إياس بن معاوية بن قرة بن إياس المزني

أبي وائلة إياس

تاريخ الولادة46 هـ
تاريخ الوفاة122 هـ
العمر76 سنة
مكان الوفاةواسط - العراق
أماكن الإقامة
  • البصرة - العراق
  • واسط - العراق
  • بلاد الشام - بلاد الشام

نبذة

أبي وائلة إياس بن معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رباب بن عبيد بن سوأة بن سارية بن ذبيان بن سليم بن أوس بن مزينة المزني؛ وهو السن البليغ والألمعي المصيب، والمعدود مثلاً في الذكاء والفطنة، ورأسا لأهل الفصاحة والرجاحة. كان صادقا الظن لطيفاً في الأمور، مشهوراً بفرط الذكاء، وبه يضرب المثل في الذكاء، وإياه عنى الحريري في " المقامات " بقوله في المقامة السابعة: فإذا أمعيتي ألمعية ابن عباس، وفراستي فراسة إياس،

الترجمة

أَوْسٌ الْمُزَنِيُّ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الطَّالْقَانِيُّ، وَقَدِمَ حَاجًّا نا الْهَيْثَمُ الطَّالْقَانِيُّ، نا حَمْدَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَلَانِيَةِ قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو الْعَلَانِيَةِ الَّذِي، رَوَى عَنْهُ ابْنُ سِيرِينَ، أَنَّ جَمِيلَةَ بِنْتَ أَوْسٍ الْمُزَنِيِّ حَدَّثَتْهُ وَكَانَتْ رَبِيبَتَهُ أَنَّ «أَبَاهَا كَانَ جَاهِلِيًّا وَأَنَّهُ لَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلَامُ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  وَآمَنَ بِهِ وَمَضَى بِهَا إِلَيْهِ» وَكَانَ لَا يُولَدُ لَهُ إِلَّا الْبَنَاتُ

معجم الصحابة - أبي الحسين عبد الباقي بن قانع البغدادي.


إياس بن معاوية أبي واثلة المزنيّ *قاضي البصرة، العلاّمة، أبي واثلة. كان يضرب به المثل في الذّكاء، والدّهاء، والسّؤدد، والعقل.وثقه ابن معين توفيّ: سنة( 121هـ)، كهلا. (ينظر:سير أعلام النبلاء،5/155).

 

إياس بن معاوية:
قَاضِي البَصْرَةِ، العَلاَّمَةُ، أبي وَاثِلَةَ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ وَأَنَسٍ، وَابْنِ المُسَيِّبِ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: خَالِدٌ الحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الضَّائِعُ، وَغَيْرُهُم, وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الذَّكَاءِ، وَالدَّهَاءِ وَالسُّؤْدُدِ، وَالعَقْلِ قَلَّمَا رُوي عَنْهُ
وَقَدْ وَثَّقَهُ: ابْنُ مَعِيْنٍ. لَهُ شَيْءٌ فِي مُقَدِّمَةِ "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ". وَاسْتَوْعَبَ شَيْخُنَا المِزِّيُّ أَخْبَارَهُ فِي "تَهْذِيْبِهِ" وَابْنُ عَسَاكِرَ قَبْلَهُ. تُوُفِيَّ: سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ, كهلا.

 

إياس بن معاوية بن قرة المزني، أبو واثلة:
قاضي البصرة، وأحد أعاجيب الدهر في الفطنة والذكاء. يضرب المثل بذكائه وزكنه قيل له: ما فيك عيب غير أنك معجب! فقال: أيعجبكم ما أقول؟ قالوا: نعم، قال: فأنا أحق أن أعجب به. ودخل مدينة واسط فقال لأهلها بعد أيام: يوم قدمت بلدكم عرفت خياركم من شراركم، قالوا: كيف؟ قال: معنا قوم خيار ألفوا منكم قوما، وقوم شرار ألفوا قوما، فعلمت أن خياركم من ألفه خيارنا وكذلك شراركم.
قال الجاحظ: إياس من مفاخر مضر ومن مقدمي القضاة، كان صادق الحدس، نقابا، عجيب الفراسة، ملهما وجيها عند الخلفاء. وللمدائني كتاب سماه (زكن إياس) . توفي بواسط  .

