علي بن عبد الله بن الحسن النباهي أبي الحسن

ابن الحسن جعسوس

تاريخ الولادة713 هـ
تاريخ الوفاة792 هـ
العمر79 سنة
مكان الولادةمالقة - الأندلس
أماكن الإقامة
  • الأندلس - الأندلس
  • غرناطة - الأندلس
  • مالقة - الأندلس
  • فاس - المغرب

نبذة

القاضي علي بن عبد الله بن الحسن النباهي البني الدعو بجعسوس أطروفة الزمن، التي تجل غرائبها عن الثمن، وقرد شارد من قرود اليمن، ذنبا وأحداقا وفروة وأشداقا، وإشارة واصطلاحا، وخبثا وسلاحا، لا يفرق بينهما في الشكل، وقرب الغائط من الأكل، تشغل به الصبيان إذا بكت.

الترجمة

القاضي علي بن عبد الله بن الحسن النباهي البني الدعو بجعسوس أطروفة الزمن، التي تجل غرائبها عن الثمن، وقرد شارد من قرود اليمن، ذنبا وأحداقا وفروة وأشداقا، وإشارة واصطلاحا، وخبثا وسلاحا، لا يفرق بينهما في الشكل، وقرب الغائط من الأكل، تشغل به الصبيان إذا بكت، وتتملح بذكره الزهاد بعدما نسكت، وعن كل شيء أمسكت، إلا أن خلبه بالنسبة إلى هذا والوجه الطلق حسنة جميلة، وأوصافه بالنسبة إلى معارفه وعلومه أوصاف ابن قاضي ميلة، لا يجلب لأدب يرسم، ولا حظ من حسن الذكر يقسم، ولا لعرف يتنسم، ولا لبركة تتوسم، إنما جنب حماره في القياد، لحمل أوقار هذه الجياد، وأطراف بزرافته الخارقة حجاب الاعتياد، في مثل هذه المواسم الأدبية والاعياد؛ ومما يعاب به الزين، كي لا تصيبه العين، ويعلق على البيوت تميمة، وان كانت الأوضاع ذميمة، من حوتة، ورصاصة منحوتة، ومرار ثور، وطرف ذنب سنور، وأحماضا في المرعى الخصيب، وإيثارا للفكاهة بنصيب؛ وان كان لأبيه ببلده درجة الأمير، عند مولدي الحمير، ينظف بيديه أرحامها، بعد ان يحكم بالدهن اقحامها، ويستنطق بوحي بنانه الصفنة الجاحدة، وينزي العير الحصور فيحبل الأتان بواحدة، وكانت أمه أم جعسوس قابلة ذلك الوضع، ومقدرة الفطام والرضع، تولول عند الخلاص، وتعوذ المولود بسورة الإخلاص، وتقطع سرة اليعفور، بالاظفور، وتلعق عينه باللسان، وتبارك بعد ظهوره بدهن البلسان، ولما ترعرع ترعرع غصن السدر، من تحت القدر، وتجلت محاسن نفسه النفيسة من خلال ذلك الخدر، تحرف ببيع الحروز، وخلق في محافل البروز، وتحدى بإخراج الكنوز، بذبائح العنوز، وادعى انه يعقد اللسان، وغرم الإتاوة التي يغرمها بنو ساسان، ثم تعرف بالسلطان في حكاية، وقدمه قاضيا في سبيل يمين شاردة ونكاية، وجعله للفقهاء ببلده عقابا، وأرذالا اخضع به رقابا، وكشف عن وجه الانتفاع نقابا، لما آسفوه بحب طلعه، وأفتوا من بعده قلعه، بوجوب خلعه؛ ثم أعاده الله تعالى إلى ملكة رقابهم، وحكمه في مجازاة احتقابهم، والدنيا قد أرملت، وما حملت من الضيم حملت، فجاءت سيره في الأحكام سمر الندام،ونقل أولي المدام، وشاهد خسة الدنيا على مملك الإبرام، والموجد بعد الإعدام.
حدث بعض من يوثق به من العدول قال: جرى الحديث الجاري بمجلس القضاء: " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا " فقال لي: سبحان الله يا فقيه، كانوا في القديم مثلنا في البادية يتبايعون بالخيار والفواكه ما نتبايع بالحبوب من القمح والشعير، فضحكت وقلت: لا ينكر أن يتصارف الناس بما يغلب عندهم ويكثر وجوده.
وقال آخر منهم: نظر إلينا وقد نزلنا من المئذنة من ارتقاب بعض الأهلة، ونحن أولو عدد وشارة فقال: يا أصحاب، عذرت الليلة فيكم عمر في قوله - رضي الله عنه؟ لا يسر أحد في الإسلام بغير العدول، فقلنا: بارك الله في سيدنا القاضي، تسر بك ونسر بك إن شاء الله تعالى، قال المخبر: نعني مجرورا برجلك عن مجلس القضاء، إلى حصب الرمضاء، ثم قال بعضنا لبعض: يا ترى ما الذي أراد هذا المحروم؟ فقال فاضل منهم: صحف قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لا يؤسر أحد في الإسلام بغير عدول، يريد الأسر بالشهادة.
