أيبك بن عبد الله الصالحي النجمي عز الدين التركماني
الملك المعز التركماني
تاريخ الولادة | 596 هـ |
تاريخ الوفاة | 656 هـ |
العمر | 60 سنة |
مكان الوفاة | مصر - مصر |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أيبك بن عبد الله الصالحي النجمي، عز الدين التركماني:
أول سلاطين المماليك البحرية في مصر والشام. كان مملوكا للصالح نجم الدين أيوب، وأعتقه فصار في جملة الأمراء عنده. وجعل مقدما للعساكر بعد مقتل الملك المعظم تورانشاه وقيام زوجة أبيه شجرة الدر بالأمر، وتزوج بشجرة الدر، فنزلت له عن الملك، وتولاه بمصر سنة 648 هـ وتلقب بالملك المعز. وانتظم أمره إلى أن علمت شجرة الدر بأنه خطب بنت الملك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، فتغيرت عليه. فبينما كان في الحمام جاءه خمسة من خدامها فقتلوه خنقا. وكان شجاعا حازما. له وقائع مع الإفرنج. يؤخذ عليه - كما يقول المقريزي - أنه قتل خلقاُ كثيرا (ليوقع في القلوب مهابته) وأحدث مظالم ومصادرات عمل بها من بعده .
-الاعلام للزركلي-
أيبك التركمان يالصالحي النجمي التركي الملك المعز، أول ملوك الترك بالديار المصرية، و قد نظم بعضهم من مسّه الرق من ملوك الأتراك فى أبيات مواليا؛ و هى:
أيبك، قطز العهد، بيبرس ذو الأكمال* * * بعد، و قلاوون بعد، و كتبغا المفضال
لاچين، بيبرس، برقوق، شيخ ذو الأفضال* * * ططر، برسباى، جقمق ذو العلا، أينال
و خشقدم، بعد قل بلباى ذو الأحوال* * * تمر بغا، قايتبيه العمل ذو الإقبال
و هذه الأبيات مفيدة، لأن كثيرا من فقهائنا و علمائنا نصبوا على عدم صحة أوقاف الملوك الأتراك، معللين ذلك بأنهم أرقّاء لبيت المال، و ما وقفوه من أموال بيت المال، و يجعلون ذلك وسيلة إلى جواز تناول من يكون مقيما بمصر مثلا من أحوال الحرمين الموقوفة عليهم من الملوك الأتراك، و الإطلاق فى ذلك خطأ؛ فإن بعضهم لم يمسّه الرق و هو من عند المنظومين فى الأبيات، فليتنبه لذلك.
و أيبك المذكور كان من مماليك الصالح أيوب الأيوبى؛ اشتراه فى حياة والده الكامل، و جعله جاشنكيرا ، فلهذا تسلطن فى يوم السبت آخر شهر ربيع الأول سنة ثمان و أربعين و ستمائة؛ بعد خلع شجرة الدر نفسها، و أجمع على سلطنته الأمراء من غير كره، و ركب بشعار السلطنة، و حملت الغاشية بين يديه (و تم أمره) ثم إن المماليك الصالحية و الأمراء البحرية اتفقوا على واحد من بنى أيوب يسلطنون له و يجتمعون عليه، و كان القائم بهذا الأمر فارس الدين أقطاى الجمدار و بيبرس البندقدارى و بلباى الرشيدى و سنقر الرومى، فأقاموا مظفر الدين موسى بن الناصر يوسف بن الملك المسعود بن الكامل بن العادل بن أيوب، و لقبوه بالملك الأشرف، و كان عنده جماعة، فأحضروه، و كان عمره إذ ذاك نحو عشر سنين، و لم يعزل المعز عن السلطنة، بل صار معه أتابكا، و خطب لهما على المنابر معا، و كانت هذه الحركة بعد سلطنة المعز أيبك بخمسة أيام، و استمر شريكا للصبى إلى أن مهد أموره، و قويت شوكته، و صفى له الوقت، فعزل الصبى، و استقل بعد أمور حصلت و وقائع، إلى أن قتلته زوجته شجرة الدر فى يوم الثلاثاء ثالث عشر ربيع الأول سنة خمس و خمسين و ستمائة.
- الأرج المسكي في التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء/ علي بن عبد القادر الطبري -.