-الاعلام للزركلي-

 

أبو وائلة إياس بن معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رباب بن عبيد بن سوأة بن سارية بن ذبيان بن سليم بن أوس بن مزينة المزني؛ وهو السن البليغ والألمعي المصيب، والمعدود مثلاً في الذكاء والفطنة، ورأسا لأهل الفصاحة والرجاحة. كان صادقا الظن لطيفاً في الأمور، مشهوراً بفرط الذكاء، وبه يضرب المثل في الذكاء، وإياه عنى الحريري في " المقامات " بقوله في المقامة السابعة: فإذا أمعيتي ألمعية ابن عباس، وفراستي فراسة إياس، وكان عمر بن عبد العزيز قد ولاه قضاء البصرة. وكان لإياس جد أبيه صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل لمعاوية بن قرة والد إياس: كيف ابنك لك فقال: نعم الابن، كفاني أمر دنياي وفرغني لآخرتي. وكان إياس أحد العقلاء الفضلاء الدهاة.
ويحكى من فطنته أنه كان في موضع فحدث فيه ما أوجب الخوف، وهناك ثلاث نسوة لا يعرفهن، فقال: هذه ينبغي أن تكون حاملاً، وهذه مرضعاً، وهذه عذراء، فكشف عن ذلك فكان كما تفرس ، فقيل له: من أين لك هذا فقال: عند الخوف لايضع الإنسان يده إلا على أعز ما له ويخاف عليه، ورأيت الحامل قد وضعت يدها على جوفها، فاستدللت بذلك على حملها، ورأيت المرضع قد وضعت يدها على ثديها، فعلمت أنها مرضع، والعذراء وضعت يدها على فرجها، فعلمت أنها بكر.
وسمع إياس بن معاوية يهودياً يقول: ما أحمق المسلمين، يزعمون أن أهل الجنة يأكلون ولا يحدثون، فقال له إياس: أفكل ما تأكله تحدثه قال: لا، لأن الله تعالى يجعله غذاء، قال فلم تنكر أن الله تعالى يجعل كل ما يأكله أهل الجنة غذاء ونظر يوماً إلى آجرة بالرحبة وهو بمدينة واسط، فقال: تحت هذه الآجرة دابة، فنزعوا الآجرة فإذا تحتها حية منطوية، فسألوه عن ذلك فقال: إني ما بين الآجرتين ندياً من بين جميع تلك الرحبة، فعلمت أن تحتها شيئاً يتنفس.
ومر يوماً بمكان فقال: أسمع صوت كلب غريب، فقيل له: كيف عرفت ذلك قال: بخضوع صوته وشدة نباح غيره من الكلاب، فكشفوا عن ذلك فإذا كلب غريب مربوط والكلاب تنبحه.
ونظر يوماً إلى صدع في الأرض فقال: في هذا الصدع دابة، فنظروا فإذا فيه دابة، فسألوه عنه فقال: إن الأرض لا تنصدع إلا عن دابة أو نبات.
قال الجاحظ: إذا نظر الإنسان إلى موضع منفتح في أرض مستوية فيتأمله فإن رآه يتصدع في تهيل وكان تفتحه مستوياً علم أنها كمأة، وإن خلط في التصدع والحركة علم أنها دابة.
وله في هذا الباب من الفراسة أشياء غريبة كثيرة، ولولا خوف الإطالة لبسطت القول في ذلك، وبعض العلماء قد جمع جزءا كبيرا من أخباره.
وكتب عمر بن عبد العزيز الأموي - رضي الله عنه - في أيام خلافته إلى نائبه بالعراق وهو عدي بن أرطاة ان اجمع بين إياس بن معاوية والقاسم بن ربيعة الحرشي فول قضاء البصرة أنفذهما، فجمع بينهما، فقال له إياس: أيها الأمير سل عني وعن القاسم فقيهي المصر الحسن البصري ومحمد بين سيرين، وكان القاسم يأتيهما وإياس لا يأتيهما، فعلم القاسم أنه إن سألهما اشارا به، فقال له: لا تسأل عني ولا عنه، فوالله الذي لاإله إلا هو إن إياس بن معاوية أفقه مني وأعلم بالقضاء فإن كنت كاذباً فما يحل لك أن توليني وأنا كاذب، وإن كنت صادقا فينبغي لك أن تقبل قولي، فقال له إياس: إنك جئت برجل أوقفته على شفير جهنم فنجى نفسه منها بيمين كاذبة يستغفر الله منها وينجو مما يخاف، فقال عدي بن أرطاة: أما إذ فهمتها فأنت لها، واستقضاه.
وروي عن إياس أنه قال: ما غلبني أحد قط سوى رجل واحد، وذلك أني كنت في مجلس القضاء بالبصرة، فدخل علي رجل شهد عندي أن البستان الفلاني - وذكر حدوده - هو ملك فلان، فقلت له: كم عدد شجره فسكت ثم قال: منذ كم يحكم سيدنا القاضي في هذا المجلس فقلت: منذ كذا، فقال: كم عدد خشب سقفه فقلت له: الحق معك، وأجزت شهادته.
وكان يوماً في برية فأعوزهم الماء، فسمع نباح كلب فقال: هذا على رأس بئر، فاستقروا النباح فوجدوه كما قال، فقيل له في ذلك فقال: لأني سمعت الصوت كالذي يخرج من بئر. وكان له في ذلك غرائب.
وقال أبو إسحاق ابن حفص: رأى إياس في المنام أنه لا يدرك النحر، فخرج إلى ضيعة له بعبدسى - وعبدس: قرية من أعمال دست ميسان يسن البصرة وخوزستان - فتوفي بها في سنة اثنتين وعشرين ومائة، وقال غيره: سنة إحدى وعشرين، وعمره ست وسبعون سنة.
وقال إياس في العام الذي توفي فيه: رأيت في المنام كاني وأبي على فرسين فجريا معا فلم أسبقه ولم يسبقني، وعاش أبي ستا وسبعين سنة وأنا فيها، فلما كان آخر لياليه قال: أتدرون أي ليلة هذه ليلة أستكمل فيها عمر أبي، ونام فأصبح ميتاً، وكانت وفاة أبيه معاولة في سنة ثمانين للهجرة، رحمه الله تعالى.
وإياس: بكسر الهمزة، وقرة: بضم القاف، ومزينة: قد تقدم القول عليها.
وتراءى هلال شهر رمضان جماعة فيهم أنس بن مالك رضي الله عنه وقد قارب المائة، فقال أنس: قد رأيته، هو ذاك، وجعل يشير إليه فلا يرونه، ونظر إياس إلى أنس وإذا شعرة من حاجبه قد انثنت، فمسحها إياس وسواها بحاجبه، ثم قال له: يا أبا حمزة، أرنا موضع الهلال، فجعل ينظر ويقول ما أراه.

