الشيخ المقرئ أبو عبد الله محمد بن محمد بن ادريس
القلطوسي من اسطبونة، رحمه الله تعالى:
شيخ قديم الطلب والاجتهاد، هامي العهاد، كلف بالقوافي والعروض، كلف العابد بالنوافل والفروض، وله في ذلك، ما يدل على عنايته بذلك، وتردده بتلك المسالك. ومن شعره يمدح الوزير ابن الحكيم من قصيدة:
علاه رياض أورقت بمحامد ... تنور بالجدوى وتثمر بالأمل
تسح (رندي رحل إلى مصر والشام والحجاز واخذ عن العلماء، وكان رفيقا لابن الرشد في رحلته، ثم عاد إلى بلده (685) وقربه السلطان واستمرت حاله معظم القدر إلى أن توفي السلطان ثاني ملوك بني نصر وجاء أبو عبد الله فزاد في تقريبه ولقبه ذا الوزارتين وجعله صاحب العلامة. ولما خلع السلطان انقضت أيامه فقتل ومثل به. وانتهيت كتبه وتحفه عام (708)) عليها من نداه غمائم ... تروي ثرى المعروف بالعل والنهل
وهل هو إلا الشمس نفعا ورفعة ... فيغرب بالجدوى ويقرب بالأمل
تعم أياديه البرية كلها ... فدان وقاص جود كفيه قد شمل ومن شعره أيضا يمدح القائد أبا عبد الله ابن الرنداحي:
اطلع بأفق الراح كاس الراح ... وصل الزمان مساءه بصباح
خذها على رغم العذول مدامة ... تنفي الهموم وتأتى بالأفراح
والأرض قد لبست برود أزاهر ... وتمنطقت من نهرها بوشاح
والجو إذ يبكي بدمع غمامة ... ضحك الربيع له بثغر أقاح
والروض مرقوم بوشي أزاهر ... والطير تفصح أيما إفصاح
والغصن من طرب يميل كأنما ... يسقى بكف الريح صرف الراح
والورد منتظم على أغصانه ... يبدو فتحسبه خدود ملاح
وكأن عرف الريح من زهر الربى ... عرف امتداح القائد الرنداحي
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.