حسن بن أحمد المغربل

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة1151 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

حسن بن أحمد المعروف بالمغربل الشافعي الدمشقي الفاضل النحوي اللغوي كان كاتباً حافظاً له فضيلة سيما بالنحو والعربية مشتغلاً في صنعة غربلة القمح فأنتقل منها إلى التجارة وسكن سوق السلاح مدة واشتغل بحفظ القرآن العظيم فختمه في مدة أربعة أشهر واتقن الحفظ ثم اشتغل بطلب العلم

الترجمة

حسن بن أحمد المعروف بالمغربل الشافعي الدمشقي الفاضل النحوي اللغوي كان كاتباً حافظاً له فضيلة سيما بالنحو والعربية مشتغلاً في صنعة غربلة القمح فأنتقل منها إلى التجارة وسكن سوق السلاح مدة واشتغل بحفظ القرآن العظيم فختمه في مدة أربعة أشهر واتقن الحفظ ثم اشتغل بطلب العلم على الشيخ إسماعيل العجلوني وعلى الشيخ حسن المصري نزيل بني السفرجلاني بالآلات التفسيرية والعلوم العقلية والشرعية وعلى الشيخ محمد بن قولاقمز وكان المترجم مشتغلاً أيضاً مع الطلب بنسخ الكتب ويكتب الخط المضبوط النير كتب بخطه كتباً كثيرة من النحو وغيره وكتب تاريخ الأمين مرات وشرح دلائل الخيرات وشرح تاريخ العنبي للشيخ أحمد المنيني وسكن مدة بمدرسة الطبيبة وتعرف بمدرسة الكوافي تابع القيمرية ومع هذا الاشتغال يحضر دروس الشيخ إسماعيل في الحديث وتتردد إليه طلبة العلم ويطالعون عليه الفاكهي مع حاشيته للشيخ يس وشرح لشذور وشروح الألفية وكان جيد المطالعة مع الفهم الثاقب والذكاء التام ثم أنتقل من المدرسة المذكورة إلى الشاغور وفتح مكتباً يقال له مكتب الشيخ قاسم الفقيه وكان عفيفاً ديناً له شرف نفس ووقار وكان أنتقاله بطلب أهل محلة الشاغور لرغبتهم فيه في المهمات الفقهية وعقد الأنكحة وكتابة الأواجير والضمانات والصكوك وكان له شعر ونثر قليل فمن ذلك ما كتبه إلى الشيخ أحمد المنيني الدمشقي وهو اذ ذاك في دار الخلافة قسطنطينية بقوله عنوان الفضل وبسملة كتابه ومقلد بابه وفصل خطابه اكليل تاج الدهر ودرة عقد المجد والفخر الجناب الرفيع العالي والبدر المنير المتلالي سيدنا ومولانا بعد حمد الله تعالى مؤلف القلوب وان كأنت لأجساد نائيه والجامع بينها بعد بينها فأصبحت بقدرته في عيشة راضيه أقبل يدي المولى لا زالت مقاليد السعادة طوع يديه ولا برحت مرقاة السيادة مشرفة بلثم قدميه وأهديه سلاماً تتناسب جدأول المحبة في رياض أسراره وتبدر لوامع المودة من فلك سماء أنواره وأبثه ثناء عم نشره أكناف تلك الربوع والمنازل واعتقاداً أقام على برهان صدقه أوضح الدلائل ولوليه دعاء على ممر الدهور لا ينقضي وأبتها لا بأكف الضراعة للأجابة مقتضي أن يديم على صفحات خدود وجه الكون شامة دهره ويمتع الوجود ببقاء أوحد وقته ومفرد عصره من ملك من الفضل زمامه فانقاد إليه انقياد الجواد وجرى في ميدانه فأحرز قصب السبق بفكره الوقاد الحبر الذي فاق بجميل صفاته الأوائل والبحر المشتمل بذاته على جواهر الفضائل الفصيح الذي ان تكلم أجزل وأوجز وأسكت كل ذي لسن ببلاغته وأعجز من تحلى كلامه بقلائد الدرر والعقيان وفاق نظامه على بلاغة قس وفصاحة سجان عامر أندية المجد والكرم وناشر أردية الأدب والحكم لله در امام كله أدب بفضله تتحلى العرب والعجم فلا برح ينبوع