 

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

تتمات...

ودخل الشام وهو غلام وتقدم خصمه وكان شيخاً إلى قاض لعبد الملك ابن مروان فقال له القاضي: أتتقدم شيخاً كبيراً قال: الحق أكبر منه، قال: اسكت، قال: فمن ينطق بحجتي قال: لا أظنك تقول حقاً حتى تقوم، قال: لا إله إلا الله، فقام القاضي ودخل على عبد الملك، فخبره بالخبر، فقال: اقض حاجته وأخرجه عن الشام لا يفسد عليّ الناس.
وقال إياس لأبيه وهو طفل وكان أبوه يؤثر أخاه عليه -: يا أبه تعلم ما مثلي ومثل أخي معك إلا كفرخ الحمام، أقبح ما يكون أصغر ما يكون، فكلما كبر ازداد ملاحة وحسناً، فتبني له العلالي وتتخذ له المربعات ويستحسنه الملوك، ومثل أخي مثل الجحش الصغير فأملح ما يكون أصغر ما يكون، وكلما كبر صار القهقري، إنما يصلح لحمل الزبل والتراب.
قال المدائني: كان إياس بن معاوية بن قرة قاضياً فائقاً مرجياً، استقضاه عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه فلم يزل على القضاء سنة ثم هرب، وكان سبب هروبه ما حدث المدائني قال: قال أبو قبيصة: كان المهلب بن القاسم بن عبد الرحمن الهلالي تزوج أم شعيب بنت محمد بن الرهامس الطائي وأمها علياء بنت أبي صفرة، وأم القاسم بن عبد الرحمن فاطمة بنت أبي صفرة، وكان المهلب بن القاسم ماجناً يشرب، فشرب يوماً وامرأته بين يديه فناولها القدح فأبت أن تشربه ووضعته بين يديها فقال لها: أنت طالق ثلاثاً إن لم تشربيه، فقام إليها نسوة فقلن لها: اشربيه، وفي الدار ظبي حاجر، فعدا الظبي فمر بالقدح فكسره، فقامت المرأة وجحد المهلب فقال: لم أطلقك، ولم يكن لها شهود إلا نساء، فأرسلت إلى أهلها فحولوها إليهم، فاستدعى القاسم بن عبد الرحمن عدي بن أرطاة وقال: غلبوا بني على امرأته، فتعصب له عدي بردها، فخاصمه إياس وشهد لها نساء، فقال إياس: لئن قربتها لأرجمنك، فغضب عدي على إياس فقال له عمر بن يزيد الأسدي وكان عمر عدواً لإياس لأن إياساً [قضى] على أبيه بأرحاء كانت في يده لقوم فقال لعدي: انظر قوماً يشهدون على إياس أنه قذف المهلب بن القاسم فتحده ويعزل، قال: فانظر من يشهد عليه، فأتاه بيزيد الرشك وبابن أبي رباط مولى ضبيعة ليلاً، فأجمعوا على أن يرسل عدي إلى إياس إذا اصبح فيشهدان عليه، والقاسم بن ربيعة الجوشني ابن عدي، فقال عمر بن يزيد لعدي: إن القاسم سيأتي إياساً فيحذره، فاستحلف عدي القاسم لا يعلمه، فحلف القاسم، وخرج فمر بباب إياس فقرعه، فقالوا له: من قال: القاسم بن ربيعة، كنت عند الأمير فأحببت أن لا أصل إلى منزلي حتى أمر بك، ومضى؛ فقال غياس: ما جاء في هذه الساعة إلا لأمر قد علمه وخاف عليّ منه، فتوارى وخرج إلى واسط؛ واغتم عدي فقال له يوسف بن عبد الله بن عثمان بن أبي العاص: خذ الوثيق من الأمر إن أردت ألا يعتب عليك أمير المؤمنين، فاستقض الحسن، فولى عدي الحسن، وكتب إلى عمر رضي الله عنه يعيب إياساً.
