أحمد بن علي بن إبراهيم الغساني الأسواني أبي الحسين

القاضي الرشيد ابن الزبير

تاريخ الوفاة561 هـ
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • اليمن - اليمن
  • الإسكندرية - مصر
  • الصعيد - مصر
  • قوص - مصر

نبذة

القاضي الرشيد أبو الحسين أحمد ابن القاضي الرشيد أبي الحسن علي ابن القاضي الرشيد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الزبير الغساني الأسواني؛ كان من أهل الفضل والنباهة والرياسة، صنف كتاب جنان الجنان وياض الأذهان وذكر فيه جماعة من مشاهير الفضلاء ، وله ديوان شعر، ولأخيه القاضي المهذب أبي محمد الحسن ديوان شعر أيضاً، وكان مجيدين في نظمهما ونثرهما.

الترجمة

القاضي الرشيد ابن الزبير
القاضي الرشيد أبو الحسين أحمد ابن القاضي الرشيد أبي الحسن علي ابن القاضي الرشيد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الزبير الغساني الأسواني؛ كان من أهل الفضل والنباهة والرياسة، صنف كتاب جنان الجنان وياض الأذهان وذكر فيه جماعة من مشاهير الفضلاء ، وله ديوان شعر، ولأخيه القاضي المهذب أبي محمد الحسن ديوان شعر أيضاً، وكان مجيدين في نظمهما ونثرهما.
ومن شعر القاضي المهذب - وهو معنى لطيف غريب - من جملة قصيدة بديعة:
وترى المجرة والنجوم كأنما ... تسقي الرياض بجدول ملآن
لو لم تكن نهراً لما عامت بها ... أبداً نجوم الحوت والسرطان وله أيضا من جملة قصيدة:
وما لي إلى ماءٍ سوى النيل غلة ... ولو أنه، أستغفر الله، زمزم وله كل معنى حسن، وأول شعر قاله سنة ست وعشرين وخمسمائة. وذكره العماد الكاتب في كتاب السيل والذيل وهو أشعر من الرشيد، والرشيد أعلم منه في سائر العلوم، وتوفي بالقاهرة سنة إحدى وستين وخمسمائة في رجب، حمه الله تعالى.
وأما القاضي الرشيد فقد ذكره الحافظ أبو الطاهر السلفي - رحمه الله تعالى - في بعض تعاليقه، وقال: ولي النظر بثغر الإسكندرية في الدواوين السلطانية بغير اختياره في سنة تسع وخمسين وخمسمائة، ثم قتل ظلماً وعدواناً في المحرم سنة ثلاث وستين وخمسمائة، رحمه الله تعالى؛ وذكره العماد أيضاً في كتاب السيل والذيل الذي ديل به علىالخريدة فقال: الخضم الزاخر، والبحر العباب، ذكرته في الخريدة وأخاه المهذب، قتله شاور ظلماً لميله إلى أسد الدين شيركوه في سنة ثلاث وستين وخمسمائة، كان أسود الجلدة، وسيد البلدة، أوحد عصره في علم الهندسة والرياضات ، والعلوم الشرعيات، والآداب الشعريات، ومما أنشدني له الأمير عضد الدولة أبو الفوارس مرهف بن أسامة بن منقذ، وذكر أنه سمعها منه:
جلت لدي الرزايا بل جلت هممي ... وهل يضر جلاء الصارم الذكر
غيري يغيره عن حسن شيمته ... صرف الزمان وما ياتي من الغير
لو كانت النار للياقوت محرقة ... لكان يشتبه الياقوت بالحجر
لا تغررن بأطماري وقيمتها ... فإنما هي أصداف على درر
ولا تظن خفاء النجم من صغرٍ ... فالذنب في ذاك محمول على البصر قلت: وهذا البيت مأخوذ من قول أبي العلاء المعري في قصيدته الطويلة المشهورة، فإنه القائل فيها:
والنجم تستصغر الأبصار رؤيته ... والذنب للطرف لا للنجم في الصغر وأورد له العماد الكاتب في الجزيرة أيضاً قوله في الكامل بن شاور:
إذا ما نبت بالحر دار يودها ... ولم يرتحل عنها فليس بذي حزم
وهب بها صباً ألم يدر أنه ... سيزعجه منها الحمام على رغم وقال العماد: أنشدني محمد بن عيسى اليمني ببغداد سنة إحدى وخمسين، قال: أنشدني القاضي الرشيد باليمن لنفسه في رجل:
لئن خاب ظني في رجائك بعد ما ... ظننت بأني قد ظفرت بمنصف
فإنك قد قلدتني كل منةٍ ... ملكت بها شكري لدى كل موقف
لأنك قد حذرتني كل صاحبٍ ... وأعلمتني أن ليس في الأرض من يفي وكان الرشيد أسود اللون، وفيه يقول أبو الفتح محمود بن قادوس الكاتب الشاعر يهجوه:
يا شبه لقمان بلا حكمةٍ ... وخاسراً في العلم لا راسخاً
سلخت أشعار الورى كلها ... فصرت تدعى الأسود السالخا وفيه أيضاً كما يغلب على ظني هذا:
إن قلت من نار خلق ... ت وفقت كل الناس فهما
قلنا صدقت فما الذي ... أضناك حتى صرت فحما وكان الرشيد سافر إلى اليمن رسولاً، ومدح جماعة من ملوكها، وممن مدحه منهم علي بن حاتم الهمداني قال فيه:
لئن أجدبت أرض الصعيد وأقحطوا ... فلست أنال القحط في أرض قحطان
ومذ كفلت لي مأرب بمآربي ... فلست على أسوان يوماً بأسوان
وإن جهلت حقي زعانف خندفٍ ... فقد عرفت فضلي غطارف همدان فحسده الداعي في عدن على ذلك، فكتب بالأبيات إلى صاحب مصر، فكانت سبب الغضب عليه، فأمسكه وأنفذه إليه مقيداً مجرداً، وأخذ جميع موجوده، فأقام باليمن مدة ثم رجع إلى مصر، فقتله شاور كما ذكرناه، وكتب إليه الجليس بن الحباب:
ثروة المكرمات بعدك فقر ... ومحل العلا ببعدك قفر
بك تجلى إذا حللت الدياجي ... وتمر الأيام حيث تمر
أذنب الدهر في مسيرك ذنباً ... ليس منه سوى إيابك عذر والغساني - بفتح الغين المعجمة والسين المهملة وبعد الألف نون - هذه النسبة إلى غسان وهي قبيلة كبيرة من الأزد شربوا من ماء غسان، وهو باليمن فسموا به.
والأسواني - بضم الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الواو وبعد الألف نون - هذه النسبة إلى أسوان، وهي بلدة بصعيد مصر، قال السمعاني: هي بفتح الهمزة، والصحيح الضم، هكذا قال لي الشيخ الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري حافظ مصر، نفعنا الله به آمين.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