البلاغة يتفجر من بنانه ويتلاعب بأساليب البراعة على طرف لسانه هذا وكم نمقت أفكاره في جنح غلس الديجور ما هو واقع في النفوس من حور الحور وكم روى غليل الافهام بسلسل تقريره وحلى أجياد الأقلام بعقود تحريره وكم طافت افهام الطلاب بكعبة حقائقه وعلومه وسعت أفكار بني الآداب بين صفا منثوره ومروة منظومه فلا زالت الأيام باسمة الثغور بمعاليه والأنام حالية النحور بمنن أياديه ولا برح سرادق مجده الشامخ مضر وبأعلى هام المجرة والسماك وشرف فضله الباذخ منوطاً بمستقر الشمس من الأفلاك وهيهات قصر لسان البلاغة عن بلوغ شكره وعجز عن القيام بواجب حقه وبره فلم أر لساناً الا وهو مشغول بشكر أياديه ولم أسمع بياناً الا وهو مقصور على نشر معاليه هو جناب المولى المشار إليه دامت النعم متوالية عليه ولا فتى علما للعلماء يهتدون بأنواره وقدوة للفضلاء يقتدون بآثاره من محب يرى أن لا طيب الا شذا عبير ترابه ولا نجيب الا من تشرف بلثم أعتابه وأقسم بمن جعل محاسن الدنيا في بهجة ذاته محصوره وأسباب العليا على ملازمة أعتابه مقصورة ان عقد عبوديتي عقد لا تتطأول إليه الأيام بفسخ وعهد مودتي عهد لا تتوصل إليه الحوادث بنسخ كيف وقد رفع بفضله قدري وشرح بعلمه وآدابه صدري وسقاني كؤس الآداب وكأنت أحشاي صاديه وكساني حلل الوقار وكأنت مسأوئ باديه ولعمري مهما نسيت فلا أنسى طيب أيامي في شرف خدمته والتقاطي أفخر الدر من بحار مذاكرته فطالما جنيت من محاضرته ثمار فوائد مانسات الأعطاف وقطفت من مذاكراته أزهار فرائد مستعذبات الجنى والقطاف فالله تعالى يزيد باع مجده امتداداً وشعاع فضله سطوعاً وازدياداً وغاية جهد امثالي دعاء يدوم مدى الليالي أو مديح هذا وان المشوق من حين فراقكم لم يزل بنار الجوى يتقلب وفؤاده من ألم النوى بجمر الغضا يتلهب كيف وقد غلب الوجد وغاض الجلد ولازم السهاد وفاض الكمد وجفا الجفن الكري فماكر وخان الصبر فما تبت ولا استقر وليس يبرد بغير لقائكم غليله ولا يشفي بغير روياكم عليله فان شوقه اليكم قد زاد عن حده وغرامه بكم لا ينبغي لأحد من بعده فلذا خدم الجناب بهذه الفقرات المغتلة وتهجم بهذه السجعات المعتلة اعتضاداً بلطائف حسن شيمكم واعتماداً على عواطف سحب كرمكم ثم غلبه الوجد وفاض عليه الهيام ففاه بأبيات من هذر الكلام وان لم يكن من أهل هذه الصناعة لقصر باعه وقلة البضاعة على أن من تجرع مرارة كاس فراقكم لا يلام وان تعدى الصواب وأخطأ المرام مع علم سيدي بأنه لم يفه لساني قبل بشيء من الشعر فليعامل مملوكه بالأغضاء والستر فقلت ميمناً ومضمناً؟ منها البيت الأخير رجاء أن يقرب الله ساعات الاجتماع انه ولي التيسير وهو على جمعهم إذا يشاء قدير مذاكراته أزهار فرائد مستعذبات الجنى والقطاف فالله تعالى يزيد باع مجده امتداداً وشعاع فضله سطوعاً وازدياداً وغاية جهد امثالي دعاء يدوم مدى الليالي أو مديح هذا وان المشوق من حين فراقكم لم يزل بنار الجوى يتقلب وفؤاده من ألم النوى بجمر الغضا يتلهب كيف وقد غلب الوجد وغاض الجلد ولازم السهاد وفاض الكمد وجفا الجفن الكري فماكر وخان الصبر فما تبت ولا استقر وليس يبرد بغير لقائكم غليله ولا يشفي بغير روياكم عليله فان شوقه اليكم قد زاد عن حده وغرامه بكم لا ينبغي لأحد من بعده فلذا خدم الجناب بهذه الفقرات المغتلة وتهجم بهذه السجعات المعتلة اعتضاداً بلطائف حسن شيمكم واعتماداً على عواطف سحب كرمكم ثم غلبه الوجد وفاض عليه الهيام ففاه بأبيات من هذر الكلام وان لم يكن من أهل هذه الصناعة لقصر باعهوقلة البضاعة على أن من تجرع مرارة كاس فراقكم لا يلام وان تعدى الصواب وأخطأ المرام مع علم سيدي بأنه لم يفه لساني قبل بشيء من الشعر فليعامل مملوكه بالأغضاء والستر فقلت ميمناً ومضمناً؟ منها البيت الأخير رجاء أن يقرب الله ساعات الاجتماع انه ولي التيسير وهو على جمعهم إذا يشاء قدير
إلى السيد المفضال أهدي تحية ... نعم الربا طيباً وتملا النواحيا
تحية عبد قد أباح ولاءه ... لديه عسى يرضاه رقاً مواليا
وألثم أرضاً شرفت بنعاله ... فأضحى ثراها عنبراً وغواليا
لقد أشرقت مذ حل فيها وأصبحت ... طيور الهنا والأنس فيها شواديا
وأقتم وجه الشام من بعد بينه ... وقد كان قبل البين أزهر زاهيا
ترى هل يعيد الدهر أوقات السنا ... وهل ترجع الأيام ما كان ماضيا
رعى الله هاتيك الليالي التي خلت ... ليالي الهنا أكرم بها من لياليا
زمان أوافى بدر تم بغبطة ... وكان به دهري سخياً مواتيا
أما ما حوى مجداً وفضلاً وسؤدداً ... وسعد علاه جأوز التجمد راقيا
فمن مجده يستقبس المجد كله ... كذا جوده يحكي الغيوث الهواميا
ترى البشر يبدو من أسارير وجهه ... وضوء محياه يفوق الدراريا
إذا ما دجى بحث وأعضل مشكل ... هدانا بنور منه يجلو الدياجيا
ومن يك من ثوب الكمال مجرداً ... ولاذ به تلقاه يرجع كاسيا
وهيهات مدحي أن يحيط بوصفه ... ولو طأول السبع الطباق العواليا
فأدنى صفات المدح فيه بأنه ... علا قدره فوق السماكين ساميا
لقد كان جيدي قبل لقياه عاطلاً ... فأصبح من نعماه تالله حاليا
وأنهلني من فيض بحر كماله ... وكم علني من بعد ما كنت صاديا
ويا طالما أملى علي فوائداً ... مهذبة أدركت فيها الأمانيا
وكنت قرير العين في روض أنسه ... وعيشي من الأكدار قد كان صافيا
ولكنما الأيام تعبث بالفتى ... فقد غادرت بيت المسرة خأوياوكر على الدهر كرة ياسل ... فهاض بها عظمي وفت فؤاديا
ولكنني منيت نفسي نعلة ... بأن الذي يقضي يقرب قاصيا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن أن لا نلاقيا
فعذراً مولاي لمن هو أخرس من سمكه ... وأشد تخبطاً من طائر في شبكه
فأجابه المنيني المذكور نظماً ونثراً فقال
أضوء صباح لاح يجلو الدياجيا ... أم الفلك الأعلى يجيل الدراريا
أم الكون يجل في مروط مسرة ... منمنم برد الصفو أزهر زاهيا
أم أفتر ثغر الدهر بالبشر والمنى ... وأصبح طلق الوجه يدنى الأمانيا
أم الفكر من روض البلاغة يجتني ... أزاهر آداب ويرعى أقاحيا
وما بال أرض الروم تندي رياضها ... وينفح مسكاً تربها وغوليا
كأن نسيم النير بين عشية ... بهاجر ذيلاً عاطر النشر ضافيا
ومالي أرى الأغصان تهتز معطفاً ... إذا عندليب الروض غرد شاديا
وتختال سكراً في رباها إذا احتست ... مدامة طل قد ترقرق صافيا
وقد تخذت تيجانها من زبرجد ... مرصعة من زهرها بلآليا
وأصغت بآذان لها سندسية ... كما استصرخ المرتاد جرداً مذاكيا
كأن بها شوقاً ملحاً ونشطة ... تسمع ما أضحى له الدهر رأويا
فواف من الشعر البديع بيانه ... أتت للمعاني السافرات قوافيا
