أبي السعود بن أيوب بن أحمد بن أيوب الخلوتي
تاريخ الولادة | 1042 هـ |
تاريخ الوفاة | 1110 هـ |
العمر | 68 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبو السعود بن أيوب وتقدم ذكر أخيه أبي الصفا الحنفي الدمشقي الخلوتي الشيخ الكبير المسلك الفاضل الأوحد كان شيخاً مبجلاً عابداً متنسكاً أديباً ولد بدمشق في سنة اثنين وأربعين بعد الألف ونشا في كنف والده وأخذ عنه الطريق وفي وصيته لأولاده يقول يا أبا السعود الطريقة إليك تعود وقد أخذ أيضاً عن السيد العارف بالله تعالى محمد غازي الحلبي الخلوتي الشيخ إخلاص وجلس على سجادة المشيخة وكان أخاه الشيخ إبراهيم كبر سنه فانعزل عن المخالطة وعهد للمترجمفي المشيخة وتوفي بعده في سنة خمس عشرة مائة وألف ثم المترجم بايع واشتهر وأقام عهدهم بالتوحيد والذكر في محلهم بالجامع الأموي وترجمه محمد الأمين المحبي في نفحته وقال في وصفه واسطه عقدهم المقتني وغصن روضتهم المجتني وعبير ذكرهم المردد ولسان حالهم المجدد يروقك محتلاه ومحله يهزا بالبدر معتلاه كرم فرعاً وأصلاً وشرف جنساً وفصلاً وله فضل أضحى تاجاً لراس المناقب وأدب تتوقد به نجوم الليل الثواقب وبيني وبينه موالاة محققه وعهود موثقه وثناء كمائمه عن أزكى من الزهر غب القطر مفتقه ورأيت له أشعاراً في الذروة من الانطباع ثأويه لها في كل قلب بلطف موقعها خلوة في زأوية وقد أثبت منها قصيدة شطريها سينية ابن الفارض فناصفها شطر الحسن كما تناصف حسن الخد بالعارض وهي قوله
قف بالديار وحي الابع الرسا ... مخاطب لرسيس الشوق مقتبسا
واسترجع القول يا ذا الراي مختبرا ... ونادها فعساها أن تجيب عسى
وإن أجنك ليل من توحشها ... فلا تكن آيسالا كان من أيسا
خذ من زناد الجوى ناراً مشعشعة ... فأشعل من الشوق في ظلمائها قبسا
يا هل درى النفر الغادون عن كلف ... موله هائم كاس الغرام حسا
تراه مستصحب الافكار ذا حرق ... يبيت جنح الليالي يرقب الغلسا
فإن بكى في قفار خلتها لحجا ... ما شامها ناظر الاهمى وجشا
وإن خبت ناره هاج الغرام به ... وإن تنفس عادت كلها ببسا
فذو المحاسن لا تحصى محاسنه ... إذا رآه عذول حاسد خنسا
ومن أبيت فلا فقد لوحشته ... وبارع الحسن لم أعدم به أنسا
قد زارني والدجى يربد من خنس ... وحسن إشراقه بالشهب قد حرسا
فالزهر ترمقه عجباً برونقه ... والزهر يبسم عن وجه الدجى علبسا
وابتز قلبي قسرا قلت مظلمة ... فحسبي الله ممن قد جنى وقسا
حيرتني فأنا المحتار وآ اسفي ... يا حاكم الحب هذا القلب لم حبسا
زرعت باللحظ ورداً فوق وجنته ... فأثمرت منه لي في ناظري أسى
إن رمت أقطف منه عطر رائحة ... حفا لطرفي أن يحبني الذي غرسا
وإن أبى فالاقاحي منه لي عوض ... أوردته القلب حيث الحب فيه رسا
جعلت راس مالي مذ ربحت به ... من عوض الثغر عن درفا بخسا
إن صال صل عذاريه فلا حرج ... إن عاد منه صحيح الجسم منتكسا
فهذه سنة للعشق واجبة ... ان يجن لسعا وأما يجتني لعسا
كم بات طوع يدي والوصل يجمعنا ... لم يخطر السوء في قلبي ولا هجا
وزاد في عفة إذ كان ذائقة ... في بردتيه التقى لا يعرف الدنسا
تلك لليالي التي أعددت من عمري ... يا ليتها بقيت والدهر ما نكسا
ويا سقى الله أياماً لنا سلفت ... مع الأحبة كأنت كلها عرسا
لم يحل للعين شيء بعد بعدهم ... وما صبى دونها صب الجوى ونسا
ولا شممت نسيماً استلذ به ... والقلب مذ آنس لتذكار ما أنسا
يا جنة فارقتها النفس مكرهة ... ابقي لصبك في نيل المنى نفسا
وحق موثق عهد لا انفكاك له ... لولا التاسي بدار الخلد مت أسى
ولم يذكر الأمين له سوى هذا التشطير وكأنت وفاته في ليلة الجمعة رابع عشر رجب سنة عشرة ومائة وألف ودفن بتربتهم برمج الدحداح بالقرب من والده وحضر جنازته أهالي دمشق وأعيانها وخلق كثيرون رحمه الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل