حسين بن أحمد ابن مصلي
تاريخ الوفاة | 1152 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
حسين بن أحمد المعروف بابن مصلي الدمشقي الأديب النبيه كان جندياً متزياً بزي الأجناد وأقاربه كلهم أجناد زعما وسباهية في أوجاق السلطان ولهم اقطاعات من القرى وكان هو مع هذا أديباً بارعاً بفنون الأدب له شعر حسن ولطف خصال وتلمذ للأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه شاعر مستوفي الشروط ومكتسي من الآداب أبهج برود ومروط تصدى للمعالي فتصيد وعقل شواردها وقيد وفتح شراع سفنها فجرت في ذلك التيار وأبدع من سانحات خاطره منها ما هو كورد الرياض في أيار فاستحق أن تقر عينها فيه وأن تلتقط الدرر المنتثرة من فيه وأن تخصه بالطارف والتليد وتتفداه بالوالد والوليد حتى ينتظم شملها المبدد وهو ترقوس اصابتها المسدد على أن الكمال مازج دمه ولحمه وخالطه مخالطة السدى للحمه وهو لجمر تكلفاتها مصلي قائلاً في تحصيلها لا نقل أصلي وفصلي وله شعر جيد الانطباع تصغي إليه السليمة من الطباع أثبت منه ما تجعله للآذان شنفا وما عنه قائلة اللائم تنفي فمن ذلك قوله مخمساً أبيات ماني الموسوس بقوله
خذ حديث الغرام والوجد عني ... يا ابن ودي ان الصبابة فني
ما تراني من الهيام أغني ... حجبوها عن الرياح لأني
قلت للريح بلغيها السلاما
جرد الشوق في فؤادي صلتا ... حيث صار الوصال لا يتأتى
صيروا حولها الموانع شتى ... ثم لم يقنعوا بذلك حتى
منعوها يوم الرياح الكلاما
سرت يا صاح والغرام حليفي ... حين بانوا وطال بي تسويفيقيل حلوا بها مني والخيف ... فتأوهت ثم قلت لطيفي
آه لو زرت طيفها الماما
سر اليها لعلني أتسلى ... بالأماني عسى وهل ولعلا
وإذا لاح للخطاب محلا ... خصها بالسلام مني والا
منعوها لشقوتي أن تناما
وقوله
لا تحسبن الذي في لحظ فاتنتي ... كحلا يزين ظبي أحداقها النجل
لكنها خشيت برء الجريح بهم ... فصيرته مكان السم في النصل
أخذه من قول محمد الحشري الشامي
ولرب ملتفت بأجياد المها ... نحوي وأيدي العيس تنفث سمها
لم يبك من ألم الغرام وانما ... يسقي سيوف لحاظه ليسمها
وأصله قول الملك المعظم شرف الدين عيسى بن أيوب
ومورد الوجنات أغيد خاله ... بالحسن من فرط الملاحة عمه
كحل العيون وكان في أجفانه ... كحل فقلت سقى الحسام وسمه
وهو من قول عبد الجبار بن حمد يس الصقلي
زادت على كحل الجفون تكحلاً ... ويسم نصل السهم وهو قتول
وللمترجم مضمناً المصراع الأخير بقوله
بروحي فتاة رنح التيه عطفها ... تميس بأعراض وعجب على الصب
آمال بها سكر الدلال فعربدت ... لواحظها بالفتك بالجسم والقلب
وقد جأوزت في الحسن فرط بهائها ... ولم تخش لومي بل يلذ لها عتبي
أماطت حجاب الحسن عن نور وجهها ... فخر هلال الأفق ملقى على الترب
غوازل لحظيها وفتر جفونها ... رمتني بهم تيهاً غزيلة السرب
فلم أدر في أي رمتني وانما ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول القطب المربي عبد الغني النابلسي
وأهيف ساجي المقلتين كأنه ... غزال ربيب أغيد فر من سرب
رنا فرما في القلب سهماً مريشاً ... بأجفانه ويلاه من ذاك وأحربي
فلو كان قلبي صخرة مثل قلبه ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول الأديب أحمد بن محمد السلامي ابن أغر يبوزي
وبي سمهري القد بالفتك مولع ... يصول ولا يخشى من اللوم والعتب
يهددني طوراً بعضب لحاظه ... ويقصد أحياناً فؤادي بالهدب
فلم أدر ايا قاتلي غير أنني ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول البارع السيد العبادي
تعرض لي يوماً بشرقي عالج ... غزال كحيل الطرف منظره يسبي
وأقصدني من ناظريه بأسهم ... تركن دمي يجري عياناً على الترب
وليس سواه قاتلي حيث أنني ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول الفاضل محمد بن أحمد الكنجي
كف بالله واتثد يا عذولي ... ما لقلبي إلى السلو سبيلي
كيف أسلو وفي الحشا من هواه ... لاعج الشوق راسخ لا يزول
كلما قلت مال قلبي حاشا ... أن قلبي إلى سواه يميل
راشني من لحاظه بسهام ... قاتلات إلى فودآدي وصول
ما تحققت فعلها الفتك الا ... حين رنت فكان ذاك الدليل
ومن قول موسى بن أسعد المحاسني
ولم أنس فعل الريم أذمر معرضا ... وطلعته من فرط حسن البهاتسبي
وأسكرني من عطفه بشر طيبه ... ونكهة ذاك الثغر محمودة القرب
