احْمَد بن الهادى الهارونى الهدوى
السَّيِّد السَّنَد الْعَلامَة الزَّاهِد الْمُعْتَمد احْمَد بن الهادى بن هَارُون الهدوى الْيُمْنَى كَانَ سيدا سريا ذكى الْقلب ثَابت الْجنان لَهُ فراسة صَادِقَة وَله فِي الْعَرَبيَّة مسكة حَسَنَة وَفِي الْفِقْه عرفان تَامّ واشتغل بِأُمُور الْإِسْلَام الْعَامَّة وَتَوَلَّى بِلَاد خولان ابْن عَامر وَسكن مَدِينَة حيدان من جِهَات صعدة وحف بِهِ الْعلمَاء الْأَعْيَان وَلم يدْخل فِي الْعَمَل الا بهم فَكَانَت سيرته وأعماله علوِيَّة وَتَوَلَّى للْإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه مُحَمَّد بن الْقَاسِم ولأخيه المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل اعمالا وَتوجه لغزو أهل نَجْرَان وجهادهم وَتَوَلَّى للمتوكل اسماعيل بِلَاد ذمار ولبث بهَا مُدَّة وَكَانَ لَا يعرف كنه من عِنْده من الْعلم لذكائه وَله كرامات كَثِيرَة وجاءه رجل لَهُ مقَام عَجِيب فِي الِاتِّصَال بعالم الْجِنّ فَقَالَ لَهُ ان بعض الْجِنّ توصى إِلَيْهِ أَنه إِذا صرع أحدا من الْمُسلمين كتب لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة ثَلَاث عشر مرّة قل هُوَ الله أحد ثمَّ يكْتب اسْمه احْمَد بن الهادى بن هرون وَكَانَ بَين المترجم لَهُ وَالْإِمَام الاواه مُحَمَّد بن المتَوَكل كَمَال الألفة وَمَات بِصَنْعَاء فِي سنة 1071 احدى وَسبعين وَألف ورثاه القاضى احْمَد بن صَالح بن أَبى الرِّجَال بقوله
(هَذَا الضريح الَّذِي فَوق الضراح سما ... وَحَازَ من بعد افلاك السَّمَاء سما)
(فِيهِ الْهمام ضِيَاء المبهمات وَمن ... للذّكر والغزو شقّ الحندس المبهما)
(مازال بِالْحَرْبِ والمحراب مشتغلا ... ان قيل مَا الَّذِي تهواه قَالَ هما)
(قد حَالف الْخط والخطي مدَّته ... مَا زَالَ ينشر فِيهِ الْعلم والعلما)
(عَلَيْهِ اسنى صَلَاة الله مَا حمدت ... مِنْهُ السمات وَمَا مزن السَّحَاب هما)
ملحق البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لليمني الصنعاني.