ويذكر أن قوماً رأوا إياساً وخالد بن أبي الصلت في بعض خرابات البصرة يتكلمان بما لا تنطق به الألسن، وبلغني أن إياساً يقول: إذا كانت السنة كثيرة الأمطار فهي سنة يسر، فكتب إليه عمر رضي الله عنه: ما رأيت أحداً كان أحن قولاً في إياس من أبيك، ولا رأيت أحداص في زماننا الثناء عليه أحسن منه عليه، وقد بلغني وصح من نياتكم لم يتحقق عندي وقد أحسنت إذ وليت الحسن.
وولي عمر الحسن وكان الحسن لا يرى أن يرد شهادة مسلم إلا أن يجرح المشهود عليه الشاهد، فأتاه رجل فقال: يا أبا سعيد إن إياساً رد شهادتي، فقام معه الحسن إليه فقال: يا أبا واثلة لم رددت شهادة هذا المسلم وقد قال رسول الله صلى عليه وسلم: من صلى قبلتنا فهو مسلم له ما لنا وعليه ما علينا فقال: يا أبا سعيد إن الله يقول (ممن ترضون من الشهداء) وهذا ممن لا نرضاه، فلم يكلمه الحسن بعد ذلك.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

وقال حبيب: سمعت إياس بن معاوية يقول: ما كلمت أحداً من أصحاب الأهواء بعقلي كله غلا القدرية، فإني قلت لهم: ما الظلم بينكم قالوا: إن يأخذ الإنسان ما ليس له، فقلت لهم: فإن لله عز وجل كل شيء.
واستودع رجل رجلاً من أمناء إياس مالاً وخرج المستودع إلى مكة، فلما رجع طلبه فجحده، وأتى إياساً فأخبره، فقال له إياس: أعلم بك أنك أتيتني قال: لا، قال: فنازعته عند أحد قال: لا، لم يعلم بهذا أحد، قال: فانصرف واكتم أمرك ثم عد إليّ بعد يومين. فمضى الرجل، فدعا إياس أمينة ذلك وقال: قد اجتمع عندي مال كثير أريد أن أسلمه إليك، أفحصين منزلك قال: نعم، قال: فأعد موضعاً للمال وقوماً يحملونه. وعاد الرجل إلى إياس فقال له: إني أخبر القاضي. فأتي الرجل صاحبه فقال: مالي وإلا أتيت القاضي وشكوت إليه حالي وأخبرته بأمري، فدفع إليه ماله، فرجع الرجل إلى إياس فقال: قد أعطاني المال، وجاء الأمين إلى إياس لوعده فزبره وانتهره وقال: لا تقربني خائن.
وحدث المدائني عن أبي محمد القرشي قال: استودع رجل رجلاً مالاً ثم طلبه فجحده، فخاصمه إلى غياس فقال الطالب: إني دفعت إليه المال، قال: ومن شيء كان في ذلك الموضع قال: شجرة، قال: فانطلق إلى ذلك الموضع وانظر إلى الشجرة فلعل الله تعالى يوضح لك هناك ما يبين به حفك لعلك دفنت مالك عند الشجرة ونسيت فتذكر إذا رأيت الشجرة. فمضى الرجل وقال إياس للمطلوب: اجلس حتى يرجع خصمك، فجلس وإياس يقضي بين الناس وينظر إليه ساعة؛ ثم قال: يا هذا، أترى صاحبك بلغ موضع الشجرة التي ذكر قال: لا، قال: يا عدو الله، إنك لخائن! قال: أقلني أقالك الله، فأمر من يحتفظ به حتى جاء الرجل فقال له إياس: قد أقر بحقك فخذه منه.
وصحب إياس رجلاً في سفر، فلما أراد أن [يفارقه] قال له الرجل: أخبرني عن عيوني، قال: سل غيري، فإني كنت أراك بعين الرضى، يشير إلى قول القائل:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

