أحمد بن أبي الفرج بركات الفارقاني تاج الدين

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
الفترة الزمنيةبين 700 و 800 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف

نبذة

أَحْمد بن أبي الْفرج بَرَكَات الفارقاني تَاج الدّين بن شرف الدّين كَانَ كثير الزهو والإعجاب بِنَفسِهِ والتعاظم أُلزم بِلبْس خلعة الوزارة وَكَانَ يجلس فِي دَار النِّيَابَة فَوق جَمِيع المتعممين وَينفذ حكمه فِي كل جليل وحقير فَلَمَّا تسلطن بيبرس عظم شَأْنه إِلَى أَن صَار يقف على أجوبة الْبَرِيد إِلَى النواب وَلم يكن السُّلْطَان يكْتب علامته على شَيْء حَتَّى يرى خطه

الترجمة

أَحْمد بن أبي الْفرج بَرَكَات الفارقاني تَاج الدّين بن شرف الدّين كَانَ أَبوهُ نَصْرَانِيّا يعرف بِسَعِيد الدولة فَأسلم ولقب شرف الدّين وخدم وَلَده عِنْد بهادر رَأس نوبَة فَتقدم إِلَى أَن صَار مُسْتَوْفِي الدولة فَلَمَّا ولي الأعسر الوزارة الْمرة الثَّانِيَة صادره وضربه بالمقارع فَترك الْمُبَاشرَة وَانْقطع بزاوية الشَّيْخ نصر المنبجي وَكَانَ الشَّيْخ نصر صديق بيبرس الجاشنكير وَقل أَن يُخَالِفهُ فِي شَيْء فَكَلمهُ فِي أمره فأعفاه من الْمُبَاشرَة وَاسْتمرّ بالزاوية إِلَى أَن حفظ الْبَقَرَة وَآل عمرَان وتوصل إِلَى أَن استخدمه بيبرس لما ولي تَدْبِير المملكة هُوَ وسلار فخدمه وَحصل لَهُ أَمْوَالًا جمة فِي مُدَّة يسيرَة وَتقدم عِنْده حَتَّى صَار هُوَ المتحدث فِي الدولة بأسرها وَلَا يعْمل فِي ديوَان الوزارة وَلَا الإستادارية شَيْء إِلَّا بعد مُرَاجعَته وَكَانَ كثير الزهو والإعجاب بِنَفسِهِ والتعاظم بِحَيْثُ كَانَ الشَّخْص إِذا كَلمه وَهُوَ رَاكب أَمر بضربه بالمقارع فَصنعَ ذَلِك مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَلم يَجْسُر بعد أحد أَن يتحدث مَعَه وَهُوَ رَاكب وَإِذا نزل وَدخل منزله لم يَجْسُر أحد على الهجوم عَلَيْهِ فَتَصِير النَّاس على اخْتِلَاف مَرَاتِبهمْ على بَابه حَتَّى الْقُضَاة فَصَارَ مهاباً جدا وَمَعَ ذَلِك فَلَا يقبل هَدِيَّة وَلَا يخالط أحدا وَلَا يجْتَمع مَعَ غَرِيب ويقتصد فِي ملبسه فَلَا يلبس فِي الصَّيف إِلَّا الشَّامي الرفيع الْأَبْيَض وَلَا فِي الشتَاء إِلَّا الْمَلْطِي الصُّوف الْأَبْيَض فَلَا يرى عَلَيْهِ إِلَّا فرجية بَيْضَاء ثمَّ إِن سلار ألزمهُ بِلبْس خلعة الوزارة وَكَانَ شَدِيد البغض لَهُ فَلم يسْتَطع مُخَالفَته ولبسها فِي النّصْف من الْمحرم سنة 706 فَعمل الوزارة ذَلِك الْيَوْم بالقلعة على الْعَادة إِلَى أَن انْصَرف إِلَى منزله وشيعه النَّاس ثمَّ أَصْبحُوا ليركبوا فِي خدمته فَأَقَامَ حَتَّى تَعَالَى النَّهَار وَأرْسل يَقُول لَهُ مَعَ غُلَامه أَنه عزل نَفسه وَتوجه إِلَى زَاوِيَة الشَّيْخ نصر وَبعث بخلعة الوزارة إِلَى الخزانة فَكتب نصر إِلَى بيبرس فشفع فِيهِ فَلم يزل حَتَّى أعفي فقرر النشائي وَصَارَ الْأَمر كُله معذوقاً بِابْن سعيد الدولة وَكَانَ يجلس فِي دَار النِّيَابَة بِجَانِب سلار فَوق جَمِيع المتعممين وَينفذ حكمه فِي كل جليل وحقير فَلَمَّا تسلطن بيبرس عظم شَأْنه إِلَى أَن صَار يقف على أجوبة الْبَرِيد إِلَى النواب وَلم يكن السُّلْطَان يكْتب علامته على شَيْء حَتَّى يرى خطه فِيهِ