عقيلة فكر تزدهي في ملابس ... من الحسن أضحت تستثر التصأبيان
حوت حر أنواع الكلام جزالة ... ودقت معانيها ورقت حواشيا
ووافت كزهر الروض ثندي غضارة ... ويعبق من أنفاسها المسك زاكيا
وهاجت لي الشوق المبرح وانثنت ... تذكرني ما لم أكن قط ناسيا

وماست دلالاً فاستثارت بدلها ... كوامن أشجان الفؤاد الاقاصيا
عليها بداً من رونق السحر مسحة ... تريك المعاني الشاسعات دوانيا
تدفق عن ماء البلاغة لفظها ... فروى من الأذهان ما كان صاديا
وقد أسكر الأسماع صرف مدامها ... فأضحت بها الأفكار نشوى صواحيا
أتتني من خل بعد مزاره ... على أنه في القلب ما زال ثأويا
هو البارع المفضال والأوحد الذي ... غدا الدهر من ألفاظه الغر حاليا
همام أطاعته القوافي وطالما ... على غيره أضحت صعاباً عواصيا
وقد سال منه الطبع عن ماء مزنه ... يسنح سحاباً بالفضائل هاميا

واطلع من أفق الفضائل ذكره ... شهاباً لمعتام الدقائق هاديا
فلله ما أنداه طبعاً وفكرة ... واذكاء زنداً في المباحث واريا
فيا أيها المولى الذي لم يزل إلى ... مراقي العلي فوق السماكين ساميا
اليك على شحط المنازل نفثة ... لمصدور أشواق نعم النواحيا
غدا القلب في نار الغرام مخلداً ... بها وتري الأحداق تندي ماءقيا
تحملها مني اليك خريدة ... أجابت ولبت من خطابك داعيا
وجاءت على شط المزار وبعده ... تبثك شكوى البين ان كنت صاغيا
وأني من الله الذي جل شأنه ... لفي نعم لم أحصها وأياديا
وما بي غير البعد عنكم فإنه ... ينغصني في شربي الماء صافيا
أقلب طرفي في الديار فلا أرى ... وجوهاً لهم ودي وعقد ولائيا
فيرتد عنها اللحظ من شجن وقد ... ترقرق فيه الدمع أحمر قانيا
وصبري قد أودى به البين بعدكم ... فصرت بحال لا أرى الدمع شافيا
فقلبي وأحشائي ومحني أضلعي ... ثلاث لنار الشوق أضحت أثافيا

وقد صديت مرآة طبعي وفكرتي ... ومربع أنسي بعدكم ظل خأويا
وأضحت شئون الدمع تحكي الذي جرى ... من البين والأجفان قرحي دواميا
ولم يتبوأ أدهم الهم مقلتي ... لشيء سوى أن يورد الماء جاريا
أأحبابنا ماذا التقاطع بيننا ... وعهدي بكم أن لا تطيعوا اللواحيا
فهلا سمحتم للمشوق بزورة ... فإني أداني منكم اليوم دانيا
اليكم على شحط النوى كل ساعة ... يقربني فكري وان كنت نائيا
رعى الله هاتيك الليالي التي مضت ... فما كان أسناها لنا من لياليا
ليالي عنا الدهر قد كان غافلاً ... وعن صفونا طرف النوائب غافيا
لله درك من ناظم عقود جمان وناضد قلائد درر وعقيان وناثر لؤلؤ ومرجان وفارس يقصر فرسان البلاغة في ميدانها وماهر عريف بتصريف شأنها. ومالك للفصاحة آخذ بنواصيها وملك لها عامر أنديتها ومشيد صياصيها ومصقع للبراعة قائم على منابرها وسلطان للبراعة تبذل في خدمته سواد عيون محابرها وتسعى عبيد الأقلام في امتثال أوامره على رؤسها وتصفد أوابد المعاني بسلاسل النقوش في سجن طروسها ومداده لو رآه سجان لأودع فقره زوايا الخمول وخبايا الهجران ولو أبصره صعصعة بن صوحان لبرقع وجوه بنات فكره بعناكب النسيان وأبو تمام لما تم له التقدم في هذه الصناعة أو الثعالبي لراع أمام جدار فكره في مضمار البداعة أو المعري لألحق بنفسه المعرة والنقصان أو ابن العميد لقال ان نسبة ختم الصناعة إلي زور وبهتان والمتنبي لأظهر زيف معجز شعره وأبطل دليله ولعلم كل أحد