زين بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد اللّه بن محمد المعروف بجمل الليل
صاحب المدينة المنورة في سنة ١٠٥٨ ه
أحد المشاهير بالكرم، و الباع الطويل في المعروف، ولد بمدينة روغة، و نشأ بها، و ربّاه جده السيد الكبير عقيل بن محمد باحسن، و ألزمه أحسن الطريقة، و صحب العلماء، وغاص معهم ثم رحل إلى تريم و أخذ عن جماعة، ثم ارتحل الى الديار الهندية، فدخل بندر سورت، و أخذ به عن شمس الشموس محمد بن عبد اللّه العيدروس، ثم حج في سنة ١٠١٠ ه، و عاد إلى تلك الديار.
ثم لما مات شيخه العيدروس اجتمع بالوزير الأشهر الملك عنبر، فقابله بالإكرام، و خظي عنده كثيرا، و أحبه بعض الوزراء، ثم رجع الى الحرمين، و صحب بهما جماعة، و أخذ عنه جماعة، و طابت له طيبة فاستوطنها، و دانت له أهاليها.
و كان حسن الأخلاق، معرضا عن الاكتراث بمظاهر الدنيا، حليما، إلى الغاية، و كان كثر البذل، عطوفا على الفقراء، و كان يتستر بالسّلف و الدين و لما سمع به بعض وزراء الهند.
أرسل له مركبا مشخونا لقضاء الدين الذي عليه، و وصل المركب بندر جدة، فكان في يوم وصوله، قد استوفى أجله، فتوفى، و كانت وفاته في ٦ ذي العقدة سنة ١٠٥٨ ه، و دفن بالبقيع بالقرب من قبة أهل البيت و لم يتضح لنا تاريخ توليته المدينة المنورة من خلال سياق الترجمة
تاريخ أمراء المدينة المنورة - عارف أحمد عبد الغني.
زين بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِجعْل اللَّيْل صَاحب الْمَدِينَة المنورة أحد الْمَشَاهِير بِالْكَرمِ والباع الطَّوِيل فِي الْمعرفَة وَالْيَقِين ولد بِمَدِينَة روغة وَنَشَأ بهَا ورباه جده السَّيِّد الْكَبِير عقيل بن مُحَمَّد باحسن وألزمه أحسن الطَّرِيقَة وَصَحب الْعلمَاء وغاص مَعَهم ثمَّ رَحل إِلَى تريم وَأخذ عَن جمَاعَة ثمَّ ارتحل إِلَى الديار الْهِنْدِيَّة فَدخل بندر سورت وَأخذ بِهِ عَن شمس الشموس مُحَمَّد ابْن عبد الله العيدروس ثمَّ حج سنة سبع عشرَة بعد الْألف وَعَاد إِلَى تِلْكَ الديار ثمَّ لما مَاتَ شَيْخه العيدروس اجْتمع هُوَ بالوزير الْأَشْهر الْملك عنبر فقابله بالاكرام وحظى عِنْده كثيرا وأحبه بعض الوزراء ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْحَرَمَيْنِ وَصَحب بهما جمَاعَة وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَطَابَتْ لَهُ طيبَة فاستوطنها ودانت لَهُ أهاليها وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق معرضًا عَن الاكتراث بمفاخر الدُّنْيَا حَلِيمًا إِلَى الْغَايَة أجمع أَصْحَابه أَنه لم يغْضب وَلَا دَعَا على أحد وَإِن تكلم فِيهِ بقدح أَو سبه وَمِمَّا يحْكى عَنهُ أَنه كَانَ عَادَته الِاغْتِسَال للصبح كل يَوْم من إبريق معد لذَلِك فاتفق أَنه كثر فِي بعض اللَّيَالِي مرق العشاق فطرحه غُلَامه فِي ذَلِك الإبريق فَلَمَّا أصبح نَاوَلَهُ الإبريق فاغتسل بِهِ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ الْغُلَام أَنا الَّذِي طرحته فِي الإبريق فَلم يغْضب وَلم يُعَاقب الْغُلَام وَكَانَ كثير الْبَذْل والولائم وَكَانَ لَا يتَمَيَّز بِشَيْء عَن ضيفانه ويساوي نَفسه بخدمه وَكَانَ كَثِيرُونَ يحْضرُون وليمته وَلَا يعْرفُونَ صورته وَإِذا اجْتمع الْفُقَرَاء تَحت دَاره قسم الطَّعَام عَلَيْهِم بِيَدِهِ وَلَا يُمكن من ذَلِك أحدا من عبيده وَمن تواضعه أَن جمَاعَة من مشايخه أذنوا لَهُ فِي التَّحْكِيم والالباس فَلم يفعل ذَلِك إِلَّا نَادرا وَبِالْجُمْلَةِ فقد عَمت بركته أهل عصره وَكَانَ مَعَ كَثْرَة مَا يُنْفِقهُ من الْأَمْوَال لَا يعرف لَهُ مَعْلُوم وَلَا جِهَة ظَاهِرَة فَكَانَ ينْفق من الْغَيْب وَكَانَ يتستر بالسلف وَالدّين وَلما سمع ذَلِك بعض وزراء الْهِنْد من محبيه أرسل لَهُ مركبا مشحوناً لقَضَاء الدّين الَّذِي عَلَيْهِ وَوصل الْمركب بندر جدة فَكَانَ فِي يَوْم وُصُوله قد استوفى أَجله فتوفى وَكَانَت وَفَاته فِي سادس ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَخمسين وَألف وَدفن بِالبَقِيعِ بِالْقربِ من قبه أهل الْبَيْت وقبره مَعْرُوف يزار رَحمَه الله تَعَالَى
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.