إبراهيم بن محمد الحنفي الرومي أحد الموالي الرومية قدم من ملطية مسقط راسه إلى دار الخلافة قسطنطينية وخدم بها شيخ الاسلام مفتي الدولة مصطفى بن فيض الله الحسيني وصار عنده إماماً ولازم على عادتهم وسلك طريق التدريس حتى صار مدرساً وتنقل بالتدريس على العادة حتى صار قاضياً باسكدار وبعد انفصاله قدم حاجاً صحبة المولى محمد نافع بن محمد قاضي المدينة المنورة وعاد من الحجاز للديار الرومية وكان يترقب صيرورته قاضياً بإحدى البلاد الأربع التي هي ادرنه وبورسه والشام ومصر ورتبتهم بالمقام كرتبتهم بالعدد فولى قضاء دمشق ودخلها وكان دخوله سنة إحدى وتسعين ومائة وألف وباشر أخوه سليمان المدرس أمور النيابة وتعاطى الأحكام ووقع بينه وبين الوزير محمد باشا ابن ابن العظم والي الشامي وأمير الحاج الشريف ماجريات وأحوال يطول شرحها وكان يظهر البله والتغفل في حركاته بعد انفصاله بمدة ولى قضاء المدينة المنورة وعاد إلى دمشق ثانياً وذهب منها وبعد وصوله لدار الخلافة قسطنطينية مات وكأنت وفاته بها في سنة سبع وتسعين ومائة وألف عن سن عالية رحمه الله
- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر.