أحمد بن محمد بن عبد الرزاق البهنسي الدمشقي
تاريخ الولادة | 1124 هـ |
تاريخ الوفاة | 1148 هـ |
العمر | 24 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أحمد بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الحق المعروف كأسلافه بالبهنسي الحنفي الدمشقي الفاضل الفقيه الأديب كان من الأفاضل المنوه بهم كاملاً بارعاً نبيهاً فائقاً ولد بدمشق في سنة أربع وعشرين ومائة وألف وبها نشأ في صيانة وديانة واشتغل بطلب العلم على جماعة منهم الشيخ محمد الغزي قرأ عليه في النحو شرح الشذور لمصنفه وشرح الالفية لابن الناظم وشرحها للاشموني مع مطالعة بعض الحواشي ولازم الشيخ إسماعيل العجلوني أيضاً وأخذ عن الشيخ حسن الكردي نزيل دمشق ولازمه مدة ومهر وفضل وحصل فضيلة حسنة وتصدى للاقراء والافادة في النحو والصرف والمعاني والبيان واشتهر وترجمه الشيخ سعيد السمان وقال في وصفه فاضل روضه خصيب وفايق فكره مصيب نشاء في حجر الصيانة وترعرع ما بين طاعة وديانة فشمر للتحصيل عن ساق وأطلق العنان في ميدانه وساق فأدرك الخصلة المحسودة وأكبت بها شانيه وحسوده بغض طرف عن المحارم ولواء عن الجرم والجارم فما عهدت له صبوه ولا زلت به كبوه منزل خاطره في رياض طروشه وشاغلاً ضمائره في استنساخ دروسه وكنت واياه نستقبل باردة الطلب وتقابل الصباح بمحأوراته حتى نعود مجس المنقلب الا أنه ما رث جلباب شبابه وما خلق حتى عاد إلى ما منها خلق وذوت ريحانة تلك الرونق وصار عليه الزمان وهو المغلط المحنق وله شعر قليل كنفس الصبا العليل وقد أثبت منه ما هو مستجاد ويشبب به في الأغوار والأنجاد أنتهى مقاله وله الشعر الحسن فمن ذلك قوله
لما رأيت بنات نعش أدبرت ... والليل مدمن الظلام رواقا
والسحب قد وكفت دموع جفونها ... والرعد صاح وطبق الافاقا
أيقنت أن الصبح مات وقد كسى ... الليل السواد لفقده الاشراقا
هو ناظر لقول الأديب أحمد بن منقذ
لما رأيت النجم ساه طرفه ... والقطب قد ألقى عليه سباتا
وبنات نعش في الحداد سوافرا ... أيقنت أن صباحه قد ماتا
وللمترجم
والله ما كنت أدري أن سيبعدنا ... هذا الزمان وسمط الود ينفصم
لكن يد القدر المحتوم قد رقمت ... به فحمد العل الشمل ينتظم
وقوله
أفديه ريمي المعاطف والطلا ... حلو المراشف مر بي يتبسم
يومي بحاجبه أتصبر للهوى ... وبطرفه قلب الشجى يكلم
وقوله مضمناً
ظبي أنس حاز أنواع البها ... وحكى غصن النقا لما اعتدل
لما تمنع عن وصال متيم ... ظبي يصيد بني الهوى بخداع
أملت من دهري الفراق سفاهة ... كيما أقبل خده لوداع
هو من قول بعضهم
أرأيت من يرضى الفراق لألفه ... أنا قد رضيت لنا بأن نتفرقا
لأفوز منه بقبلة في خده ... عند الوداع ومثلها عند اللقا
وقد يقرب منه ما ذكره ابن خلكان في ترجمة ابن ماهان الخزاعي قال وكان قد مرض فعاده الوزير فلما انصرف عنه كتب إليه ما أعرف أحد أجزى العلة خيراً غيري فإني جزيتها الخير وشكرت نعمتها علي اذ كأنت إلى رؤيتك مودية فأنا كالأعرأبي الذي جزى يوم البين خيراً فقال