وقال بعض فضلائهم: سمعته يقول: تنكرون علي ما يكثر تردده في كلامي من لفظ جعسوس كأنه ليس من كلام العرب بل ولا من ألفاظ القرآن العظيم! فقلنا له: أما في كلام العرب فربما وأما في القرآن الكريم فلا نعرفه، فضحك وقال: سبحان الله، أعيدوا النظر فيه، فقلنا: والله ما نعرفه، فقال: ألم يقل الله تعالى في القران: ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا؛ فقلنا والله ما قال الله ذلك قط إنما قال: ولا تجسسوا، قال فاسترجع وقال يا فقيه: حفظ الصغر، والف في مثل هذا جزء سمي " بتنبيه الساهي على طرف النباهي".
وهذا الشيخ ممن زين له سوء قوله، وحبب إليه شم خرئه واستعذاب بوله، فيكتب ويشعر، ويكلب ويسعر، وهو لا يفطن بالهزء ولا يشعر، فمما ينسب إليه مما كان يهذر به الحروز إذا عقدها، واتبع النفث عقدها، يرفع بها الصوت ويجهر، ويؤنب من يتشاغل عنه بالحديث وينهر، وكأن به مخيلا، وعلى الجنس من النوارية بخيلا، إلى أن شورك فيه بحكم الانجرار، وحفظه لكثرة التكرار، قوله وهو اشف من معتاده، واعلى من عتاده، فالله اعلم بصحة إسناده، وجهة استناده:
أعوذ من يمسي عليه معلقا ... حجابي بطه أو بياسين والخمس
من الجن والعمار أو أم ملدم ... وتلك هي الحمى، ووسوسة النفس
ومن أم صبيان وسحر وبغضة ... ومن ربط ذي عرس تكلف في عرس
ومن ساكن الحمام والفرن والرحى ... ومن ساكني قبر القتيل من الأنس
ومن غولة في القفر أو صوت هاتف ... ومن وجع في الرأس يخرج عن حس
بهرشاهيا هرشا هيا وشرا هيا ... وباسم عظيم جاء في آية الكرسي
فخذه على طهر ولا تدخلن به ... خلاءك، واسم الله نزه عن الرجس
ونحه إن جامعت زوجك يا أخي ... إلى أن تجيد الطهر من ذلك اللمس 
وجلده واغسله بماء وحل فيه ما شئته من زعفران ومن ورس ...
ونشر به واشرب لكل أذاية ... ترى النفع حقا حين تصبح أو تمسي
وقل رحم الله القفيه فذكره ... بخير له من اجرة ذي الطرس
ووالله يا إنسان لولا وصية ... لشيخ نصيح كان من خيرة الجنس
بان لا يرى اجر له غير درهم لبيع ... بألف وهو يشكو من البخس 
ومما أنشدنيه وحضرت التملح به، رفعه إلى السلطان عند أعذار ولده، من قصيدة أولها:
أبدي لنا من ضروب الحسن أفنانا ... هذا الطهور لمولانا ابن مولانا
فلا تحرك لسانا يا أخا ثقة ... بريم رامة إن وفى وإن خانا
يظل ينشر ميت الوجد عن جدث ... من الجفون أو الأحشاء عريانا
فما النسيب بأولى من حديث علا ... عن الأمام ينيل المرء رضوانا
يممه تحظ بما أملت من نعم ... تجنيك للسول أفنانا فأفنانا
ومنها في المدح والوصف:
وقمت في الولد الميمون طائره ... بسنة الدين إكمالا وإحسانا
بدا لنا قمر تعنوا العيون له ... مقلدا من نطاق المجد شهبانا
فارتاح عطف الثناء وانثنى طربا ... له واطلع وجها منه مزدانا
فيا دما سال عن تقوى فعاد له ... بين الدماء طهورا طيبا زانا
لله در بني نصر لقد ملكوا ... كل المحاسن أشياخا وشبانا
أي والذي خلق الإنسان من علق ... حقا وأعطاك ما أعطى سليمانا 
وانشد بمحضري قصيدة غريبة أولها:
خليلي مرا بي على أم مارب ... ولا تعذلاني إنني غير آيب 
فقلت لبعض أصحابنا: ضاقت على الفقيه أبي الحسن ارض الحجاز فذهب إلى ارض مارب فقال: ما كما تعرف يحاول العزائم ويستنزل الجنون، وخاطب خليله من الجن ليعيد له حديث تميم الداري رضي الله عنه.
ومن المقطوعات التي يتبجح بمذهبها، ويتبرع بلزوم مذهبها، قوله يخاطبني:
يا مالكي وهو لي فخر تملكه ... ذاتي، عتابك عندي اعظم المنن
فكل ما ينطق المولى الكريم به ... في شان ممولكه من احسن الحسن
وما صد شخصي لزوم مقامكم ... سوى نقص ذاتي فارفقوا بي في العتب
وان غبت حسا عنكم لضرورة ... فانتم معي معنى لسكناك في القلب 
ومن ذلك قواه يصف سحاءة من قبلي:
سحاءة سر بل رياض فضائل ... سقاها سحاب العلم من مائه العذب
تجلت فأجلت عن فؤادي شقا الضنا ... وحيت فأحيت قلب عاشقها الصب
إذا رمت وصف البعض من حسنها الذي ... يهيم به كلّي يغص بها لّبي
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.

