أحمد بن محمد بن محمود الفلاقنسي الدمشقي
تاريخ الوفاة | 1173 هـ |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
السيد أحمد ابن السيد محمد ابن السيد محمود الفلاقنسي الأصل الدمشقي المولد الأديب المنشئ السيد الشريف أحد حسنات الزمان كان أديباً شاعراً كاتباً بارعاً عارفاً ولد بدمشق وبها نشأ وتذيل وتفوق وتملك أحرار المعاني ونظم ونثر وولي من الكتابات كتابة في وقف الحرمين وصار محاسبه جي بالخزينة العامرة الدمشقية ولما قتل أخوه أهين وحبس وأخذ منه مبلغ من الدراهم فبعدها لم يكن كأوله حتى باع كتبه الذي احتوى عليها وتملكها وكأنت من نفائس الكتب وأغلب متعلقاته وهي وكتب ابن عمه السيد عاصم الآن أغلبهما موجود في خزانة كتب أسعد باشا الكائنة داخل مدرسة والده في سوق الخياطين وترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه عند ذكر أخيه أخو المجد وصنوه ونزهة روضه وقنوه في بحبوحة تلك السيادة بسق وفي سلك محامدها اتسق وناهيك بمن ربى بين ذراعي وجهة الأسد واقتبس من مشكاة ذلك الرأي السديد والفكر الأسد واقتطف ما طاب جناه ولم يعتد بما أولى الزمان وما جناه فاعتلق الأدب بردنه واحتفل به من بين تربه وخدته وبرع به ومهر وافترع بكره ومهر ودأنت له قوافيه وخفقت بنباهته بواديه وخوافيه إلى انشاء تزينت به جبهة القراطيس يجذب لانفوس لتلقيه ولا جذب المغناطيس مع اعتناء بما يفضي به مرامه ويغضي إلى ما يبرد به غليله وغرامه وبراعة طليقة البنان تغني عن نشوة بنت الدنان فكم دارت ما بيننا أكوابها فنفخت عنجنان المحأورة أبوابها ونادى أخيه مشرق تنتحيه الكرام من المغرب والمشرق وهو مستظل بأفيائه ومستقل بالكمال ومشتغل باحياء أحيائه يكتسب ولا يقتصر ولم يلو على ما لا يعني ولا ينتصر على انه سمح اللسان وفي الشعر وافر الاحسان فمما حباني من طرفه الغرر فبعث فيه الفكر من دون غرر أنتهى مقاله ومن شعره هذه القصيدة مدح بها أخاه وهي قوله
لا تلمني إذا خلعت العذارا ... فالتصأبي كم أستخف الوقارا
ليس للمرء حيلة في قضاء ... والهوى كم تلك الأحرارا
اقصر اللوم عاذلي ففؤادي ... كلما لمتني يزيد استعارا
قدك لا تشغل المعنى بعذل ... شغل الحلي أهله أن يعارا
أمن العدل لوم من سلب الأش ... واق منه الصواب والاختيارا
كنت أعصي الهوى قد جذبتني ... يده انقدت طائعاً مختارا
حمل القلب مثقلات غرام ... ويح قلبي كم ذا يطيق اصطبارا
فتهارى ما بين شوق ملح ... وعناء مقسم أطوارا
والدجى منقض بكاء وسهداً ... وزفيراً وانه وافتكارا
ودموعي تشب نار غرامي ... وعجيب ماء يؤجج نارا
لائمي لو سقيت كأس غرامي ... لم تفق منه صبوة وخمارا
علم البين ويحه سهر اللي ... ل جفوني وقلبي الانفطارا
وحمام الاراك اضمر جمراً ... في فؤادي وجدد الادكارا
ما صفت لي موارد الأنس الا ... أعقب الدهر صفوها أكدارا
وبعاد الحبيب انحل جسمي ... وجفاني الرقاد حتى غرارا
هان عندي بعد النوى كل صعب ... قمت فيه مخالف الأخطارا
الفتنى حوادث الدهر حتى ... تركتني لكل خطب مدارا
وفؤادي إذا به جر وجدى ... فجرى الدمع عندما مدرارا
أنا لو لم أعلل النفس طورا ... بالتداني وبالأماني مرارا
وبظن محقق في همام ... تخذ الحلم والعفاف دثارا
كنت أقضى أسى بفرط التياع ... يسلب اللب والفؤاد اضطرارا
خير ركن للحادثات معد ... ومقيل لكل كاب عثارا
كنت أشكو الزمان من قبل حتى ... رده شاكياً إليه اقتدارا
لا يبالي لاج إليه بحال ... أحسن الدهر أم أساء فجارا
هو حصن لكل راج منيع ... بأسه يلبس الليوث صغارا
ان تسالمه سالمتك صروف ال ... دهر أولاً فقد منعت القرارا
أو تيمم حماه تلقي الاماني ... سافرات وتمس للنجم جارا
لأن صعب الزمان منه بعزم ... وببأس قد طبق الأقطارا
فكأن القضاء طوع يديه ... كيفما شاء صرف الأقدارا
جاد حتى لم يبق طالب رفد ... يشتكي في زمانه الاقتارا
حاز غايات كل مجد وفضل ... وعلاء بهمة لن تجارى