وما كنت أدري قبل أن أعشق الرشا ... مراتع غزلان تلذذن بالعتب
وموطن أهوال الهوى وشجونه ... وما ذقت طعم الذل في طمع الحب
إلى أن نولاني الغزال وطرفه ... كحيل تبديه الحروب على العضب
وراش سهاماً من لحاظ قواتل ... سفكن دمي عمد وأثرن في اللب
فكأنت لقتلي علة ودليلها ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول اللوذعي محمد المحمودي
نهاني عن باهي المحيا عواذل ... وما علموا أني به قد فنى اسمي
فقلت لهم كفوا الملام واعرضوا ... فما قلبكم قلبي ولا جسمكم جسمي
وكيف ومن ألحاظه راش أسهما ... وأقصد أحشائي برشق لها يصمي
وما برحوا بالعذل حتى باذنهم ... لقد سموا في مهجتي رنة السهم
ومن ذلك قول اللبيب محمد الشهير بابن العنز
أراش سهاماً عن قسي حواجب ... وأرسلها للقلب عن قلتي تنبي
وليس سواه قاتلي حيث أنني ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
وقوله
أتنكر قتلي حين أرسل لحظه ... لقلبي أسهماً قد أريس من الهدب
وليس سواه قاتلي حيث أنني ... سمعت باذني في رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول الأديب محمد بن عثمان الشمعة
تبدي يهددني برشق نباله ... غزال غزنا باللواحظ والهدب
فقلت له رفقاً لأنك فاتني ... وتقتلني ظلماً ولم أر ما ذنب
فقال اصطبر صبر الكرام لأنني ... أعامل أهل العشق بالقتل والسلب
وصال على المضني بلحظ سهامه ... مفوقة للقلب تنقض كالشهب
ولما رماها طالباً قتلتي بها ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول الماهر مصطفى البيري الحلبي
وناضلني لما رمى من لحاظه ... بأسهم فتك راشها شعر الهدب
وقرطس قلبي ثابري بلامي فخذ ... من الشادن الأحوى فافعاله تنبي
دمي شاهدي في وجنتيه وأنني ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول الماهر السيد مصطفى العلواني الحموي
بروحي لخط ظل يفعل بالحشا ... على فعله فعل المدامة باللب
إذا راش منه الريم سهماً فلا ترى ... له غرضاً يلفي سوى مهجة الصب
عجبت له يدمي الفؤاد مجأوزاً ... إليه أديما صين عن أثر ينبي
فيا منكري ما في حشاي اليكم ... عن الحكم فيما عندكم غاب في الحجب
ولا تنكر وأصدع الفؤاد فأنني ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول الأديب إبراهيم بن الحكيم الصالحي
إذا رمت منك القرب تنفر من قربي ... وان رمت منك العفو بالغت في سبي
فليس لنا في الناس الا معنف ... وليس لنا في الحي غيرك من حب
اذ لم تجد بالوصل لست بمصنف ... وان كنت قد أذنبت تبت إلى ربي
فريش من جفنيه نبلاً ورامني ... فقلت قفا ترشف من المنهل العذب
أشار لنحوي بالنبال وأنني ... سمعت بأني رنة السهم في قلبي
ومن ذلك قول الأديب محمد سعيد السمان
بديع المحيا بالصدود مولع ... يصول دلالاً بالقوام الذي يسبيأراش سهاماً ريشها الهدب وانثنى ... يهز بعطفيه فيهزأ بالقضب
وأقصد أحشائي فاصمى صميمها ... ففاض دماها واستهال على الترب
وما أنا بالراجي بقاء وأنني ... سمعت باذني السهم في قلبي
وأصله من قول أبي تمام
ولما امتلا قلبي نصالاً وأسهماً ... بمعتركي سحر اللواحظ والهدب
وفوق ذاك الجفن آخر نبلة ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
وللمترجم
تغيرت الأيام وأسود بيضها ... وصارت أسوداً عند ذاك قرودها
ففي الموت عز للكرام وراحة ... إذا ملكت أحرار قوم عبيدها
وله كاتباً على كتاب في الأدب
نزهت طرفي في رياض طروسه ... مستغنياً عن روضة غناء
تجلي العرائس من خدود سطوره ... تدعو لمالكه بطول بقاء
وله مخمساً
سلوا عن فؤادي حين سارت ظعونها ... غزيلة رسل المنايا عيونها
فمن عجبي روحي لدى أصونها ... وأصبو إلى سحر حوته جفونها
وان كنت أدري أنه جالب قتلي
أهيم إذا ما لاح برق وأومضا ... وأذكر أياماً تقضت بذي الغضا
فيمنحها ودي ولست معرضا ... وأرضي بأن أمضي قتيلاً كما مضى
بلا قود مجنون ليلى ولا عقل
وله مخمساً أيضاً
انني في الغرام أصبحت صبا ... لست أدري للداء بعدك طبا
كم أدأوي والقلب قد زاد حبا ... يا مريض الجفون عذبت قلباكان قبل الهوى قوياً سوياً
أنت قصدي وبغيتي ومرادي ... لا سليمى وزينب وسعاد
فبحق الهوى وصدق ودادي ... لا تحارب بناظريك فؤادي
فضعيفان يغلبان قويا
وكأنت وفاته تقريباً في سنة اثنين وخمسين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح رحمه الله تعالى