من بعد أنه لا ينبغي له أو ابن عبد ربه لبدد جواهر عقده أو لأعترف بأن ملك الأدب لا ينبغي لأحد من بعده أو الخفاجي لأخفى بذكا ذكائه سنا شهابه أو الأمين لأقربا لخيانة واختلاس نفحته من ريحانة آدابه أو العناياتي لنسج حلل آدابه على منواله أو الهلالي لخفي عند سطوع شمس فضائله قلامة هلاله وبالجملة فشأوك لا يدرك وشعبك لا يسلك وسحاب طبعك لا يباري وجواد فكرك لا يجاري ولعمري لقد فاخرت لذات الشيخ والقيصوم وطأولت بأسجاعك السائرة وأبياتك العامرة ما شيدوا من منثوره ومنظوم وأحرزت قصب السبق في سوق عكاظه بين أبطال نجد وتهامه فنادتك الغاصاحة مذ بلغت في مضمارها الأنتهامه فلقد أزريت بأهل الوبر من سكان الضال والسلم ويممت حرم بلاغتهم فاقتنصت منه أوابدها وأبحت الصيد في الحرم فعقدت عليك اذ ذاك الحناصر واياك عني من قال كم ترك الأول للآخر وارتقيت إلى حيث النجوم شبائك والمعالي أرائك فعين الله ترعى من بهائك للفضائل بدراً وتكلا من سنائك للآداب فجراً وهو المسئول أن يديم علاك ويطيل بقك ويسنى قربك ويدني لقاك كتبت اليك أعلى الله قدرك وأسرى في فلك السعادة يدرك بين عجز ناه ووجد آمر وذكر ساه وشوق ساهر عن زفرة لا يخمد لهيبها وحسرة لا يسكن وجيبها ونار بعاد تتلظى ونفس من شطط البين تشتظي وشوق يتكرر يتكرر الشفق ويتجدد كلما تمزقت ثياب الغسق بتحيات ألطف من رشحات الخجل على صفحات الخدود وأرق من شمائل الشمال تهصر بانات القدود وأعطر من تنفس  الرياض بأفواه الأكمام عن ثغور الزهر وأشذى من نسمات الصبا تعطف وأوات الأصداغ وتعبث بالطرر وأثنية كما موهت بالسحر صوارم الأحداق أو كالمناجاة بين أجفان الغيد وقلوب العشاق سألتني أدام الله تعالى سني ذاتك وأندى غصون مسراتك عن جلية أمري وحقيقة حالي وما إليه يؤل حطي وترحالي فأنهيت اليك أنني لم أزل في نعم من الله تعالى تترى لا أحصى لها عداً ولا حصراً ولا أستطيع القيام بها شكراً ولما وردت دار السلطنة العلية وتمتعت ببعض منازهها ورياضها البهية وجدتها مشحونة بأعيان الفضلاء وأفاضل الأعيان ممن تحلى بهم لبات المجالس وتتقرط بجواهر ألفاظهم الآذان وحصل لي مع بعضهم مزيد ألفة وأنسية لشغفهم بالمطارحة للطائف اللغة العربية ومنه في وصف الكتاب وبرزت منه عذراء مهرها النفوس تنفح مسكة النقس من أردانها ولا عطر بعد عروس فطفقت تعبث بالأحلام وتنفث سحراً في الهوات الأفهام وجعلت أطوف حول كعبة بلاغتها طواف قدوم لا وداع والثم من أركانها ما يجمع لي بين هزة نشطة والتياع وأدخل جنات حدائقها دخول رائض متامل فأنزه طرف الفكر من بديع أزاهير معانيها بما ينسى ذكرى حبيب ومنزل ثم لأجابة داعيها وتعويلاً على النظر بعين الرضى من منشيها قابلت خزفي بدرها وأوردت ثمدي إلى تيار بحرها وأتيت بازاء بيوتها العامرة بهذه الأبيات الخأوية فاقتصرت من معارضتها على البحر والقافية اعتماداً على النظر بعين الأعراض والسماح وتعهد ما في أبياتها من الخلل بالأصلاح والسلام عليكم سلاماً يكون غب التحميد عنوان الكلام وعند أنتهاء الخطاب مسك الختام وكأنت وفاة المترجم بعد الخمسين ومائة وألف ودفن بمقبرة باب الصغير رحمه الله تعالى

سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي بن محمد بن محمد مراد الحسيني أبي الفضل