 

 

 

القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن الزبير القاضي الرشيد الغسَّاني الأسواني، المتوفَّى في محرم سنة ثلاث وستين وخمسمائة عن ...
كان كاتباً فقيهاً شاعراً نحوياً لغوياً عروضياً مؤرخاً مهندساً عارفاً بالطب والموسيقى والنجوم. وكان من أفراد الدهر من بيت كبير بالصعيد. وله تأليفات منها "أمنية الألمعي ومنية المدعي" يشتمل على علوم كثيرة و"جنان الجنان ورياض الأذهان" في شعراء مصر ذيَّل به على "اليتيمة" وله ديوان شعر و"شفاء العلة في سمت القبلة" ولي النظر بثغر الإسكندرية والدواوين السلطانية بمصر. ثم سافر إلى اليمن وتقلد قضاءها وتلقّب بقاضي قضاة اليمن وداعي دعاة الزمن، ثم مالت نفسه إلى رتبة الخلافة فأجابه قوم إليها ونقشت له سكة، ثم قبض عليه وسيَّره إلى قوص وسجن بها ثم أطلق. ولما دخل أسد الدين شيركوه إلى البلاد مال إليه فكاتبه، فاتصل ذلك بوزير العاضد شاور، فتطلبه إلى أن ظفر به وأشهره وصلبه. وكان قبيح المنظر أسود. ذكره ابن خلّكان وقال: وهو أعلم من أخيه القاضي المهذّب حسن والمهذّب أشعر منه.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

 

 

القَاضِي الرَّشِيْدُ، أَبُو الحُسَيْنِ، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بن إبراهيم بن محمد ابن الزُّبَيْرِ الغَسَّانِيُّ الأُسْوَانِيُّ، الكَاتِبُ البَلِيْغُ.
لَهُ "دِيْوَان"، وَلَهُ كِتَاب "الجَنَانِ".
وَلأَخِيْهِ المُهَذَّبِ الحَسَنِ "دِيْوَان" أَيْضاً.
وَلَهُمَا يَدٌ فِي النّظم وَالنثر وَرِئَاسَة وَحِشْمَة، فَالمُهَذَّبُ أَشعرُهُمَا، وَالرَّشِيْد أَعْلَمُهُمَا.
وَلِي الرَّشِيْد نَظَرَ الإِسْكَنْدَرِيَّة مُكرهاً، ثُمَّ قُتل ظُلماً فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ لِمَيْلِهِ إِلَى أَسَدِ الدين شيركوه.
وَكَانَ أَسودَ، صَاحِبَ فُنُوْنٍ. وَمَاتَ أَخُوْهُ قَبْلَهُ بعامين.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.