محمد بن داود بن سليمان الخربتاوي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة1207 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر

نبذة

أبو عبد الله محمد بن داود بن سليمان الخربتاوي: الإمام الفاضل العالم العامل الأنجب الصالح المفوه الناجح، قرأ على والده وحضر درس الشيخ الصعيدي وبه تخرج وأنجب في العلوم وله سليقة جيدة في النظم والنثر وحصل على كتب نفيسة المقدار زيادة على ما ورثه من والده وله محبة في آل البيت وله فيهم مدائح كثيرة وهو ممن قرظ على شرح القاموس للشيخ محمد مرتضى تقريظاً بديعاً.

الترجمة

أبو عبد الله محمد بن داود بن سليمان الخربتاوي: الإمام الفاضل العالم العامل الأنجب الصالح المفوه الناجح، قرأ على والده وحضر درس الشيخ الصعيدي وبه تخرج وأنجب في العلوم وله سليقة جيدة في النظم والنثر وحصل على كتب نفيسة المقدار زيادة على ما ورثه من والده وله محبة في آل البيت وله فيهم مدائح كثيرة وهو ممن قرظ على شرح القاموس للشيخ محمد مرتضى تقريظاً بديعاً. توفي سنة 1207 هـ[1792 م].

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية_ لمحمد مخلوف

 

 

 

الشيخ محمد بن داود بن سليمان بن أحمد بن خضر الخربتاوي المالكي الأزهري
قرأ على والده، وحضر دروس شيخنا الشيخ علي العدوي الصعيدي وبه تخرج وأنجب في العلوم، وله سليقة جيدة في النثر والنظم، وحصل كتباً نفيسة المقدار زيادة على الذي ورثه من والده، قال الشيخ الجبرتي: وله محبة في آل البيت ومدائح كثيرة، وهو ممن قرظ على شرح القاموس لشيخنا السيد محمد مرتضى تقريظاً بديعاً، وهو أحمد من أبدى من صنائع الحكم محكم المصنوعات، وأسدى من سوابغ النعم أنواع المبدعات، سبحانه من إله أفاض علينا جوده وإفضاله، وأزال عن قلوبنا رين الرين والجهالة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي خص بجوامع الكلم ومجامع الحكم، وعموم الرسالة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الإحسان والجلالة، وبعد فلما منّ الله على العبد الضعيف بالإطلاع على هذا الشرح الشريف، المسمى بتاج العروس من جواهر القاموس، الذي ألفه أعلى أرباب الكمال والكلام، لسان الحق الناطق ببيان الحلال والحرام، يد الزهادة ومنهج الطريقة، فهو السري بل البرهان على الحقيقة، من سلك مسالك التحقيق، وتتبع مواضع الفصل والتدقيق، حتى فاز من بغيته بالسهم المعلى، وجليت عليه غواني المعاني فتملى وتحلى، أعني به سيدي ومولاي، ومالك أزمة ولاي، من هو لي عمدتي ومعيني، السيد محمد مرتضى الحسيني، أدام الله للعالمين أنسه، وأشرق عليهم في هذا الوجود بجوده شمسه. وكان حفظه الله تعالى قد أشار بوقوفي على هذا الطراز المحلى، والقدح المعلى، وأن أكتب عليه بما تسمح به القريحة الخائفة لقصورها من الفضيحة، فنظرت فعلمت أن ذلك سبيل ليس لمثلي أن يسلكه، ولا لمن كان على قدري أن يقود زمامه ويملكه، لا سيما وقد قرظ عليه فحول الأئمة الأعيان، الذين تعقد عليهم الخناصر في كل زمان ومكان، فأحجمت من ذلك إحجاماً مخافة واحتشاماً، ثم علمت أن أمره قد ورد على سبيل الإيجاب، وإن قاضي الإنصاف لا يرضى إلا بشهادة الحق وقول الصواب، فأقدمت بعد الجموح، ودخلت إلى رحبات التوكل من باب الفتوح، وتأملت ما فيه من العجب العجاب، وتذكرت قول العلي الوهاب في محكم الكتاب "

هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " وقلت فيه في الحال، معتمداً على الملك المتعال:
تاج العروس الذي أبداه سيدنا ... المرتضى العالم النحرير ذو الهمم
لما بدا أرخص التيجان كلهم ... لما حوى من عظيم الفخر والشيم
وأجمع أهل الهدى أن لا نظير له ... من التآليف في عرب وفي عجم
ثم غلب علي الرشد أن أحذو حذو شيخنا محيي النفوس سيدي العيدروس فقلت وعلى الله توكلت:
صاح إن شئت كل علم نفيس ... فانظرن ما حواه تاج العروس
شرح شيخ الإسلام تاج المعالي ... مرتضى العارفين راس الرؤوس
سيد الأكملين أعظم شهم ... حاز فضلاً قد جل عن تقييس
شرحه الجامع المهذب أبدى ... من خبايا العلوم ما قد تنوسي
قلت لما رأيته يا ابن ودي ... نشر روض أم ذاك عطر عروس
أم حياة النفوس من أسكرتني ... بسلاف من ريقها المأنوس
بنت سبع وأربع وثلاث ... إن تجلت أزرت ضياء الشموس
قال هذه لآلئ قد جلاها ... ماجد عارف زكي الغروس
بحر بر البيان رب المعاني ... حبر علم البديع محي النفوس
وهو نجل الزهراء وابن حسين ... وعلي أكرم بهم من هموس
وهو في الزهد كابن أدهم حقا ... وهو في العلم كالإمام السنوسي
يا ابن طه يا مرتضى يا كريما ... دعوة دعوة تزيل نحوسي
نجدة نجدة فقد ضاق صدري ... من زمان مقلب معكوس
ليس يخفاك والدي وعلاه ... في مقام التأليف والتدريس
وعلو الإسناد ذاك شهير ... عند أهل الكمال بالعيدروسي
سيدي والدي صديقي عزيزي ... من على بابه طروق الرؤوس
فبحق الشيخين يا خير شهم ... دعوة علها تضيء شموسي

أنت حصني الحصين يا ابن حسين ... في مقامي ورحلتي وجلوسي
كيف أخشى العدى وأنت ملاذي ... أو أخاف الردى وأنت أنيسي
دمت في عزة وفتح ونصر ... من إله مهيمن قدوس
وصلاة مع السلام دواما ... تغش طه النبي تاج العروس
ما غدا قائلا أسير ذنوب ... صاح إن شئت كل علم نفيس
وفي آخره: كتبه خجلاً وجلاً مرتجي غفر المساوئ الفقير الحقير محمد بن داود الخربتاوي المالكي، في عاشر شهر رجب الفرد سنة أربع وثمانين ومائة وألف. ولم يزل المترجم مقبلاً على شأنه، مواظباً على دروسه وحفظه وإتقانه، متباعداً عن الناس، ليس العالم بغير العلم والتقوى استئناس، إلى أن دعته المنية، إلى الدرجات العلية، في سنة سبع ومائتين وألف، غمره الله ببحر الرحمة واللطف.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.