القاضى عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بهران الصعدى
القاضى الْحَافِظ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن يحيى بهران التميمى البصرى الصعدى مولده سنة 948 ثَمَان وَأَرْبَعين وَتِسْعمِائَة وَأخذ عَن وَالِده فِي جَمِيع الْعُلُوم والفنون وَأَجَازَهُ إجَازَة عَامَّة وَأخذ عَن القاضى مُحَمَّد الضمدي وَيحيى حميد وَغَيرهم من أكَابِر عُلَمَاء عصره وَكَانَ عَالما كَبِيرا متفننا متضلعا فِي جَمِيع الْعُلُوم وَمن أجل من أَخذ عَنهُ الإِمَام الْقَاسِم بن مُحَمَّد والقاضى عَامر الذمارى وَأحمد بن يحيى الذويد وَالسَّيِّد دَاوُد بن الهادى المؤيدى وَغَيرهم وَهُوَ شيخ الشُّيُوخ وأستاذ أهل الرسوخ وَهُوَ الذى اجرى القوانين فِي سقى مَاء آبار صعدة ومناقبه كَثِيرَة وفضائله شهيرة وَضعف بَصَره فِي آخر أَيَّامه فَقَالَ لَا يستضئ غير كتب الْعلم والتدريس وَمَات فِي ثامن رَجَب سنة 1010 عشر وَقيل سِتّ عشرَة وَألف بصعدة رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا وَالْمُؤمنِينَ آمين
ملحق البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لليمني الصنعاني.
عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن يحيى بهران التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ ثمَّ الصعدي ذكره ابْن أبي الرِّجَال فِي تَارِيخه وَقَالَ فِي حَقه القَاضِي الْعَلامَة كَانَ متضلعا من كل الْعُلُوم قَالَ شَيخنَا الْعَلامَة أَحْمد بن يحيى حَابِس أَنه كَانَ يعرف جَمِيع عُلُوم الإجتهاد علم إتقان لكنه لَا يستنبط الْأَحْكَام وَهُوَ شيخ الشيوح فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَمن كراماته أَنه كَانَ فِي آخر عمره لَا يستضيء إِلَّا الْعلم حكى تِلْمِيذه السَّيِّد دَاوُد بن الْهَادِي أَنه كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الزّبد بصعد فَكَانَ يَوْمئِذٍ ينظر فِي حَوَاشِي فِي الْكتاب لَا يميزها إِلَّا حاد الْبَصَر وَأدْركَ ذَلِك ثمَّ خرجا فَأصَاب جملا يحمل لَحْمًا أَو حطبا فَقَالَ لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُ مقسمًا مَا ميزته وَله فِي الْفِقْه قدم رامخة وَهُوَ الَّذِي أجْرى القوانين فِي آبار صعدة فِي المساقي وَقدر الأحباب الْمَعْرُوفَة من المَاء وَجعل المغارم تَابِعَة للعروض أَيْضا وَذَلِكَ أَنه عرف جَمِيع الصَّنَائِع تَحْقِيقا وذرع المَاء على الطين ثمَّ أَنه كتب شَيْئا من الْحجَج فمدحه ابْن عمر الضمدي بقوله
(لله دَرك يَا عبد الْعَزِيز لقد ... وضعت هَذَا الدوا فِي مَوضِع الوجع)
بعد أَن كَانَ ابْن عمر مَنعه من المناظرة وَمِمَّا يروي عَنهُ أَنه تشارع إِلَيْهِ بعض العتاة أهل السطوة فَلَمَّا أَرَادَ الحكم على ذَلِك الطاغي أَشَارَ إِلَيْهِ أَنه سيعيد إِلَيْهِ عنبه إِذا حكم قَالَ القَاضِي أخروا الحكم ثمَّ طلب بعض النَّاس وَبَاعَ مِنْهُ الْعِنَب جَمِيعه وَطلب الْخصم وَحكم عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ الْعِنَب قد بعناه من فلَان لَا تغلظ وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن رَجَب سنة عشرَة وَألف بِمَدِينَة صعدة
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.