علي بن محمد بن علي الأنصاري

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • الأندلس - الأندلس

نبذة

شيخنا الرئيس أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن سليمان بن الجياب الأنصاري رحمه الله تعالى، وهو مذكور في كتاب التاج: صدر الصدور الجلة، وعلم من أعلام الملة، شيخ الكتابة وبنيها، ومتولي أيام خدمتها وسنيها، وهاصر أفنان البدائع وجانيها، اعتمدته الرئاسة فناء بها على حبل ذراعه، واستعانت به السياسة فدارت أفلاكها على شباة يراعه، وتعاقبت دول العدل فلم تر له عديلا، ولا وجدت لسنة اصطباغه تبديلا

الترجمة

شيخنا الرئيس أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن سليمان بن الجياب الأنصاري رحمه الله تعالى، وهو مذكور في كتاب التاج:
صدر الصدور الجلة، وعلم من أعلام الملة، شيخ الكتابة وبنيها، ومتولي أيام خدمتها وسنيها، وهاصر أفنان البدائع وجانيها، اعتمدته الرئاسة فناء بها على حبل ذراعه، واستعانت به السياسة فدارت أفلاكها على شباة يراعه، وتعاقبت دول العدل فلم تر له عديلا، ولا وجدت لسنة اصطباغه تبديلا، ولا ثكلت سواجع البيان، من يراعه الرائع الافتنان، هديلا، أي ندب على علو القدر متواضع، وحبر لثدي المعارف راضع، لا يمر الكلام في فن إلا كان له في ميدانه التبريز، ولا تعرض جواهر الإفهام على ميدان الإبهام إلا انتسب إليه الإبريز، إلى نفس هذبت الآداب شمائلها، وجادت الرياضة رياضها العاطرة وخمائلها، ومراقبة لربه، وانتشاق لروح الله من مهبه، وانس بالأسحار يقريها من الأوراد خير قرى، ثم يبكي معتذرا عن جهده ومحتقرا؛ وكل ما ظهر علينا؟ معشر بنيه؟ من شارة تحلى بها العين، أو إشارة كما سكب اللجين، فهي إليه منسوبة، وفي حسانته محسوبة، كالشمس تلقي على النجوم شعاعها، والصور الجميلة تترك في الأجسام الصقيلة انطباعها؛ وما عسى ان يقال في إمام الأئمة، ونور الدياجي المدلهمة، والمثل السائر في بعد الصيت وعلو الهمة، والحق ان نعدل عن سلطانياته لاشتهارها، ونجلب شيئا من إخوانياته لإيناع أزهارها.
كتب إليه الفقيه أبو القاسم ابن أبي العافية المتقدم الذكر في غرض العتاب قصيدة بديعة اولها:
أطير فؤادي قل اذن من أطاركا ... لآخذ قبل الفوت بالموت ثاركا
وان كنت مختار النزوع فإنني ... لأرضى بطوعي أو بكرهي أختياركا
وان كنت لم تحمد جواري فإنني ... لأحمد في سري وجهري جوراكا
وما زلت أستسقي سحاب مدامعي ... فتهمي بما يسقي ويشفي أواركا
وتسرح في أرض المنى بين أضلعي ... فأجني بأثناء الأماني ثماركا
وما جئته بدع وجدك يعتني ... بنحس فطر ما شئت واحمد مطاركا
" كذلك جدي ما أصاحب صاحبا ... من الناس إلا مل ودي وتاركا وهي طويلة فأجابه رحمة الله عليه بهذه الأبيات:
خليلي لك العتبى وما أنت مذنب ... ولكن عساها ان تروض ازوراركا
أتاني كتاب منك لم أر وجهه ... فيا ليت شعري أنى طرت مطاركا
أبا للوم ترميني وحاشاك فالتمس ... لي العذر لا تشنن علي مغاركا
حكمت ولم تعذر وتلك حكومة ... لنفسك ما أبلغت فيهاانتظاركا
عتبت ولم تعذر وتزعم أنني ... لك الصاحب الخوان مل وتاركا
ولو إنني نازلت منك نظيرها ... بسطت على ما كان منك اعتذاركا
أعيذ الوداد المحض والخطة التي ... جعلت التقى والعدل فيها شعاركا
من الحكم بالظن الذي لم يقم على ... أساس ولا محضت فيه اختباركا
صدعت فؤادي بالعتاب وانه ... لمنزلك الأرضي فخربت داركا
فيا ثائر العتب الذي قد عكسته ... بحق ألا فارجع على من اثاركا
