي الحكم مُدَّة طَوِيلَة بل ولاه نوروز الْقَضَاء بِاتِّفَاق الْفُقَهَاء عَلَيْهِ بعد موت الأخنائي فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة فَلَمَّا غلب الْمُؤَيد على نوروز صرفه وَلم يعرض لَهُ بِسوء فَلَزِمَ الشباك الكمالي بِجَامِع دمشق يُفْتِي والشامية يدرس، وَكَانَ حسن الرَّأْي وَالتَّدْبِير دينا ذَا حَظّ من الْعِبَادَة وَلكنه لم يكن مشكورا فِي مُبَاشرَة الْوَظَائِف قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته وَقَالَ كَانَ عَاقِلا سَاكِنا كثير التِّلَاوَة وَالْأَدب والحشمة طَاهِر اللِّسَان قَائِم اللَّيْل يستحضر التَّمْيِيز إِلَى آخر الْوَقْت. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة عشْرين، وأرخه شَيخنَا فِي ربيع الآخر وَالْأول أشبه رَحمَه الله وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني الْمدنِي الْآتِي.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.