محمد بن علي بن محمد القيسي المرادي أبي عبد الله
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 700 و 800 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الكاتب أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد القيسي المرادي، رحمه الله تعالى:
شاعر مجيد، ومتلع يجيد، وباني بيوت القريض ذات تنجيد، ورام إلى الأغراض بسهم سديد، على غرارة غضة وعمر جديد، كان أبوه عطاراً فما عدا العطر شيمته، لا بل اقتحم عليه سيمته، فشكر الربع ديمته ، وحضرت أمراء الاستحسان لما أعرس بعقائله الحسان وليمته، ولما اجتليت غرته، نظمت في سلك الكتاب درته، وفضضت بيد الشفيق صرته، إلا أنه اعتبط أينع ما كان فننا، وأوضح في الفضل سننا، رحمه الله تعالى. ومن شعره ما خاطبني به من قصيدة طويلة:
تعال نعجها بين تلك المنازل ... فقد رفعت ما بين عاف ونازل
نعلل منها كل نفس عليلة ... ونقضي مناها بين تلك المناهل
ونتقع للأحشاء من كل غلةٍ ... جوى ونحلي للهوى كل عاطل
أليس التي لاحت معالم حيهم ... فما لكما في قصد تلك المجاهل
وغناء حسناء الروابي كأنما ... سقاها حيا دمعي بهام وهامل مؤرجة الرجاء مضواعة الربى ... تمر بها الأرواح مر القوافل
تماري بمرأى زهرها الزهر في الدجى ... وتهفو بأنفاس الضحى في الأصائل
كأن شذاها من شذا المسك أو شذا ... حلى معلوات ابن الخطيب الحلاحل
وخفاقة الأطلال تحسب أنها ... علتها علا من ظله المتطاول
وإن كان منها الظل أقعس زائلا ... فظل علاه ليس عنها بزائل
كأن شعاع الشمس فوق غصونها ... مصاقل لاحت في رؤوس العوامل
كأن اطراد النهر ما بين نورها ... مناصل سكت بين وشي الحمائل
كأن محيا زهرها غب طله ... سنا الشمس أو ضوء البدور الكوامل
كأن عليها من سجايا محمد ... شمائل يبدو عنه نفح الشمائل
الكني إلى مثوى الوزارة مألكاً ... أطاول منه بالأماني الطوائل
إلى عالم الدنيا الذي لعلائه ... تضائل أعلى يذبل ومواسل
عميد المعالي والمعارف والذي ... تحدى بآيات العلا والفواضل
ومعجزة الأيام والواحد الذي ... بسؤدده تبأى صدور المحافل
تبارك من سوى مقامك فاغتدى ... على فضل هذا العصر أجلى الدلائل
" علمت فلم تترك مجالاً لعالم ... وقلت فلم تترك مقالاً لقائل " وهي طويلة مشتملة على النيل والوسيل، وبلغه عن بعض أصحابه اتهام، بانتحالها وقد وقع في اسمي له إبهام، فجلا الظلمة، ورفع التهمة، وكتب بحال ابتدار، بما يشهد باطلاع واقتدار، وانفساح مدار، قوله:
شفاء صداها أم تلك المناهل ... وري غليلي لثم تلك الأنامل
وبين النقا والجزع وسنان ناظر ... يعيد على الألباب آية بابل
وفي سمرات الحي من معهد اللوى ... بلابل هاجت من شجون البلابل
ومطلولة الأرجاء أخجل نشرها ... نسيم الصبا جاءت بريا الخمائل
كأن شذاها من شذا المسك أو شذا ... حلى معلوات ابن الخطيب الحلاحل
عماد الحجى والمجد والحلم والتقى ... وفخر المعالي وازدهار الفضائل
وحجة أيام أواخر آيها ... حوت قصبات السنو دون الأوائل
عذيري لا والله عذري لهفوة ... دهتني ولكن عذر هيمان ذاهل
وقد كان بي من فرط حبي عندما ... دنا اسمكم السامي العلا أي شاغل
رأى الماء من قرب فأهوى لورده ... هياماً ولم يحفل بذائد حائل
إذا لم يكن من هيبة اسمك مذهل ... يهول فإني آمن كل هائل وهي طويلة وفي هذا القدر كفاية.
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.