السَّيِّد حَاتِم بن احْمَد الاهدل الْيُمْنَى
السَّيِّد الْعَالم الْفَاضِل المتصوف حَاتِم بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَبى الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أَبى بكر بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن عمر الأهدل الحسينى الْيُمْنَى كَانَ محققا للعلوم والمعارف بديع النّظم والنثر رَحل إِلَى كثير من الْبلدَانِ وَأقَام بالحرمين ثمَّ توطن ببندر المخامن الْيمن وَحصل لَهُ بهَا شَأْن عَظِيم وَقيل فِيهِ
(تاهت بكم أَرض المخا وتحملت ... فالبندر المحروس زهوا يرفل)
(لما طلعت بافقه متهللا ... أَمْسَى وظل بنوره يَتَهَلَّل) وَقد تَرْجمهُ الشلى الحضرمى فِي تَارِيخه وَابْن مَعْصُوم فِي سلافته وَصَاحب خُلَاصَة الْأَثر وَغَيرهم
وَمن شعره مخمسا لقصيدة ابْن النبيه الشهيرة بقوله
(رقم العذول زخارفا وتصنعا ... وأشاع نقض الْعَهْد عَنْك وشيعا)
فأجبته وَالنَّفس تقطر أدمعا
(أفديه ان حفظ الْهوى أَو ضيعا ... ملك الْفُؤَاد فَمَا عَسى أَن اصنعا)
(حكم الغرام فلذبه وبحكمه ... واثبت على مَفْرُوض وَاجِب رسمه)
واخضع لعدل الْحبّ فِيهِ وظلمه
(من لم يذقْ ظلم الحبيب كظلمه ... حلوا فقد جهل الْمحبَّة وَادّعى)
(يامن بلطف جماله قلبى اقتنص ... صبرى على الاعتاب من جلدى نكص)
وثبات حملى حِين زمرتم رقص
(يَا صَاحب الْوَجْه الْجَمِيل تدارك ... الصَّبْر الْجَمِيل فقد عَفا وتضعضعا)
(وفرت من نبل اللواحظ أسهمي ... وَكلمت احشائى وَلم اتكلم)
وهجرتنى ظلما وَلم أتظلم
(مَا فِي فُؤَادك رَحْمَة لمتيم ... ضمت جوانحه فؤآدا مرجعا)
(قلبى اليك مسائر لَك سَائِر ... كلى عَلَيْك مسامع ومناظر)
وَإِذا شَككت بِأَصْل مَا أَنا ذَاكر
(فتش حشاى فَأَنت فِيهِ حَاضر ... تَجِد الحسود بضد مَا فِيهِ سعى)
(إنى اعْترفت بذلتى وجنايتى ... ورضاك مقصودى وَغَايَة غايتى)
يامن ضلإلى فِيهِ عين هدايتى
(هَل من سَبِيل أَن أبث شكايتى ... أَو أشتكى بلواى أَو أتضرعا)
(لى فِي حماك مسارح ومطارح ... كم بت للغزلان فِيهِ أطارح)
ياقلب أما الْيَوْم طيبك نازح
(يَا عين عدرك فِي حَبِيبك وَاضح ... تسحى لفرقته دَمًا أَو أدمعا)
وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة نظم كثير فِي ديوَان شهير وَتُوفِّي ببندر المخافى نَهَار الْأَحَد سَابِع عشر الْمحرم سنة 1013 ثَلَاث عشرَة وَألف رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا وَالْمُؤمنِينَ آمِنين
ملحق البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لليمني الصنعاني.
حاتم بن أحمد بن موسى الأهدل الحسيني:
صوفي، فاضل، من أهل اليمن. رحل الى كثير من البلدان، وأقام في الحرمين. ثم توطن (المخا) وتوفي بها. له نظم جمع منه بعض أصحابه (ديوانا) حافلا منه مخطوطة في المتحف العراقي (رقم 1011) ونسخة بمكتبة العطاس، بدوعن (حضرموت) .
-الاعلام للزركلي-