أحمد بن عبد الله بن بهاء الدين بن محفوظ العطار الدمشقي
ابن جدي
تاريخ الوفاة | 1126 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أحمد بن عبد الله بن بهاء الدين بن محفوظ بن رجب العطار المعروف بابن جدي الدمشقي الشيخ الفاضل الأديب الماهر الناظم كان رقيق الحاشية لطيف المذاكرة حسن الخط وله مشاركة جيدة في كل فن وقد ترجمه المين المحبي في نفحته فقال في وصفه سمح سهل لكل ثناء أهل كانما بينه وبين القلوب نسب أو بينه وبين الحياة سبب بمحاضرة أشهى من ريق المحبوب ومحأولة أصفى من ريق الشؤبوب وعلى الجملة فما هو الا تحفة فادم واطروفة منادم ودعوة صحة لمريض واصطباح عيش في روض أريض وبيني وبينه اخوة أو أخيها مشدودة وأبواب التمويهات عنها مسدودة مازلنا في خلسة للود ونهزه وأريحية للحظ وهزه من حين رضعنا للتالف ذلك الدر وجرينا فيه على حكم عالم الذر والله يصوننا في بقية العمر عن الغير كما صاننا عن الشوائب فيما مضى وغبر فمن أريج عاطره الذي نفح به روض خاطره
وبليلتي ساجي اللحاظ قوامه ... غصين على دعص تثنيه الصبا
يهتز لينا حين يخطر مائساً ... جذلان من مرح الشبيبة والصبا
بدر تقمص بالملاحة والبها ... فغدا إلى كل القلوب محببا
سلت لواحظه علينا مرهفاً ... ما كان الا في القلوب مجربا
يخشى على ورد الخدود للافح ... فغدا بريحان العذار منقبا
سأومته وصلاً فحدق لحظه ... متبرماً نحوي والوى مغضبا
فكان صفحة خده وعذاره ... تفاحة رميت لتقتل عقربا
وقوله من قصيدة طويلة مطلعها
عتبي على الدهر عتب ليس يسمعه ... اذ بالهوى والنوى قلبي يروعه
بأنوافاً صبحت أشكو بعدما رحلوا ... للبين ما بي يد التفريق تجمعه
شكوى يكاد لها صم الصفا جزعا ... كما تصدع قلبي منه يصدعه
منها
ومن رسيس الهوى داء يصانعني ... طول الزمان إلى ما الحب يصنعه
وانثنى من لظى الأشواق في حرق ... إذا وميض الدجى يبدو تلعلعه
لم ألق يوم النوى الأحشا قلقاً ... ومدمعاً بأبي الدمع يشفعه
يا صاح أين ليالينا التي سلفت ... مرت سراعاً وطيب العيش أسرعه
فاعجب لنار ضلوعي كلما حمدت ... أشبها من غروب الجفن أدمعه
وبات يذكي ضرامي صادع غرد ... في النير بين بترتام يرجعه
يا ورق مهلاً إذا الترجاع من فرح ... بالروض ام فقد ألف عن مرجعه
وله من قصيدةأفي كل يوم بالنوى نتروع ... ومن حادثات الدهر يشجيك موقع
وتشقي برسم قد ترسمه البلى ... وتسقى ثراه كل نكباء زعزع
وتندب اطلالاً تعفت رسومها ... وتشكو لربع أعجم ليس يسمع
وتصبح هيماً بين قفر تجوسه ... وتمسي ولهاناً وأنت مروع
وترمي بطرفيك الهضاب عشية ... وفي كل هضب للأحبة مطلع
وقائلة فيما الوقوف وقد خلا ... من القوم مصطاف يروق ومربع
فقلت لها أذرى الدموع وهكذا ... أخو الشوق من فرط الصبابة يصنع
وما كنت أدري قبل وشك رحيلهم ... بأني إذا بانوا عن الجزع أجزع
ولا أن أنفاسي يصدعها الجوى ... إذا لاح برق في الدجنة يلمع
فرحت ودمع العين تجري غروبه ... على الخد مني والحمائم تسجع
تنوح بشط الواديين ولي حشا ... إذا ما انبرى ترنامها تنصدع
فلا كبدي تهدى ولا الشوق مقصر ... ولا لوعني تخبو ولا العين تهجع
وقد رحلوا عن أيمن الجزع غدوة ... فلم يبق في قرب التزأور مطمع
وقوله
