أسعد بن أحمد بن كمال الدين الصديقي الدمشقي
البكري
تاريخ الولادة | 1063 هـ |
تاريخ الوفاة | 1128 هـ |
العمر | 65 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أسعد بن أحمد بن كمال الدين وتقدم ذكر والده الصديقي الحنفي الدمشقي الرئيس الفاضل الهمام المقدام الكامل البارع الألمعي كان صدر أعيان دمشق وواحدهم ممن تسامى وعلا واشتهر ذكره وشاع صيته من ذوي المفاخر والمحامد الرؤساء الأجلاء مقبول الشفاعة عند الحكام معتبراً موقراً لدى الخاص والعام وبالجملة ففضائله ومحامده تكاثرت واشتهرت في وقته مع الجاه العريض والرفعة والشان والسمو للمعالي ولد بدمشق تقريباً في سنة ثلاث وستين وألف وبها نشأ وترقى ومهر وتفوق وابتهجت به الأوقات وازدان به الدهر وأينع روض سعوده وبسق غصنا يترنح في خميلة السيادة والسعادة تؤمن الوفود وتقصده الأفاضل والمداح وتولى نيابة الحكم في محكمة الباب وفي المحكمة الكبرى والقسمة مراراً وأعطى رتبة قضاء القدس وكأنت عليه وظائف وتوالي كثيرة وتملك العقارات والأملاك الوافرة وبنى الدار والجنينة في قرية جرمانا خارج دمشق وأتقن بناءها وجاءت نزهة وبهجة وصار يذهب إلى هناك ويدعو الأعيان والأحباب وكأنت في وقتها أحسن مكان يوجد في القرى وارتحل للروم والي مصر وحج إلى بيت الله الحرام وفي سنة ثمان عشرة ومائة وألف في يوم السبت ثاني وعشرين ذي الحجة الحرام من السنة المذكورة توجه إلى جهة صيداً هو والمولى عبد الرحمن بن أحمد القاري والمولى سليمان بن إسماعيل المحاسني الخطيب بالجامع الأموي والأمام بأمر سلطاني على طريق الأجلاء والنفي وكان ذلك باشارة والي دمشق الوزير سليمان باشا البلطجي وصنعه وكان السبب أنه أراد أخذ قرض من التجار وأحداث بعض مظالم فمنعه المذكورون فعرض للدولة بخلاف ذلك ثم استقاموا في صيدا إلى خامس عشر ربيع الأول سنة تسع عشرة ومائة وألف ففيه ورد الأمر السلطاني ثانياً باطلاقهم والعفو عنهم بأمر من السلطان أحمد خان وعند وصولهم إلى دمشق خرجت الناس خاصة وعامة كباراً وصغاراً إلى ملاقاتهم وصار لهم الكرام الوافر ولما وصلوا إلى عند الوزير المذكور خلع عليهم الملابس الفاخرة واستعفى منهم واعتذر لديهم غاية الاعتذار وممن امتدح المترجم الشيخ عبد الرحمن البهلول بقصيدة مطلعها
من عذيري في حب ظبي مصون ... ذي قوام يزري بهيف الغصون
وعيون ترمي الحشا بسهام ... ذقت من رشقهن ريب المنون
وهي طويلة ومنهم الأديب عبد الحي الحال فمن مدائحه فيه قوله هذه القصيدة التي مطلعها
قادنا في الشباب والعنفوان ... قائد الغي للوجوه الحسان
فأطعناه برهة وعصيتا ... لائماً نصحه من الهذيان
وعكفنا على العروس جهاراً ... حين زفت من دنها للقناني
وطويت الحشا على الشرب حتى ... خلت ان المدام فيه طواني
بين غيد وتمرد وغدير ... وغياض وغلمة كالغواني
كل ظبي إذا بدا وتثنى ... ستر البدر منه بالأغصان
منها
يا ليالي السعود والبسط والقص ... ف ونيلي لصادقات الأماني
كم خلعت العذار في ساعة الله ... ومطيعاً أوامر الشيطان
غير أني رعيت أمر معادي ... وطرحت المخل في ايماني
ثم أني أحسنت ظني بالله ... لعلمي بواسع الغفران
وبحب الرسول والآل والصحب ... وحسبي فحبهم قد كفاني
فيهم قد كفيت أمر مالي ... وبنجل الصديق جور زماني
الامام الذي هو الجوهر الفرد ... وحيداً في حل صعب المعاني
هو بين الأعلام واسطة العقد ... وحأوي السباق يوم الرهان
ومنها
أنفق المال في الجهاد وفي حب ... التهامي وطاعة الرحمن
