بكتمر سيف الدين المنصوري أمير جاندار

تاريخ الوفاة716 هـ
مكان الوفاةالكرك - الأردن
أماكن الإقامة
  • الكرك - الأردن
  • صفد - فلسطين
  • غزة - فلسطين
  • الإسكندرية - مصر
  • مصر - مصر

نبذة

بكتمر الأمير سيف الدين المنصوري أمير جاندار. وكان أولاً جوكنداراً، ويدعوه السلطان الملك الناصر يا عمي، وكان من أولاده أكبرهم يُدعى ناصر الدين محمد، لم يكن في مصر من يلعب الكرة مثله، ويدعوه السلطان: أخي، وكان لا يفارقه.

الترجمة

بكتمر الأمير سيف الدين المنصوري أمير جاندار. وكان أولاً جوكنداراً، ويدعوه السلطان الملك الناصر يا عمي، وكان من أولاده أكبرهم يُدعى ناصر الدين محمد، لم يكن في مصر من يلعب الكرة مثله، ويدعوه السلطان: أخي، وكان لا يفارقه.
وكان بكتمر في أيّام سلاّر والجاشنكير أحد أرباب الحلّ والعقد، ثم إنهما عملا عليه وأخرجاه إلى الصُبيبة نائباً، فوصل إليها في شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبع مئة، فأقامَ بها مُدةً.
ولما توفي سُنقر شاه نائب صفد رسم له بنيابة صفد في شعبان سنة سبع وسبع مئة، فحضر إليها ومعه ثماني مئة مملوك، فإذا ركبَ فيهم كانوا قريباً من عسكر صفد، فأقام بها قريباً من سنتين، ولما خرج السلطان من الكرك لاقاه الأمير سيف الدين بكتمر إلى دمشق، وتوجه معه إلى مصر، وأقرّه في النيابة بمصر. ولم يزل في النيابة إلى أن أمسكه واعتقله، فأخذه إلى الأموات ونقله.
وكان بكتمر الجوكندار خيراً ساكناً، مائلاً إلى المسالمة راكنا، لا يرى سفك الدم، ولا يعتني بالقصاص ولا النقم، وإذا جاؤوه بقاتل ضربه ضرباً مبرحاً. وقال مصرحاً لا ملوحا: الحي خيرٌ من الميت، فليقم هذا من السجن في بيت، إلا أنه يضر به ما يقارب السبع مئة عصا، إلى أن يلوك من الألم الحصى، فكثر بذلك العبث والفساد في بلاد صفد، وزاد المتحرَّم وحشد.
وحجّ حجة وأنفق فيها أموالاً عظيمة، وأعطى الفقراء والمجاورين بالحرمين ما جلّى به لياليهم البهيمة، وحمل إلى مكتة القمح، وفرقه فيها بكفه السمح، وأنشأ بصفد مكاناً يعرف بالمغارة والصهريج، وعمره بنفسه وبمماليكه من غير ترويج، ودفن به إحدى زوجاته أم بنيه، ورتب له على الديوان ما يكفيه.
ولما كان بمصر وهو نائب نزلَ السلطان إلى المطعم، خرج من السرج ومال إليه وقال: يا عم ما بقي في قلبي من أحد من هؤلاء الأمراء أن أمسكه إلا فلان وفلان، وذكر له أميرين، فقال له: ما تطلع من المطعم إلا وتجدني قد أمسكتهما، وكان لك يوم الثلاثاء، فقال السلطان: لا يا عم ألاَ دَعْهُما إلى يوم الخميس أو يوم الجمعة نمسكهما بعد الصلاة، فقال: السمعُ والطاعة.
ثم إنه جهز له تشريفاً كاملاً ومركوباً هائلاً وإنعاماً من الذهب. فلما كان يوم الخميس قال له: غداً نمسكهما، فلما كان يوم الجمعة، قال له في الصلاة: أين هما؟ قال: حاضران، فقال بعد الصلاة تقدم بما قلتُ لك. فلّما انقضت الصلاة، قال: والله يا عم ما لي وجه أراهما وأستحيي منهما، ولكن إذا دخلتُ أنا في الدور أمسكهما أنت وتوجه بهما إلى المكان الفلاني، تجد منكلي، وقَجْليس سلمهما إليها وروح. فلما أمسكهما أنت وتوجه بهما إلى المكان الفلاني، تجد منكلي، وقجليس سلمهُما إليهما وروح. فلما أمسكهُما وتوجه بهما إلى ذلك المكان وجد الأميرين منكلي بغا وقجليس هناك. فقاما إليه وقالا له: عليك سمع وطاعة لمولانا السلطان، وأخذ سيفه، فقال يا خوش داش، ما هو هكذا الساعة كما فارقته، وقال: أمسك هذين وتوجه بهما إلى فلان وفلان فأطلقاهما وأمسكاه. وكان ذلك آخر العهد به، وذلك في شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وسبع مئة فيما أظن.

ولما كان في صفد كانت كتبُ السلطان ترد من الكرك إلى ابنه الأمير ناصر الدين مّحمد يقول له: يا أخي تقول لعمي كذا وكذا وطل روحك إلى أن يقدّر الله الخير.

أعيان العصر وأعوان النصر- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى: 764هـ).

__________________________________

 بكتمر أَمِير جندار المنصوري كَانَ أَولا جوكنداراً ثمَّ صَار أَمِير جندار وَكَانَ النَّاصِر يَقُول لَهُ يَا عمي وَيَقُول لوَلَده نَاصِر الدّين يَا أخي ولي إمرة الْحَاج سنة 700 فَشَكَرت سيرته وَرجع الْحَاج وهم يصفونَ بره وإحسانه الْعَام وَأَنه أنعم على أبي نمي صَاحب مَكَّة وعَلى أَوْلَاده بِمَال كثير وَفرق على المجاورين مَالا كثيرا وَكَذَا صنع بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قيل أَنه خرج مِنْهُ فِي تِلْكَ السفرة أَكثر من ثَمَانِينَ ألف دِينَار ثمَّ كَانَ من أهل الْحل وَالْعقد فِي أَيَّام نِيَابَة سلار والجاشنكير فأخرجاه نَائِبا بالصبيبة لما حسن للناصر الاستبداد وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سنة 707 وَاتفقَ مَعَه على الْقَبْض على بيبرس وسلار فبلغهما ذَلِك فأخرجاه هُوَ وَغَيره فَامْتنعَ النَّاصِر من التَّعْلِيم على التواقيع وَامْتنع بِالْقصرِ فَوَقَعت المراسلة بَينه وَبَين سلار عدَّة سِنِين إِلَى أَن رَضِي فأخرجا بكتمر الْمَذْكُور إِلَى غَزَّة ثمَّ إِلَى الصبيبة ثمَّ ولي نِيَابَة صفد لما استعفى نائبها فِي شعْبَان من السّنة وَهُوَ سنقر شاه ثمَّ مرض فاستعفى من نِيَابَة صفد فَنقل إِلَى دمشق فَمَاتَ قبل أَن يصل إِلَيْهَا وَقيل بل مَاتَ قبل أَن يخرج من صفد وَقرر بكتمر فِي نِيَابَة صفد ثمَّ توجه مَعَ النَّاصِر لما خرج من الكرك فقرره فِي النِّيَابَة بِمصْر وَكَانَ خيرا سَاكِنا لَا يرى يسفك الدِّمَاء وَلم يزل فِي النِّيَابَة إِلَى أَن أمْسكهُ النَّاصِر بعد سنتَيْن واعتقله فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ لِأَنَّهُ اتهمَ بموافقة بتخاص على خلع النَّاصِر وَإِقَامَة مُوسَى بن الصَّالح عَليّ بن الْمَنْصُور فَبَدَا النَّاصِر أَولا فَأمْسك بتخاص ومُوسَى وتتبع مماليك المظفر بيبرس فَقبض عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة 711 وسجن بالإسكندرية ثمَّ نقل إِلَى الكرك وَيُقَال أَنه قتل بهَا فِي سنة 716 وَكَانَ سَاكِنا خيرا كثير الصَّدَقَة لين الْجَانِب وَهُوَ الَّذِي أجْرى الْعين إِلَى بلد الْخَلِيل فَيُقَال أَنه انفق عَلَيْهَا أَرْبَعِينَ ألف دِينَار

-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-