أبي الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب المخزومي

ابن زيدون الأندلسي القرطبي

تاريخ الوفاة463 هـ
مكان الوفاةإشبيلية - الأندلس
أماكن الإقامة
  • إشبيلية - الأندلس
  • قرطبة - الأندلس

نبذة

أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن احمد بن غالب بن زيدون المخزومي الاندلسي القرطبي الشاعر المشهور؛ قال ابن بسام صاحب الذخيرة في حقه: كان أبو الوليد غاية منثور ومنظوم، وخاتمة شعراء بني مخزوم. أخذ من حر الأيام حراً ، وفاق الأنام طراً، وصرف السلطان نفعاً وضراً، ووسع البيان نظماً ونثراً. إلى اديب ليس للبحر تدفقه، ولا للبدر تألقه. وشعر ليس للسحر بيانه، ولا للنجوم الزهر اقترانه. وحظ من النثر غريب المياني، شعري الألفاظ والمعاني. وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة، وبرع أدبه، وجاد شعره، وعلا شأنه، وانطلق لسانه. ثم انتقل عن قرطبة إلى المعتضد عباد صاحب إشبيلية في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فجعله من خواصه: يجالسه في خلواته، ويركن إلى إشاراته. وكان معه في صورة وزير. وذكر له شيئاً كثيراً من الرسائل والنظم

الترجمة

ابن زيدون
أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن احمد بن غالب بن زيدون المخزومي الاندلسي القرطبي الشاعر المشهور؛ قال ابن بسام صاحب الذخيرة في حقه: كان أبو الوليد غاية منثور ومنظوم، وخاتمة شعراء بني مخزوم. أخذ من حر الأيام حراً ، وفاق الأنام طراً، وصرف السلطان نفعاً وضراً، ووسع البيان نظماً ونثراً. إلى اديب ليس للبحر تدفقه، ولا للبدر تألقه. وشعر ليس للسحر بيانه، ولا للنجوم الزهر اقترانه. وحظ من النثر غريب المياني، شعري الألفاظ والمعاني. وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة، وبرع أدبه، وجاد شعره، وعلا شأنه، وانطلق لسانه. ثم انتقل عن قرطبة إلى المعتضد عباد صاحب إشبيلية في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فجعله من خواصه: يجالسه في خلواته، ويركن إلى إشاراته. وكان معه في صورة وزير. وذكر له شيئاً كثيراً من الرسائل والنظم، فمن ذلك قوله:
بيني وبينك ما لو شئت لم يضع ... سر إذا ذاعت الأسرار لم يذع
يا بائعاً حظه مني، ولو بذلت ... لي الحياة بحظي منه لم أبع
يكفيك أنك إن حملت قلبي ما ... لا تستطيع قلوب الناس يستطع
ته أحتمل واستطل أصبر وعز أهن ... وول أقبل وقل أسمع ومر أطع

ومن شعره أيضاً:
ودع الصبر محب ودعك ... ذائع من سرع ما استودعك
يقرع السن على أن لم يكن ... زاد في تلك الخطا إذ شيعك
يا أخا البدر سناء وسناً ... حفظ الله زماناً أطلعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم ... بت أشكو قصر الليل معك

وله القصائد الطنانة، ولولا خوف الإطالة لذكرت بعضها.
ومن بديع قلائده قصيدته النونية التي منها:
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لبعدكم أيامنا فغدت ... سودا وكانت بكم بيضاً ليالينا
بالأمس كناوما يخشى تفرقنا ... واليوم نحن وما يرجى تلاقينا

وهي طويلة، وكل أبياتها نخب، والتطويل يخرج بنا عن المقصود.
وكانت وفاته في صدر رجب سنة ثلاث وستين وأربعمائة بمدينة إشبيلية، رحمه الله تعالى، ودفن بها.
وذكر ابن بشكوال في كتاب " الصلة "  أباه وأثنى عليه، وقال: كان يكنى أبا بكر. وتوفي بالبيرة سنة خمس وأربعمائة، وسيق إلى قرطبة فدفن بها يوم الاثنين لست خلون من شهر ربيع الآخر من السنة. وكانت ولادته سنة أربع وخمسين وثلثمائة. وكان يخضب بالسواد، رحمه الله تعالى.

وكان لأبي الوليد المذور ابن يقال له أبو بكر  ، وتولى وزارة المعتمد بن عباد، وقتل يوم أخذ يوسف بن تاشفين قرطبة من ابن عباد المذكور لما استولى على مملكته، كما سيشرح بعد هذا في ترجمة المعتمد وابن ناشفين إن شاء الله تعالى، وذلك يوم الأربعاء ثاني صفر سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وكان قتله بقرطبة.
وزيدون: بفتح الزاي وسكون الياء المثناة من تحتها وضم الدال المهملة وعدها واو ونون.
واما القرطبي فقد تقدم الكلام في ضبطه فلا حاجة إلى إعادته، وذلك في ترجمة أحمد بن عبد ربه، مصنف كتاب العقد، وأخذها الفرنج من المسلمين في شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
 

ومن شعره:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقاً ... فالأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله ... كأنه رق لي فاعتل إشفاقا ومن شعره:
يا قمراً مطلعه المغرب ... قد ضاق بي من حبك المذهب
ألزمتني الذنب الذي جئته ... صدقت فاصفح أيها المذنب ومن شعره:
ما للمدام تديرها عيناك ... فتميل من نشوتها عطفاك
هلا مزجت لعاشقيك [سلافها] ... ببرود ظلمك أو بعذب لماك
بل ما عليك وقد محضت لك الهوى ... من أن أفوز بحظوة المسوك

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

 

 

الأديب الماهر أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المَخْزُومي الأندلسي القُرطبي الشاعر، المتوفى في رجب سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
كان من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة. اشتغل بها وبَرَعَ في الشعر وعلا شأنه، ثم انتقل إلى المعتمد بن عبَّاد صاحب إشبيلية سنة 441 وصار من خواصه كوزيره وله أشعار جيدة منها قصيدته الفراقية التي فيها صنعة قوية مهيجة على البكاء لكل من قرأها أو سمعها أولها:
نكادُ حين تُنَاجيكم ضمائِرُنَا ... يقضي علينا الأسى لَولاَ تأَسيَنا
ذكره ابن خلّكان.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

 

 

الصَّاحِبُ الوَزِيْرُ العَلاَّمَةُ، أَبُو الوَلِيْدِ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد ابن غَالِبِ بنِ زِيدُوْنَ المَخْزُوْمِيُّ القُرَشِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ الشَّاعِرُ حَامِلُ لِوَاءِ الشِّعْرِ فِي عَصْرِهِ.
قَالَ ابْنُ بَسْام: كَانَ غَايَةَ مَنثُوْرٍ وَمنظومٍ وَخَاتمَةَ شُعَرَاء بَنِي مَخْزُوْمٍ أَحَدَ مَنْ جرَّ الأَيَّام جراً وَفَاق الأَنَام طُرّاً وَصرَّف السُّلْطَانَ نَفعاً وَضرّاً وَوسَّع البيَانَ نَظماً وَنثراً إِلَى أَدب مَا لِلبحر تدفُّقُه وَلاَ لِلبدر تَأَلُّقُه وَشعرٍ لَيْسَ لِلسِّحر بيَانُه وَلاَ لِلنجومِ اقترَانُهُ.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ وُجُوه الفُقَهَاء بقُرْطُبَة فَانْتقل مِنْهَا إِلَى عِنْد صَاحِب إِشبيليَة المُعْتَضِد بن عَبَّادٍ بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَجَعَله مِنْ خوَاصِّه وَبَقِيَ مَعَهُ فِي صُوْرَة وَزِيْر وَهُوَ صَاحِبُ هَذِهِ الكَلِمَة البَدِيْعَة:
بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا ... شَوْقاً إِلَيْكُمُ وَلاَ جفّت مآقينا
كُنَّا نَرَى اليَأْسَ تُسْلِيْنَا عَوَارِضُهُ ... وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لِليَأْسِ يُغْرِينَا
نَكَادُ حِيْنَ تُنَاجِيْكُمْ ضَمَائِرُنَا ... يَقضِي عَلَيْنَا الأَسَى لَوْلاَ تَأَسِّيْنَا
حَالَتْ لِفَقْدِكُمْ أَيَّامُنَا فَغَدَتْ ... سُوْداً وَكَانَتْ بِكُمْ بِيْضاً لَيَالِيْنَا
لِيُسْقَ عَهْدُكُم عَهْد السُّرُوْر فَمَا ... كُنْتُم لأَرْوَاحِنَا إلَّا رَيَاحِيْنَا
تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَقَدْ وَزَرَ ابْنُهُ أَبُو بكر للمعتمد بن عباد.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.