الخطيب أبو عبد الله محمد بن محمد البدوي الحاج البلشي
كان رحمه الله تعالى خطيبا طلق اللسان، وأديبا رحب الاحسان، ما شئت من خلق زلال، وخلال آمنة من الاختلال، تشرف بالرحلة الحجازية، ولبس من حسن الحجى زيه، ثم أسرع ببلده حط القتادة والرحل، واقبل إليه اقبال الغمام بعد المحل، واستقر به خطيبا يهز بواعظه المجامع، ويقرط المسامع، ويسيل من الجفون المدامع، وله أدب لا باس به، والكتبة اعرق في نسبه. فمن شعره:
خال على خديك أم عنبر ... ولؤلؤ ثغرك ام جوهر
اوريت نار الوجد طي الحش ... فصارت النار بها (كان حسن التلاوة ذا معرفة بالفقه، بليغ الخطبة توفي عام (750)) تسعر لوجدت لي منك برشف اللمى ... لقلت خمر عسل سكر
دعني في الحب أذب حسرة ... سفك دم العاشق لا ينكر وقال في غرض التغزل، رحمه الله:
عيناي تفهم من عينيك أسرارا ... وورد خديك يذكي في الحشا نارا
ملكت قلب محب فيك مكتئب ... قد اثر الدمع في خديه آثارا
رضاب ثغرك يروي حر غلته ... يا ليت نفسي تقضي منه أوطارا
انعم بطيف خيال منك المحه ... ماذا عليك لطيف منه لو زارا
نفسي فداؤك من ظبي به وطف ... يصبو له القلب مضطرا أو مختارا وقال أيضا رحمه الله تعالى:
أيها الظبي ترفق ... بكئيب قد هلك
الذنب تتجنى ... الشيء وصلك
إنما روحي ملك ... وكذا قلبي لك
إنما أنت هلال ... فلك القلب فلك
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.
يوجد له ترجمة في: الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.