أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن عبد الكبير الشريف: قدمنا سلسلته المنتهية إلى شجرة النبي محمَّد - ﷺ - فهو الإِمام فخر آل البيت السادات الكرام. كان فقيهاً محدّثاً قدوة معتقداً مجاب الدعوة. أخذ عن والده المتوفى سنة 1251هـ وقرأ على مشايخ الإِسلام البيرمي والخوجي ومعاوية وعلى الشيخ محمَّد النيفر الأكبر وعلى الشيخ الشاذلي بن صالح وغيرهم وحصل على إجازات متصلة السند في الحديث وغيره وبيده كانت نقابة الأشراف وتولى الفتيا سنة 1285هـ والإمامة الكبرى بجامع الزيتونة سنة 1290هـ. أخذ عنه الشيخ عمر ابن الشيخ وأجازه بسنده ومروياته ترجم له وبعض سلفه تلميذه الشيخ محمَّد السنوسي في مسامرات الظريف ختمها بقصيدة لامية غراء بها ما يزيد على المائتين وسبعين بيتاً سماها الأجنة الدانية القطاف بمفاخر سلسلة السادات الأشراف. أولها:
إن المودة في القربى هي الأمل ... يجري بها ويفوق الأجر والعمل
قرابة المصطفى آل بهم شرفت ... مفاخر بعلاها يضرب المثل
مولده سنة 1230هـ وتوفي سنة 1307هـ[1889م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية_ لمحمد مخلوف
الشريف (1234 - 1307 هـ) (1819 - 1889 م)
محمد بن أحمد بن عبد الكبير بن محمد بن أحمد الشريف الحسيني الهندي الأصل، المحدث، الفقيه.
قرأ بجامع الزيتونة على والده ومشايخ الإسلام، بيرم، وابن الخوجة، ومعاوية، وعلى المشايخ: محمد النيفر الأكبر، والشاذلي بن صالح وغيرهم.
وتولى التدريس بجامع الزيتونة فأخذ عنه عمر بن الشيخ وأجازه بسنده ومروياته، كما أخذ عنه غيره.
حصل على إجازات كثيرة في رواية كتب الحديث، وسنده في صحيح البخاري عن الشيخ محمد بن الخوجة إلى أن يتصل بالحافظ بن حجر، ولازم رواية صحيح البخاري والشفا للقاضي عياض بمسجد سيدي أبي حديد، وواظب على رواية صحيح البخاري بجامع الزيتونة بعد أن أصبح إمامه الأول، وأجاز الشيخ محمد السنوسي برواية صحيح البخاري.
وقد تقدم في الطريقة التيجانية، ولقّنها الكثير من المريدين.
وكان مشهورا بالصلاح وإجابة الدعاء قال الشيخ السنوسي في مسامرات الظريف: «وله مع ذلك دعاء مستجاب، وخاطر ليس بينه وبين الله حجاب، جلس مرة في جبل المنار قرب الناظور من الجانب الشرقي، ومعه جملة من الأعيان، فمرت بهم فلوكة بها جمع من الصيادين للسمك، فقال أحد الحاضرين إن كنت شريفا فادع لهؤلاء ليغرقهم الله، فظهرت غمرته ودعا عليهم بجاه جده فلم تلبث الفلوكة ان انقلبت بمن فيها في البحر، ومات جميعهم».
هكذا ذكر السنوسي، والحكاية فيها ما فيها، وإلا فما هو ذنب هؤلاء حتى يشتهي لهم الغرق أحدهم ويساير هواه المترجم فيدعو عليهم.
له ثبت تضمن أسانيده في رواية الكتب الستة والموطأ.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثالث - صفحة 193 - للكاتب محمد محفوظ