قدحت زنادي بالعتاب فهاكها ... نتيجة فكر فيه أضرمت ناركا
فها هي تبدي من وجوه جفائها ... وتجزي سواء بالنفار نفاركا
ولو أنني انصف سلمت طائعا ... لتأخذ مني باحتكامك ثاركا
فان لك الحب الوثيق بناؤه ... وان لك الفضل الذي لن يشاركا
وكم لك عندي قبلها من قصيدة ... أريت بها في رفع قدري اقتداركا
نشرن علي القول مثنى وموحدا ... وأعلين في سمك المعالي مناركا
رياض تروق الطرف والقلب بهجة ... فها أنا أجني في رباها ثماركا
فلو نشر الصادان من مضجعيهما ... ليوم رهان لم يشقا غباركا
تثبت ولا تعجل على من تحبه ... فمثلك من أولى الرضى وتداركا
فعهدي محفوظ وحسبي بحفظه ... شهادة رب العالمين تباركا وخاطبته، رحمه الله، وأنا شاب، أيام الانتفاع به بقصيدة أولها:
أمستخرجا كنر العقيق بآماقي ... أناشدك الرحمن في الرمق الباقي
فقد ضعفت عن حمل صبري طاقتي ... عليك وضاقت عن زفيري أطواقي
أجن إذا جن الظلام فليس لي ... سوى نسمة الفجر اللطيفة من راق
وربما استعديت فيها تميمة ... فزعفرها بالدمع كاتب آماقي فأجابني عنها، رحمه الله، بما نصه:
سقاني فآهلا بالسقاية والساقي ... أناشدك بها قام السرور على ساق
ولا نقل إلا من بدائع حكمة ... ولا كاس إلا من سطور وأوراق
فقد أنشأت لي نشوة بعد نشوة ... تمد بروحانية ذات أذواق
فمنخطها الباهي متاع لناظري ... وسمعي وحظ الروح من حظها الباقي
أعادت شبابي بعد سبعين حجة ... فأثوابه قد جددت بعد إخلاق
وما كنت يوما للمدامة صاحب ... ولا قبلتها قط نشأة أخلاقي
ولا خالطت لحمي ولا مزجت دمي ... وقى شرها مولاي فالشكر للواقي
وهذا على عهد الشباب فكيف لي ... بها بعد ماء للشبيبة مهراق
تبصر فحكم القهوتين تخالفا ... فكم بين إثبات لعقل وإزهاق وشتان ما بين المدامين فاعتبر ... فكم بين إنجاح لسعي وإنفاق
فتلك تهادى بين ظلم وظلمة ... وهذي تهادى بين نور واشراق
أيا علم الأعلام غير منازع ... شهادة إجماع عليها وإطباق
فضائلك الحسنى علي تواترت ... بمنهمر من سحب فكرك غيداق
خزائن آداب بعثت بدرها ... إلي ولم تمنن لخشية إنفاق
ولا مثل بكر حرة عربية ... زكية أخلاق كريمة أعراق
فأقسم ما البيض الحسان تبرجت ... تناجيك سرا بين وحي وإطراق
بدور بدت من فوقها أطواق على ... رياض شدت في قضبها ذات أوراق
يناظر منها الأقحوان ثغورها ... وقابل منها نرجس حسن أحدق
وناسب منها الورد خد موردا ... سقاه الشباب الغض بورك من ساق
وألبسن من صنعاء وشيا منمنما ... وحلين من در نفائس اعلاق
بأحلى لأفواه وأبهى لأعين ... وأجلى لألباب وأشهى لعشاق
رأيت بها شهب السماء تنزلت ... إلي تحييني تحبية مشتاق
ألا إن هذا السحر لا سحر بابل ... فقد سحرت قلبي المعنى فمن راق
لقد أعجزت نطقي شمائل ماجد ... أبر بأحباب وأوفى بميثاق
تقاضى ديون الشعر مني بيانها ... رويدك لا تعجل علي بإرهاق
فلو نشر الصادان من مضجعيهما ... لإنصاف هذا الدهر لاذا بإملاق فخذ بذمام الدهر شيخا تقاصرت ... خطاه وعامله بمعهود إشفاق
ولازلت تحيي للمكارم رسمها ... وقدرك في أعلى العلا والنهى راق ومن غريب ما خاطبني به وأنا صبي بين يديه:
أقسم بالقيسين والنابغتين ... وشاعري طيء المولدين
وبابن حجر وزهير بعده ... والاعشبين بعده والأعميين
ثم بعشاق الثريا والرقيات ... وعزة ومي وبثين
وبابي الشيص ودعبل ومن ... كشاعري خزاعة المخضرمين
وولد المعتز والرضي والسري ... ثم حسن وابن الحسين
واختم بقس وبسبحان وان ... أوجبت أن يكونا أولين
وليتي نظمهم ونثرهم ... في مشرقي أقطارهم والمغربين
