أَحْمد بن عبد الْملك بن سرداق أَبُو جَعْفَر من أهل المرية كَانَ من أذكياء الطّلبَة حسن الْخط سريعه مطبوع النادرة محدودب الظّهْر خَفِيف الرّوح كثير الدعابة قَالَ الشَّيْخ أَبُو البركات اعتضدت الشنشنة الْمَعْرُوفَة من الحدب فِيهِ بأمرين أَحدهمَا عدم الْأَصَالَة مَعَ لؤم المنشأ وَالثَّانِي حَظه من الْأَدَب فَكَانَ حَظّ الأديب من نادرته أَن يطبعها ويضعها فِي موضعهَا قَالَ لِسَان الدّين وانتقل أخيراً إِلَى بجاية ونال من رئيسها حظوة وَمن شعره
(أما هَوَاك بِلَا شكّ فيفنيني ... بذا جرى الحكم بَين الْكَاف وَالنُّون)
(يَا كَامِل الْحسن والعدوان شيمته ... لَا يكمل الْحسن إِلَّا بعد تَحْسِين)
(لَوْلَا هَوَاك الَّذِي أودى بقلبي مَا ... بَعدت فِي الْحبّ عَن حاء وَعَن سين)
(أدْرك حشاشة نفس فِيك فانية ... قد عوضت غَيرهَا فِي الذل بالهون)
(رام العواذل سلواني فَقلت لَهُم ... وَالْحب ينشرني والشوق يطويني)
(قَالُوا وَهل لَك فِي قبل من حَبِيبك قل ... قلت الخيال مَعَ الأسحار يَكْفِينِي)
(قَالُوا فَإِن لم تنم كَيفَ السَّبِيل لَهُ ... قلت التخيل والأفكار تغنيني)
(قَالُوا شفاؤك فِي السلوان عَنْك إِذا ... قلت السلو عَن السلوان يشفيني)
مَاتَ بيجاية سنة 721
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-