محمد بن بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة بن محمد بن حسن بن علي بن ادريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن سليمان بن علي ابن قتادة بن عبد الكريم بن موسى بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب الحسنيّ، المكيّ.
أمير الحجاز في جوالي سنة ٩٣١ ه- ٩٩٢ ه أميرا فعليا و فخريا
أبو نميّ. ولد سنة ٩١١ ه، و ولي سلطنة الحجاز بعد موت أبيه سنة ٩٣١ ه، و عمره إذ ذاك عشرون سنة، و كان ذا جد و اقبال، و سعد يستخدم به جميع الأحوال، و كان والده الشريف بركات يضع يده على ناصيته، و يقول: لم تزل الأكدار عليّ متوالية حتى ظهرت هذه الناصية، و قد أعزّ اللّه أبا نمي هذا، و رفع شأنه، و جعل له من الذكر و الصيت ما لم يكن لأحد من أسلافه و أبائه، شارك والده في ولاية مكة و عمره ثمان سنين، ثم أبقاه السلطان سليم (الأول العثماني على المشاركة إلى أن استقل بالامرة بعد موت أبيه، و جاءته السلطانية السليمانية (سليمان القانوني)، فخمدت بولايته نار الفتنة، و أبهج بمكة وجه الزمن، و لم يزل متمتعا بمكارم الشيم، و دانت له رقاب الأمم
و أخباره مطوله و مفصلة، و ظل أميرا على الحجاز حتى سنة ٩٣٤ ه حيث طلب من السلطان تفويض الأمر لابنه الشريف حسن بن مجمد بن بركات، و أراد هو العكوف على العبادة، فجاء الأمر بالتفويض لابنه حيث فوّض إليه أمر مكة و جدّة و المدينة و ينبع و خيبر و حلي ... و عكف على العبادة و اجتناء العلوم، و كان جامعا لأشتات الفضائل، و له النثر الرائق، و الشعر الرائق، و استمر إلى أن توفي ابنه الشريف حسن سنة ٩٨٥ ه، فحزن عليه حزنا شديدا، و توفي بدوره الشريف محمد هذا في سنة ٩٩٢ ه و كان عمره ثمانين سنة و شهرا و يوما، و مدة ولايته منفردا و مشاركا لولديه ثلاث و سبعون سنة
و قد ورد أن السلطان بمصر كان في غاية الرضى على الشريف محمد بن بركات:
في سنة ٨٩٢ ه وصل الى مكة عنقاء بن وبير، و الشريف درّاج صاحب ينبع ..
وزاروا الشريف محمد. و سبب قدومهم أنهم زاروا السلطان في مصر، و طلبوا منه بعض الطلبات، فردّ عليهم السلطان بأن يروحوا للشريف محمد، فالسلطان لا يعرف أحدا غيره و هذه ثقة عالية بشريف الحجاز من قبل سلطان مصر.
و في ربيع الأول سنة ٩٩٢ ه، جاءت الأخبار من مكة بوفاة السيد الشريف الحسيب محمد بن بركات أمير مكة، و كان رئيسا حشما في سعة المال، كفؤا لإمرة مكة، و كان لا بأس به
و قد ترجم له صاحب: أمراء مكة في العهد العثماني:
كان أبو نمي اداريا، و ذو رأي سديد، و في الوقت نفسه محاربا جسورا، و كانت الدولة العثمانية قد أمنت جانب منطقة الحجاز خلال فترة امارته الطويلة على مكة المكرمة، و في عهد امارته أنزل البرتغاليون قوة في سنة ٩٤٨ ه- ١٥٤٢ م احتلت قلعة جدّة، إلّا أن مجيء الشريف أبو نمي على رأس القوة البدوية التي جمعها، و حمية والي جدّة، و دفاعه الشديد عن المدينة أجبر البرتغاليين على الانسحاب، و لقاء موقف الشريف هذا خصصت له نصف ايرادات جمرك جدّة و في سنة ٩٥٨ ه- ١٥٥١ م عزل عن امارة مكة و الحجاز بسبب خلاف بينه و بين أمير الحاج محمود باشا و تم تعيين (زاير بن محرم) إلّا أنّ أبو نمي رفض العزل و تمرد كما انتفض البدو عند سماعهم نبأ عزله، و قاموا بنهب قوافل الحج ... و بناء على طلب أهالي مكة أعيد مجددا إلى امارة مكة المكرمة بموجب فرمان مؤرخ في ٩٥٩ ه- ١٥٥١ م- ١٥٥٢.
تاريخ أمراء المدينة المنورة - عارف أحمد عبد الغني