أورثتك الجدود بيت فخار ... شدته بالعلوم في كل آن
ورفعت العماد منه بأيد ... أركزت أمه بأعلى مكان
هي أيد تضمنتها أيادي ... صيرت حاتماً أخاً خسران
تخجل السحب والغمام إذا ما ... أمسكت والظنون ليس تعاني
من شهرت اليمين في لنيل سيلا ... وسنوح اليسار كالسيحان
قلت بحران يا خليلي قل لي ... عمرك الله كيف يجتمعان
الامان الامان أنا غرقنا ... من ندى راحتيك في بحران
يا امام الكرام يا كعبة الجود ... وبيت العطا وركن الاماني
يا عباب العلوم يا مجمل الفضل ... ونهر الروى وبحر البيان
يا محل الآمال يا موطن القصد ... وربع النوال والاحسان
يا غياث الملهوف يا كهف من قد ... طرقته طوارق الحدثان
دم مهنا كما تحب وتختا ... ر أميناً على مدى الازمان
وامتدحه الشيخ صادق الخراط بقصيدة مطلعها
طيور التهاني بالمسرات غردوا ... فان المعالي قطبها الآن أسعد
وأنتم حداة البسط للشام يموا ... فتلك العدا فيها من الغيظ انكدوا
ونال ابن صديق النبي كرامة ... بها مات ذلاً من له كان يحسد
وأنت لقد وفيت يا دهر بالمنى ... وجدت بما كنا نروم ونقصد
فلا زلت توفي الوعد يا دهر دائماً ... وتخلف للحساد ما أنت موعد
ولا زلتم يا آل صنو محمد ... على الناس يعلو قدركم ويشيد
وهي طويلة وكتب إليه ممتدحاً داره الكائنة في قرية جرمانا بقوله
أسعد الدهر قد بنيت دياراً ... عش بسعد في ظلها الممدود
من رآها يقول من غير شك ... هذه الدار من جنان الخلودوقال أيضاً
لا زلت يا دار طول الدهر عامرة ... ولا تعداك اقبال واسعاد
ولا برحت بيمن السعد مشرقة ... يرتاح في ربعك المعمور قصاد
وكتب إليه السيد الأمين المحبي يمدحه حين ولي نيابة حكومة الشرع بقوله
ليس بالفخر مدحة المعشوق ... انما الفخر مدحة الصديقي
ماجد كل ماجد من علاه ... يرتقي فوق هامة العيوق
لوذعي يكاد بالفكر يدري ... ما درى الغيب من خيال رقيق
فاضل أبدعته أيدي قدير ... لترى فيه صنعة التخليق
جمعت فيه ما تفرق دهراً ... فتعجب للجمع والتفريق
ولي الشام نائباً فاطمأنت ... كل أسرارنا بمحض الوثوق
أيها الفاضل العريق الذي ند ... عوه فينا بالفاضل المنطيق
ان لي ذمة تشبثت فيها ... من معاليك بالصدقي الصدوق
انأمن حاله لديك عيان ... وسكوتي يغنيك عن تنميقي
فارغ ودي بقيت في كل أمر ... نافذ القول عاملاً بالحقوق
وبالجملة فقد كان المترجم من رؤساء دمشق المنوه بهم والمعول عليهم وكأنت وفاته فجأة في ليلة الجمعة بعد المغرب الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ومائة وألف ودفن يوم الجمعة في تربة الشيخ أرسلان رضي الله عنه بمشهد عظيم حافل وكان قبل موته حصل له عارض سودأوي ومرض فانزوى في داره وعولج كثيراً ولم يفده شيء إلى أن مات ورثاه الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي بقصيدة مطلعها
عزيز قوم كان لا يذلبمهو على أسلافه يذلأوصافه محض الثنا مشيرة
بأنهم لفضلهم محلمن نسل صديق النبي ليس فيباطنه حقد وليس غل
ونسل طه المصطفى أيضاً كمايعرف من عقد له وحلوآأسفي على شريف طبعه
ذاك الذي بالجود لا يذلكان هماماً كيفما قصدتهوجدته لا يعتريه كل
يحل كل مشكل لكل منأموره تكاد لا تحلتواضع يزينه مع رفعة
وهو الكثير ما هو الأقلوكان ركناً في دمشق عمدةللكل يحتاج إليه الكل
مهذب الأخلاق صعب المرتقىحديثه الشهي لا يملكأنه الروض ذهت أزهاره
وكلل الأوراق منه الطل
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.