إن الخطيب ابن الخطيب سابق ... بنثره ونظمه للحلبتين
وافتني الصحيفة الحسنا التي ... شاهدت فيها المكرمات رأي عين
تجمع من براعة المعنى إلى ... براعة الألفاظ كلتا الحسنيين
اشهد انك الذي سبقت في ... طريقة الآداب أقصى الأمدين
شعر حوى جزالة ورقة ... تصاغ منه حلية للشعريين
رسائل أزهارها منثورة ... سرور قلب ومتاع ناظرين يا احوذيا يا نسيج وحده ... شهادة تنزهت عن قول مين
بقيت في مواهب الله التي ... تقر عينيك وتملا اليدين وكان رحمه الله مولعا بالألغاز يفاكنها بطرفها اكثر الأوقات، ويرى إن طريقها في اللغو اسلم الطرقات، فيشغلها بحلوائها، عن أغراض الألسنة وأهوائها، فمن ذلك قوله ملغزا في حجلة؟ الطائر المعروف:
خاطبت كل فطن لبيب ... ما اسم لأنثى من بني يعقوب
ذات كرامات فزرها قربة ... فزورها أحق بالتقريب
وقد جرى في خاتم الوحي الرضى ... لها حديث ليس بالمكذوب
وهو إذا ما الحاء منه صحفت ... صبغ الحياء لا الحيا المسكوب
فهاكها واضحة أسرارها ... فأمرها اقرب من قريب وقال في آب الشهر بالقبطية:
حاجيتكم ما اسم علم ... ذو نسبة إلى العجم
يخبر بالرجعة وهو ... راجع كما زعم
وهو الحميم معربا ... تصحيف أو بدء قسم دونكه أوضح من ... نار على راس علم وقال في كانون:
وما اسم لسميين ... ولم يجمعها جنس
فهذا كلما يأتي ... فبالآخر لي انس
وهذا اصله الأرض ... وهذا اصله الشمس
وهذا ما له سوم ... وهذا سومه فلس وهذا واحد من سبعة تحيا به النفس ...
فمن محموله الجن ... ومن موضوعه الأنس فقد بان الذي ألغزت ما في أمره لبس ... ومن ذلك قوله في نمر:
ما حيوان ما له من حومة ... إذا اسمه صحف فابن العمه
وقلبه من بعد تصحيف له ... يريك في الذكر الحكيم أمه ومن ذلك قوله في سلم:
ما اسم مركب مفيد الوضع ... مستعمل في الوصل لا في القطع
ينصب لكن اكثر استعماله ... يعنى به في الخفض أو في الرفع
وهو إذا صغرته مخففا ... تراه شملا لم يزل ذا صدع فالاسم ان طلبته تجده في ... خامسة من الطوال السبع
وهو إذا صحفته يعرب عن ... مكسر في غير باب الجمع
له أخ افضل منه لم تزل ... آثاره محمودة في الشرع
هما جميعا من بني النجار ... والأفضل اصل في حنين الجذع
فهاكه قد سطعت أنواره ... لا سيما لكل زاكي الطبع ومن ذلك في فنار:
ما اسم إذا حذفت ... منه فاءه المنوعة
فانه بنت الزنا ... مضافة لأربعه ومن ذلك قوله في الحوت:
ما حيوان في اسمه ... إذا اعتبرته فنون
حروفه ثلاثة ... والكل منها هو نون
تصحيفه قطع الفلا ...أو ما جناه المذنبون
أو ابيض أو اسود ...  أو صفة الخئون
وقلبه مصحفا  ... عليه دارت السنون
كانت به فيما مضى ... عبرة قوم يعقلون
أودع فيه عنده ... سر من السر المصون
هاكه كالنار في الزند ... لها فيه كمون ومن ذلك في مائدة:
حاجيت كل فطن نظار ... ما اسم لأنثى من بني النجار
وفي كتاب الله جاء ذكرها ... فقلما يغفل عنها القاري
في خبر المهدي فاطلبها تجد ... إن كنت من مطالعي الأخبار
ما هي إلا العيد عيد رحمة ... ونعمة ساطعة الأنوار
يشركها في الاسم وصف حسن ... من وصف قضب الروضة المعطار
فهاكه كالشمس في وقت الضحى ... قد شق عنه حجب الأستار ومن ذلك في زبيب:
ما نقي العرض طاهر الجسد ... كلما خالطه الماء فسد
خالط الماء القراح فغوى ... بعدما قد كان من أهل الرشد
عجمي الأصل تم حسنه ... عندما صاد الغزالة الاسد

واسمه اسم امرأة مصحفا ... ولقد يكون وصفا لولد
هاكه قد بهرت أنواره ... فارم بالفكر تصب قصد السدد

الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.