 

 

علي بن عبد الله بن محمد بن محمد ابن الحسن الجذامي المالقي النباهي، أبو الحسن، المعروف بابن الحسن:
قاض، من الأدباء المؤرخين. ولد بمالقة، ورحل إلى غرناطة، ثم ولي خطة القضاء بها. وأرسل مرتين في سفارة سياسية من غرناطة إلى فاس (سنة 767 و 788 هـ وكان صديقا للسان الدين ابن الخطيب ثم النقلبا عدوين، فنال منه ابن الخطيب ولقبه بالجعسوس (القصير) ازدراءا له، وكتب رسالة في هجائه سماها " خلع الرسن في وصف القاضي ابن الحسن " ولابن الحسن كتب مفيدة، منها " المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا - ط " سماه ناشره " تاريخ قضاة الأندلس " و " نزهة البصائر والأبصار - خ " تناول به استطرادا تاريخ الدولة النصرية بغرناطة .
-الاعلام للزركلي-

 

 

أبا الحسن النباهي القاضي المشهور (علي بن عبد الله بن الحسن النباهي (713 - 792) صاحب كتاب المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا، المطبوع بعنوان: تاريخ قضاة الأندلس).
أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن - إسماعيل بن يوسف الخزرجي الأنصاري النصري المعروف بابن الأحمر.