 

إياس بن معاوية
إياس بْن معاوية المزني روى يزيد بْن هارون، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن عبد الرحمن بْن الحارث، عن إياس بْن معاوية المزني، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا بد من قيام الليل ولو حلب ناقة، ولو حلب شاة، وما كان بعد عشاء الآخرة، فهو من الليل.
وروى أيضًا حديث خَالِد بْن أَبِي كريمة، عن معاوية بْن قرة، عن أبيه، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إِلَى رجل أعرس بامرأة أبيه، فقتله وخمس ماله.
وذكر أَبُو نعيم هنا الرد عَلَى ابن منده، وقد نقلنا قوله في إياس بْن رباب، فلا حاجة إِلَى ذكره هنا.
وأخرج أَبُو موسى إياس بْن معاوية مستدركًا عَلَى ابن منده، وذكر حديث قيام الليل، وقال: قد ذكره الطبراني، وَأَبُو نعيم في الصحابة، قال: وأظن إياسًا هذا هو ابن معاوية بْن قرة، وهو يروي عن أنس بْن مالك، وعن التابعين، وَإِنما الصحبة لجده قرة دون أبيه.
قلت: والحق هو الذي قاله أَبُو موسى، وهذا إياس هو الذي كان قاضي البصرة الموصوف بالذكاء، وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائة، والله أعلم.

أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.

 

القاضي أبو وَاثِلَة إِيَاس بن مُعَاوية بن قُرَّة بن إياس بن هلال المُزَني الألمعي، الذي تضرب به الأمثال في الذكاء والفطنة، المتوفى بقرية عبديسي من أعمال دشت ميشان بين البصرة وخوزستان سنة اثنتين وعشرين ومائة، وله ست وسبعون سنة.
كان أبوه من التابعين وجده صحابي. وكان إياس رأساً لأهل الفصاحة والفراسة وإياه عَني الحريري بقوله: "وفراستي فراسة إياس". كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة نائبه بالعراق وقال: ولِّ قضاء البصرة أحد هذين الرجلين إياس بن معاوية أو القاسم بن ربيعة فقال إياس: سل عني وعن القاسم فقيهي البلد الحسن وابن سيرين، فقال القاسم: فوالله الذي لا إله إلا هو إن إياساً أفقه مني وأعلم بالقضاء، فإن كنتُ كاذباً فما يحل لك أن توليني وإن كنت صادقاً فينبغي لك أن تقبل قولي، فقال له إياس: إنك أوقفته على شفير جهنم فنجى نفسه بيمين كاذبة يستغفر الله منها وينجو مما يخاف، فاستقضاه أرطأة. وجمع بين العلماء في فراسته جزءًا كبيراً. وقال في العام الذي مات فيه: رأيت في المنام كأني وأبي على فرسين فجريا معاً فلم أسبقه ولم يسبقني وعاش أبي ستاً وسبعين سنة وأنا فيها، فلما كانت آخر ليلة منه قال: أتدرون أي ليلة هذه؟ استكمل فيها عُمْر أبي ونام فأصبح ميتاً. ذكره ابن خلكان.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.