جزى الله يوم البين خيراً فإنه ... أرانا على علاتها أم ثابت
أرانا دبيبات الخدود ولم نكن ... نراهن الا يانعات البواغت
ومثله ما كتبه البحتري إلى ابن غانم وقد مرض فعاده الوزير وهو
يا أبا غانم غنمت ولا زا ... لت عهاد الوسمى تسقي بلادك
ليت أنا مثل اعتلالك نعتل ... ل على أن يعودنا من عادك
أبهجت زورة الوزير أودا ... ك جميعاً وأرغمت حسادك
وقد رأيت بخط العلامة الأديب السيد محمد الأمين المحبي الدمشقي ما نصه مما اتفق لي أني حصل لي بعض توعك فعادني بعض أصدقائي ممن أوده فكتبت إليه
أن يوماً مرضت فيه لعمري ... خير يوم فديته من يوم
قد شفاني فيه حضورك عندي ... وبه الفخر نلت من بين قومي
وللمترجم مشجراً
عذاب جسمي مقيم في هوى عمر ... وحبه عن فؤادي غير منصرف
مضى وأخلفني وعد وثقت به ... فزال صبري وزاد الدمع في الذرف
رحماك ما فيك من عدل ومعرفة ... فقال نكرتني في العشق فانصرفوله
لو بيع بالشهباء جامع جلق ... يوماً لأضحى البائع المغبونا
هل مثل جامعها الرحيب وماؤه ... يحكيه ماء سيما جيرونا
وله
جس نبضي الطبيب لما رآني ... ذا نحول وقال داء عضال
ألم حل في سويدا فؤادي ... ليس يرجي يا صياح منه نصال
قلت حقق مما اعتراني فنادى ... أنت أدرى مما اعتراك الهزال
قلت صرح فإنني ذو ذهول ... لست أدري فقال هذا محال
كيف ينسى ما خامر القلب واللب ... ب وفي الفكر دائباً لا يزال
وأشنى قائلاً بماذا أدأوي ... داء صب أضناه حبا غزال
وله
يا نجل طه اني محب ... وجدك المصطفى المطهر
وقد روينا معنى حديث ... المرء مع من أحب يحشر
وله
يا فريد العصر يا من هو في العلياء نجم ... لا تسئ ظنك فينا ان بعض الظن اثم
ومن ذلك للشيخ منصور الدمشقي خطيب السقيفة قوله
عاذلي ظن قبيحاً مذ رأى عشقي ينمو ... ظربي ما هو فيه ان بعض الظن اثم
وله أيضاً
ظن بالناس ميلاً واتبع الخيرات تسمو ... واجتنب ظناً قبيحاً ان بعض الظن اثم
وفي ذلك للعلامة الشيخ عبد الباقي حفيد بن غانم المقدسي المصري
صادني خشف ربيب ... فاتن بالحسن يسمو
ظن عذالي سلوى ... ان بعض الظن اثم
وفاؤك لازم مكنون سري ... وحبك غايتي والهم زادي
وخالك مع عذارك في الليالي ... سواد في سواد في سواد
ومنه قول بعضهم
أيا قمراً تبسم عن أقاح ... ويا غصناً يميل مع الرياح
جبينك والمقلد والثنايا ... صباح في صباح في صباح
قال الاستاذ الأعظم الشيخ عبد الغني النابلسي في بديعيته المسماة نفحات الأزهار على نسمات الأسحار في مدح النبي المختار عند ذكر البيت والكلام عليه وعائشة الباعونية لم تنظم هذا النوع مع أن التطريز من عادة النساء وقد تلطف رضي الله عنه وكأنت وفاة صاحب الترجمة في يوم الأربعاء ثامن عشر جمادي الأولى سنة ثمان وأربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.