أحمد بن محمد بن علي بن برطال
أبي جعفر
تاريخ الولادة | 689 هـ |
تاريخ الوفاة | 750 هـ |
العمر | 61 سنة |
مكان الوفاة | مالقة - الأندلس |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
القاضي أبو جعفر احمد بن محمد بن علي بن برطال (اصله من قرية تعرف بحارة البحر من وادي طرش شرقي مالقة. كان من أهل الخير وعلى طريقة مثلى من الصمت والسمت والانقباض والذكاء. تقدم قاضيا بغرناطة بعد ولاية القضاء ببلده واصبح إماما وخطيبا لمسجد قلعتها الحمراء (741) على قصور في المعارف وضعف في الأداة، توفي ايام الطاعون الكبير سنة 750.) رحمة الله عليه :
رجل تجمل بلباس نبيه، من ميراث ابيه، فلم يأل اقتصادا، ولا اعمل للعنقاء مصادا، ولا أرصد للحظ إرصاداً، فجاءه عفوا، ووروده صفوا؛ وتقدم قاضي الجماعة، شاردا أمله عن الطماعة، وعجب لذلك خطاب الخطة، والقدر لا يستعدى عليه صاحب الشرطة، وفي ذلك يقول شيخنا أبو البركات:
إن تقديم ابن برطال دعا ... طالبي العلم إلى ترك الطلب
حسبوا الأشياء من أسبابها ... فإذا الأشياء من غير سبب إلى انه وان لم يعمل الاستعداد، لم يتخط السداد، وكان الصون أخص صفاته، والهوادة تزل عن صفاته، وكانت ولايته قريبة من وفاته، ولم ينتحل الشعر ليحسب من أربابه، أو يعده منحيا الرزق وأسبابه، إلا أنني وقفت له على بيتين يندران على مثله، ويدخلان وليمة الشعر ويترفعان عن مثاله، وهما ما أنشد من ودعه:
استودع الرحمن من لوادعهم ... قلبي وصبري آذنا بوداع
بانوا فطرفي والفؤاد ومقولي ... باك ومسلوب العزاء وداع
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.
أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن علي الأموي
يكنى أبا جعفر، ويعرف بابن برطال، أصله من قرية تعرف بحارة البحر من وادي طرّش نصر، حصن منتماس من شرقي مالقة، من بيت خير وأصالة،
وانتقل سلفه إلى مالقة، فتوشّجت لهم بها عروق، وصاهروا إلى بيوتات نبيهة.
حاله: كان من أهل الخير، وكان على طريقة مثلى من الصّمت، والسّمت، والانقباض، والذكاء، والعدالة والتخصّص، محوّلا في الخير، ظاهر المروءة، معروف الأصالة، خالص الطّعمة، كثير العفّة، مشهور الوقار والعفاف، تحرّف بصناعة التوثيق على انقباض.
دخوله غرناطة: تقدّم قاضيا بغرناطة، بعد ولاية القضاء ببلده، وانتقل إليها، وقام بالرّسم المضاف إلى ذلك، وهو الإمامة بالمسجد الأعظم منها، والخطابة بجامع قلعتها الحمراء؛ واستقلّ بذلك إلى تاسع جمادى الثانية من عام أحد وأربعين وسبعمائة، على قصور في المعارف، وضعف في الأداة، وكلال في الجدّ، ولذلك يقول شيخنا أبو البركات بن الحاج : [الرمل]
إنّ تقديم ابن برطال دعا ... طالب العلم إلى ترك الطّلب
حسبوا الأشياء عن أسبابها ... فإذا الأشياء عن غير سبب
إلّا أنه أعانته الدربة والحنكة على تنفيذ الأحكام، فلم تؤثر عنه فيها أحدوثة، واستظهر بجزالة أمضت حكمه، وانقباض عافاه عن الهوادة، فرضيت سيرته، واستقامت طريقته.
مشيخته: لقي والده، شيخ القضاة، وبقيّة المحدّثين، وله الرواية العالية، والدرجة الرفيعة، حسبما يأتي في اسمه، ولم يؤخذ عنه شيء فيما أعلم.
شعره: أنشدني الوزير أبو بكر بن ذي الوزارتين أبي عبد الله بن الحكيم، قال: أنشدني القاضي أبو جعفر بن برطال لنفسه، مودّعا في بعض الأسفار :
[الكامل]
أستودع اللهمّ من لوداعهم ... قلبي وروحي إذ دنى لوداعي
بانوا وطرفي والفؤاد ومقولي ... باك ومسلوب العزاء وداع
فتولّ يا مولاي حفظهم ولا ... تجعل تفرّقنا فراق وداع
وفاته: توفي، رحمه الله وعفا عنه، أيام الطاعون الغريب بمالقة، في منتصف ليلة الجمعة خامس صفر عام خمسين وسبعمائة ، وخرجت جنازته في اليوم التالي، ليلة وفاته في ركب من الأموات، يناهز الألف، وينيف بمائتين، واستمرّ ذلك مدة، وكان مولده عام تسعة وثمانين وستمائة، رحمه الله تعالى.
الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.