فإذا ما البليغ جاء بمدح ... كان من بعض وصفه مستعارا
بل سما قدره المديح فكاد ال ... مدح فيه بأن يكون احتقارا
ليس من حاز بالمناقب فخراً ... مثل من أكسب المعالي افتخارا
وله من قصيدة
ولقد بليت من الزمان بعصبة ... ألفوا الخنا وفعال ما لا يجمل
من كل من نبذ الحفاظ خيانة ... وغدا يؤنب بالمقال ويعذل
يرضيك ظاهره وبين ضلوعه ... حقد يئز كما يئز المرجل
عشق الضلال طباعه فاباده ... وبسجن عاشقه يموت البلبل
يا جانياً ألف المضر بنفسه ... حتى متى تجني علي وتهمل
تبدي الوداد وأنت وغد كاشح ... وتظن يخفي ما تسر ويجهل
أني غررت بسوء فعلك برهة ... وطفقت أهجر من عليه أعول
والآن ألبسني التجارب بردة ... وأنجاب عن عيني ذاك الغيطل
قل ما بدا لك يا ابن كل رذيلة ... فلسوف تدري من أصيب المقتل
لا تعجلن بما تفوه بذكره ... فلقد يخاف الندلة المستعجل
لو كنت تدري ما تقول سفاهة ... لعلمت أنك في مقالك تجهل
لا تخد عنك في لسان نبوة ... ينبو المهند وهو ماض صيقل
منها
ان ابد يوماً للعذول تسامحاً ... فليدر أن عقيب أربي حنظل
ان السحاب وان يحمل جهده ... فإذا تصاكك فالصواعق تنزل
والكلب يترك خاسئاً في ذلة ... فإذا تحرش بالأذية يقتل
ومنها
لا تنكري نسجي القريض وتزعمي ... أني بما قد حكت فيه أهزل
اني وان كنت الأخير زمانه ... آت بما لا يستطيع الأول
لكنني أبداً أصون فرائدي ... وأرى الهجاء بكل ندل يرذل
والصمت أسلم والذي حأولته ... يجدي وبالنطق البلاء موكل
وله على طريقة المشجر
سلب الفؤاد بقدهوغدا يتيه بصدهلم ينثني قول العذو
ل بعذله عن وردهيرنو إلي بلحظهفأذوب خشية رده
من منصفي من جور أحور لا يفي في وعدهاني أخاف عليه من
مر النسيم ببردهنيل الأماني أن أفوز بحل عقدة بندة
وله أيضاً
وليلة قد بات طرفي بها ... يرعى الدر أرى مالها من نفاد
كأنما الفجر توفي وقد ... تسربل الليل ثياب الحداد
هو مأخوذ من قول الوأوآء الدمشقي
ولرب ليل طال حين سهرته ... والزهر فيه كأعين الحساد
فان بما عمر الدجى لما انقضى ... لبست عليه الشمس ثوب حداد
وللمترجم مؤرخاً خنان تجل الوزير سليمان باشا ابن العظم والي دمشق وأمير الحاج بقوله أبت المفاخر والمحامد أن تقيل بغير ظلك وزهت دمشق على البلاد وأهلها فخراً بعدلك هيهات أن تحظى الممالك دهرها يوماً بمثلك وليوث غابات المكارم قادهن زمام فضلك وبلوغ غايات المنى أرختها بختلن نجلك لا زال في برد السيادة والسعادة بين أهلك ببقاء دولتك العلية ناهلاً من فيض سجلك خضعت لك الأعناق من كل الورى بالرق فأملك وله أيضاً
لما ألم به الرحيل تصاعدت ... زفراتنا بتنفس الصعداء
فعقدت سحباً من دخان تأوهي ... ونضت بروق من لهيب حشاء
وطمت فجاج الأرض من برد البكا ... كيما أمتع ساعة بلقاء
وله أيضاً
رقت فذقت عن الابصار اذ جليت ... في كأسها وبدا في وجهها الخبب
كأنما الكاس قد حوى شفقاً ... وقد تراءت لنا من دونه الشهب
وله مضمناً المصراع الأول من البيت الأخير
وعنفني قومي بحب معذر ... فما زادني التعنيف الاتوددا
يقولون هل بعد العذار تهتك ... فأمسك رعاك الله عن حبه يدا
فقلت معاذ الله اسلو وقد غدا ... فؤادي باشراك العذار مقيدا
وكيف أرى الامساك والخيطا سود ... أقبل انبلاج الصبح يمكنني الهدى
وأصله قول بعضهم
يلومونني في حب ذي عارض بدا ... ومثلي في حب له لا يفتد
يقولون أمسك عنه قد ذهب الصبا ... وكيف أرى الأمساك والحيط الأسود
وكأنت وفاته بدمشق في سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ودفن بتربتهم بالشيخ أرسلان رضي الله عنه وسيأتي ذكر ابن عمه عاصم وأخيه فتح الله ان شاء الله تعالى والفلاقنسي نسبة لفلاقنس قرية من نواحي بلدة حمص قدم منها لدمشق جد المترجم السيد محمود واستقام في محلة القيمرية ينسج الالاجة واشتهرت صنعته والله أعلم.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.