الحسين بن عبد الله العيدروس

تاريخ الولادة861 هـ
تاريخ الوفاة917 هـ
العمر56 سنة
مكان الوفاةتريم - اليمن
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • تريم - اليمن
  • حضرموت - اليمن

نبذة

وَفِي سادس عشر الْمحرم سنة سَبْعَة عشر توفّي السَّيِّد الشريف البارع فِي الْعلم وَالْعَمَل والجود وَالْكَرم الشَّيْخ الْحُسَيْن بن عبد الله العيدروس بتريم وَدفن بهَا عِنْد أَبِيه وَكَانَ مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة

الترجمة

وَفِي سادس عشر الْمحرم سنة سَبْعَة عشر توفّي السَّيِّد الشريف البارع فِي الْعلم وَالْعَمَل والجود وَالْكَرم الشَّيْخ الْحُسَيْن بن عبد الله العيدروس بتريم وَدفن بهَا عِنْد أَبِيه وَكَانَ مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَكَانَ عَالما بِالْكتاب وَالسّنة حَافِظًا لكتاب الله مواظباً على تِلَاوَته لَيْلًا وَنَهَارًا قَائِما بِمَا جرى عَلَيْهِ سلفه من الأوراد والأذكار وأكرام الوافدين والفقراء وَالْمَسَاكِين وبذل الجاه فِي الشفاعات للْمُسلمين وَإِصْلَاح ذَات بَينهم وَللَّه در من قَالَ ... إِن الْحُسَيْن تَوَاتَرَتْ أخباره ... فِي فَضله عَن سادة فضلاء
غيث يسيح على العفاه سحابه ... سَحا إِذا شحت يَد الأنواء
تال لآثار النَّبِي مُحَمَّد ... مستمسك بِالسنةِ الْبَيْضَاء
ورث المكارم والعلى عَن سادة ... ورثوا عَن الْآبَاء فالآباء ...
وَرُوِيَ عَن الشَّيْخ عبد العيدروس أَنه كَانَ يَقُول كنت كثير الدُّعَاء فِي سجودي أَن يَرْزُقنِي الله ولدا عَالما سنياً وَأَرْجُو أَن يكون هُوَ الْحُسَيْن وروى عَن أَخِيه الشَّيْخ أبي بكر بن عبد الله العيدروس أَنه كَانَ يَقُول الشَّيْخ الْحُسَيْن أكْرم مني فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ ينْفق عَن ضيق لكَونه بحضرموت وَنحن ننفق عَن سَعَة فَهُوَ بذلك أكْرم مني وَكَانَ مشاركاً فِي جَمِيع الْعُلُوم الْمَنْطُوق مِنْهَا وَالْمَفْهُوم وَمن مشايخه الْفَقِيه عبد الله بن أَحْمد أَبَا كثير وَالْقَاضِي إِبْرَاهِيم ابْن ظهيرة والفقيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الاسقع والفقيه الْعَلامَة عبد الْهَادِي السودي قبل أَن ينجذب وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي علم الْفلك وَكَانَ يُحَقّق قِرَاءَة الشَّيْخَيْنِ وَكَانَ الْفَقِيه عبد الله بن أَحْمد أَبَا محزمه يَقُول مَا رَأَيْت اعقل مِنْهُ وجاور بِمَكَّة المشرفة سنتَيْن وزار قبر جده الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَّتَيْنِ
وَمن كراماته حكى عبد الرَّحِيم الْخَطِيب قَالَ صليت وَرَاء السَّيِّد حُسَيْن رَضِي الله عَنهُ صبح يَوْم الْجُمُعَة فَقَرَأَ السَّجْدَة فأصابتني حقنة وهممت بمفارقته فَقَرَأَ فِي الثَّانِيَة سُورَة الْإِخْلَاص وأسرع فعجبت لذَلِك وظننت أَن لَهُ حَاجَة أَيْضا فَلم يزل فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى طلعت الشَّمْس كعادته
وَمن شعره هَذِه الأبيات الحسان الَّتِي أَشَارَ فِيهَا إِلَى التَّعَرُّض لنفحات الرَّحْمَن ... ترج فضلا بدا فِي الْوَقْت وارتقب ... فَرُبمَا نفحات الله تقترب
وَكن مَعَ الْعَالم الْقُدسِي مُنْقَطِعًا ... وغب عَن الْكَوْن والأغيار واستلب
واشهد محيا جمال والجلال وَقل ... حسبي وقسمك فِي الْمَطْلُوب والطلب ...                                                                                                        وَانْظُر إِلَى وَجهه الْوَاضِح بِلَا حجب ... يَأْتِيك من فَضله منا بِلَا تَعب
وامعن إِلَى حسنه الساري مكافحة ... وَأنْظر نظر ابتهاج غير مُضْطَرب
واعكف على الْغَايَة الْمَطْلُوب مِنْهُ وَقل ... هَذَا هُوَ الْحق وَالْمعْنَى بِلَا ريب
وعش وطب وبشرب الذّكر ذوق لَهُ ... من لَا يطيب بِذكر الله لم يطب
هَذَا صفاء الْعَيْش إِن كنت اللبيب لَهُ ... سرا تقرب فَهُوَ من أفضل الْقرب
واسلك سَبِيل طَرِيق الله اجمعها ... محبَّة وتأدب غَايَة الْأَدَب
واعمل إِلَى الْعَالم اللاهوت منطوياً ... على الْفِرَار من الْآفَات واللعب
وجاهد النَّفس واعمل مَا يخلصها ... وَانْظُر لما قَالَ أهل الْعلم والكتب
فَإِن عز اولي الدَّاريْنِ قد جمعت ... فِي طَاعَة الله لَا فِي المَال وَالنّسب
ثمَّ الصَّلَاة على الْمَحْمُود مرتقياً ... مقَام قوسين عَال عالي الرتب ...                                                

-النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.