-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-

 

 

أَحْمد بن أَبى الْفرج بَرَكَات الفارقاني تَاج الدَّين
كَانَ أَبوهُ نَصْرَانِيّا يعرف بِسَعْد الدولة فَأسلم ولقب بشرف الدَّين وخدم وَلَده عِنْد بهادر رَأس النّوبَة فَتقدم إِلَى أَن صَار مُسْتَوفى الدولة فَلَمَّا ولي الْأَعَز الوزارة الْمرة الثَّامِنَة صادره وضربه بالمقارع فَترك الْمُبَاشرَة وَانْقطع بزاوية الشَّيْخ نصر المنبجي وَكَانَ الشَّيْخ نصر صديق السُّلْطَان بيبرس الجاشنكير وَقل أَن يُخَالِفهُ فى شئ فَكَلمهُ في أمره فأعفاه من الْمُبَاشرَة وَاسْتمرّ بالزاوية إِلَى أَن حفظ الْبَقَرَة وَآل عمرَان وتوصل إِلَى أَن استخدمه بيبرس وَحصل لَهُ أَمْوَالًا جمة في مُدَّة يسيرَة وَتقدم عِنْده إِلَى أَن صَار هُوَ المتحدث في الدولة باسرها وَلَا يعْمل فِيهَا شئ إلا بعد مُرَاجعَته وَكَانَ كثير الإعجاب والزهو بِنَفسِهِ والتعاظم بِحَيْثُ كَانَ الشَّخْص إِذا كَلمه وَهُوَ رَاكب امْر بضربه بالمقارع فَصنعَ ذَلِك مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَلم يَجْسُر اُحْدُ أَن يتحدث مَعَه وَهُوَ رَاكب وَإِذا نزل وَدخل منزله لم يَجْسُر أحد على الهجوم عَلَيْهِ فيصبر النَّاس على اخْتِلَاف مَرَاتِبهمْ على بَابه حَتَّى الْقُضَاة فَصَارَ مهاباً مُحْتَرما جداً وَمَعَ ذَلِك فَلَا يقبل هَدِيَّة وَلَا يخالط أحداً وَلَا يجْتَمع بغريب ويقتصد في ملبسه فَلَا يلبس في الصَّيف إلا الشامي الرفيع الْأَبْيَض وَلَا في الشتَاء إلا الملطي الصُّوف الْأَبْيَض وَلَا يرى عَلَيْهِ الافرجية بَيْضَاء ثمَّ إن سلاّر ألزمهُ بِلبْس خلعة الوزارة وَكَانَ شَدِيد البغض لَهُ فَلم يسْتَطع مُخَالفَته فلبسها فِي النّصْف من الْمحرم سنة 706 فَعمل بالوزارة ذَلِك الْيَوْم بالقلعة على الْعَادة إِلَى أَن انْصَرف إِلَى منزله وشيّعه النَّاس ثمَّ أَصْبحُوا إِلَى بَابه ليركبوا في خدمته فأقام حَتَّى تَعَالَى النَّهَار وَأرْسل يَقُول لَهُ مَعَ غُلَامه أَنه عزل نَفسه وَتوجه إِلَى زَاوِيَة الشَّيْخ نصر فَكتب نصر إِلَى بيبرس يشفع فِيهِ وَلم يزل حَتَّى أعفي عَن الوزارة وبقي على عَادَته وَالْأَمر كُله إِلَيْهِ في جَمِيع مَا يرجع إِلَى الدولة وَلم يكن السُّلْطَان يكْتب علامته على شئ حَتَّى يرى خطه فِيهِ كَذَا ترْجم لَهُ ابْن حجر في الدُّرَر وَلم يذكر وَفَاته

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني