وأما أبو عبد الله سليمان بن عبد الله بن الفتى الحلواني، فإنه كان وافر العلم باللغة العربية، وكان والد الحسن بن سليمان، ثقة.
نشأ بالمدرسة النظامية ببغداد، ونزل بأصبهان وسكنها، وأكثر فضلائها قرؤوا عليه، وأخذوا عنه الأدب.
وذكره أبو زكرياء يحيى بن عبد الوهاب في تاريخ أصفهان، فقال: سليمان بن عبد الله بن الفتى البغدادي. قدم أصبهان، واستوطن بها، وكان جميل الطريقة، فاضلاً أديباً، حسن الأخلاق. ودخل بغداد سنة ثلاثة وأربعمائة، وتشاغل بالأدب على أبي القاسم الثمانيني وغيره من أدباء وقته.
وكان مليح الشعر، ومنه قوله:
تذلل لمن إن تذللت له ... رأى ذاك للفضل لا للبله
وجانب صداقة من لم يزل ... على الأصدقاء يرى الفضل له
نزهة الألباء في طبقات الأدباء - لكمال الدين الأنباري.