ومطعف الأصداغ تختلس النهى ... أبدى التشاغل عن محب واله
يبدي تلفت شادن ويدير لح ... ظي جؤذ روا البدر جزء كما له
تمثال شكل الحسن لا بل انما ... ذا الحسن مطبوع على تمثاله
وقد كان أنشده الأمين المحبي قوله
ولما أدار الشمس بدر لا نجم ... يا فوق الهنا بين الهلالين في الغسق
عجبت له يبدي لنا البدر طالعاً ... وما غاب عنا بعد في جيده الشفق
فنظم المترجم هذا المعنى وأنشده اياه بقوله
وساق ميود القد أحور أوطف ... إذا لم يمت بالصد يقتل بالحدق
يرينا بافق الكاس شمساً توسطت ... هلالين يمحو نورها آية الغسق
ومذ هم يحسوها ترفع جيده ... فبان لنا صبح وما غرب الشفق
ومن ذلك قول العالم الشيخ عبد القادر العمري بن عبد الهادي وقد أجاب بهما الأمين
وساق أراثاً من بدائع حسنه ... هلالين والشمس المنيرة في الغسق
فهم بها رشفا فقبل مذاقها ... أتى الصبح من أطواقه ورأى الشفق
وقوله كذلك
حث شمس الجام بدر ليلة ... بهلالين أطلا في نسق
فبدا من طوقه الصبح وما ... غاب عنا بعد في فيه الشفق
وكتب له الأمين المحبي يستدعيه إلى روض طلع علينا هذا اليوم في نضارته يكاد صحوه يمطر من عضارته فلقينا زهره ونظمنا نثره في يوم وشي بخسرواني الديباج وغشى بما يربو على أصناف الجواهر في الابتهاج فمن نور مدرهمه بهج وزهر مدثره رهج يضاحك دره مرجانه وتعبق بصائك المسك أردائه وللنسيم فيه اعتلال اشفاق إذا ما رقد المخمور فيه أفاق والروض رطب الثرى رطب المقيل وليس فيه غير ردف الساقي ثقيل ولم نعدم ندامى بألفاظ عذاب كائنها قند مذاب معرفتهم بأغصان القدود وتفاح الخدود لا بالنصول الحداد والقسي الشداد ولديهم من الفكاهة ولطف البداهة ما إذا جلى فما الراح والتفاح وما ريحان الأصداغ إذا فاح وان شاؤا ألحقوها بحكم متلوه وأخبار في صحف الاحسان مجلوه وعندنا لحن يثير الشجن ويبعث من الشوق ما أجن وحبيب قرب من عهد الصقال خده فلم يجف ريحانه ولم يذبل ورده يزل عن خده الدر فلا يعلق ويمش عليه انمل فيزلق وقد تمنينا فلم نجد غيرك امنيه ولا مثل ادابك غضة جنيه وعلمنا انه ما للأنس مع غيبتك بهجه ولا للعيش دون لقائك مهجه فبالله الا ما انحجت الأوطار وفتحت بمذاكرتك عن جونة العطار ولك الثناء الذي يتجمل به الدهر ويتفتق رياه عن الروض فاح فيه أرج الزهر وكأنت وفاة المترجم في يوم الأحد ثاني عشر شوال سنة ست وعشرين ومائة وألف ودفن بمرج الدحداح رحمه الله تعالى مع اشهاده على نفسه لولده الأديب المجيد الشيخ محمد وللشيخ عبد اللطيف العمري ابن عبد الهادي انه تارك الدنيا مقبل على الاخرى يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله وان ما جاء به رسول الله حق وان الجنة حق والنار حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور هكذا أشهد المذكورين على نفسه حين موته ثم أنه ابتدأ في قراءة شهد الله انه لا اله الا هو إلى آخر الآية وسلم وولده المذكور ترجمه الأمين المحبي في ذيل نفحته وذكر له من شعره وكان هو ينسخه قرأ عليه كثيراً من مؤلفاته وكتبها وأنا لم أظفر بكيفية أحواله حتى اترجمه ولكن من أراد الاطلاع على شيء من شعره فعليه بالذيل المذكور رحمهم الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.