الشَّيْخ أَحْمد بن مَقْبُول الزيلعى التهامى
الشَّيْخ الْعَالم أَحْمد بن مَقْبُول الزيلعى التهامى صَاحب اللِّحْيَة مولده بوطنه ببندر اللِّحْيَة وَأخذ عَن كثير من العارفين وَمَات فِي ربيع
الأول سنة 1012 اثنتى عشرَة وَألف وقبر باللحية رَحمَه الله وإيانا وَالْمُؤمنِينَ آمين
ملحق البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لليمني الصنعاني.
الشَّيْخ أَحْمد السطيحة بن المقبول بن عبد الْغفار بن أبي بكر بن المقبول تعيش الصَّائِم رَمَضَان فِي المهد ابْن أبي بكر صَاحب الْخَال الْأَكْبَر بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن أبي الْأَوْلِيَاء سُلْطَان العارفين بِاللَّه أَحْمد بن عمر الزَّيْلَعِيّ صَاحب اللِّحْيَة الَّذِي قَالَ فِي شَأْنه الْوَلِيّ الْكَبِير أَبُو الْغَيْث بن جميل حِين زَارَهُ وتعاطى خدمته بِنَفسِهِ وَقد سَأَلَ تلامذته عَنهُ وَعَن سَبَب تعاضيه خدمته بِنَفسِهِ دون غَيره من أَتْبَاعه أَنه مَا على الله الْآن أكْرم مِنْهُ وَأَن لَهُ لِوَاء يعرف بِهِ يَوْم الْقِيَامَة وأكون أَنا وَأَنْتُم تَحت لوائه الإِمَام الْعقيلِيّ أحد أَوْلِيَاء الله تَعَالَى الْكِبَار الَّذين اشتهروا فِي سَائِر الأقطار فعمت بركاته وعظمت حالاته مولده اللِّحْيَة وَبهَا نَشأ وأقعد وَهُوَ صَغِير وَأخذ عَن أكَابِر الشُّيُوخ وَعنهُ أَخذ كثير من العارفين مِنْهُم الْخَتْم الإلهي أَحْمد بن مُحَمَّد القشاشي وَالْوَلِيّ الشهير مَقْبُول المحجب الزَّيْلَعِيّ وَغَيرهمَا وَمن كراماته أَن بعض السَّادة جَاءَهُ وَهُوَ مقْعد وَكَانَ يتَعَلَّم الْقُرْآن وَهُوَ صَغِير جدا فَقَالَ لَهُ فِي أُذُنه لما رأى الْأَطْفَال قَامُوا يتمشون ويلعبون بعد انفضاضهم من الْقِرَاءَة نقيمك يَا سطيحة تمشي مَعَهم فَقَالَ لَهُ مجيباً إِن أقمتنا أقعدناك فصاح وَخرج هَارِبا وَمِنْهَا أَنه قبل مَوته بأيام كَانَ يَقُول لزوجته إِذا مت فَلَا تصيحوا وَلَا تنوحوا عَليّ فَإِنِّي مُتَوَجّه من مَكَان إِلَى آخر وَهِي تَقول لَهُ وَكَانَت هِيَ أَيْضا من أَوْلِيَاء الله تَعَالَى مَا يُمكن نخالف عَادَة أهل بلدنا فَإِذا لم نَفْعل ذَلِك يعيبوننا وَيَقُولُونَ إِنَّك عندنَا ممتهن فَقَالَ لَهَا إِن كُنْتُم تَفْعَلُونَ ذَلِك تفتشون عَليّ مَا تجدوني فَلَمَّا مَاتَ ناحوا عَلَيْهِ وَبكوا فَلَمَّا جهزوه وَأتوا بِهِ إِلَى الْمَسْجِد للصَّلَاة عَلَيْهِ فَبَيْنَمَا هم ينتظرون إِمَام الْمَسْجِد ليُصَلِّي عَلَيْهِ جَاءَ بعض النَّاس ومسه ليتبرك بِبدنِهِ فَلَمَّا وضع يَده على السَّاتِر الَّذِي يضعونه فَوق التأبيت على الْمَيِّت لم يجده فِي التأبيت فَأخْبر النَّاس فضحوا وتحيروا وصاروا يفتشون عَلَيْهِ ويظنون أَنه سقط حَتَّى جَاءَ بعض أكَابِر السَّادة بني الزَّيْلَعِيّ فَأَمرهمْ أَن يقرؤا سُورَة يس أَرْبَعِينَ مرّة فَلَمَّا أتموها وجدوه مَكَانَهُ وَكَانَت وَفَاته نصف لَيْلَة الْأَحَد ثامن شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد الْألف باللحية وَدفن بِقرب تربة جده الْفَقِيه أَحْمد بن عمر الزَّيْلَعِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.