الملك المعز عز الدين أيبك بن عبد الله الصالحي النجمي التركماني، أول ملوك الأتراك بمصر، المتوفى بها في ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمائة، وله ستون سنة. كان من مماليك الصالح نجم الدين أيوب فجعله جاشنكيراً واستمر إلى أن قتل توران شاه وملكت أمه شجرة الدر، ثم خلعت نفسها، فاتفق الأعيان على سلطنته فبايعوه في آخر ربيع الأول سنة 648 وهو من أوسطهم لأنه كان معروفاً بالديانة والصلاح والكرم، فتم أمره، ثم أقاموا مظفر الدين موسى من بني أيوب ولقبوه الأشرف وعمره نحو عشر سنين، فصار المعز معه كأتابك وخطب لهما معاً، ثم لما خرج الناصر يوسف صاحب الشام بإشارة الأمير شمس الدين لؤلؤ وانهزم المصريون معه ساق المعز إلى الشام وضرب عنق لؤلؤ، ثم كسر الناصر وعاد إلى القاهرة، فعظم أمره واصطلحا على أن تكون دمشق للناصر ورفع المخالف وخلع الأشرف واستقل بالملك وتزوج شجرة الدر، فعملت عليه من يقتله من الخدام فقتلوه في الحمام وملك بعده ولده المنصور علي وعمره نحو خمس عشرة سنة، وكانت مدته سبع سنين. ذكره المؤرخون.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
المعز
السُّلطَانُ الملكُ المُعِزُّ عِزُّ الدُّنْيَا وَالدِّيْنِ أَيْبَكُ التركماني، الصالحي، الجاشنكير، صاحب مصر.
لَمَّا قَتلُوا المُعَظَّم، وَخطبُوا لأُمِّ خَلِيْل أَيَّاماً، وَكَانَتْ تُعَلِّم عَلَى المنَاشير، وَتَأْمُر وَتَنْهَى، وَيُخطَبُ لها بالسلطنة.
وكان المعز أكبر الصالحة، وكان دينًا، وعاقلًا، سَاكِناً، كَرِيْماً، تَارِكاً لِلشرب. مَلَّكوهُ فِي أَواخِرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَتَزَوَّجَ بِأُمِّ خَلِيْلٍ، فَأَنِفَ مِنْ سَلطَنَتِه جَمَاعَةٌ، فَأَقَامُوا فِي الاسْم الملك الأشرف موسى ابن النَّاصِرِ يُوْسُفَ ابْنِ المَسْعُوْدِ أَطسزَ ابْنِ السُّلْطَانِ الملكِ الكَامِلِ وَلَهُ عشر سِنِيْنَ، وَذَلِكَ بَعْد خَمْسَة أَيَّام، فَكَانَ التَّوقيع يَبرزُ وَصُوْرتُه: رُسِمَ بِالأَمْرِ العَالِي السُّلطَانِي الأَشْرَفِيِّ وَالمَلِكِيِّ المُعِزِّيِّ. وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ وَالأُمُوْر بِيَدِ المُعِزِّ، وَكَاتَبَ عِدَّةٌ المُغِيْثَ الَّذِي بِالكَرَكِ، وَأَخَذُوا فِي الخُطبَة لَهُ، فَقَالَ المُعِزّ: نَادُوا أَنَّ الدِّيَار المِصْرِيَّة لِمَوْلاَنَا المُسْتَعْصِمِ بِاللهِ، وَأَنَّ المَلِكَ المُعِزَّ نَائِبُهُ، ثُمَّ جُدِّدَتِ الأَيْمَانُ، وَفَاجَأَهُم صَاحِبُ الشَّام الْملك النَّاصِرُ الحَلَبِيّ، فَالتَقَوا، وَكَادَ النَّاصِر أَنْ يَملِكَ، فَتنَاختِ الصَّالِحيَّةُ، وَحَمَلُوا فَكَسَرُوهُ، وَذَبَحُوا نَائِبَه لُؤْلُؤاً وَجَمَاعَةً.
وَكَانَ فِي المُعِزِّ تَؤُدَةٌ وَمُدَارَاةٌ، بَنَى مَدْرَسَةً كَبِيْرَة، ثم إنه خطب ابنة بَدْرِ الدِّيْنِ صَاحِبِ المَوْصِلِ، فَغَارتْ أُمُّ خَلِيْلٍ فَقَتَلَتْهُ فِي حَمَّامٍ، وَثَبَ عَلَيْهِ سَنْجَرُ الجوجرِي وَخدَّام، فَأَمسكُوا عَلَى بيضِهِ فَتَلِفَ، وَقُطعتْ هِيَ نِصْفَيْنِ، وَقِيْلَ: بَلْ خُنِقَت وَلَمْ تُوسط، وَرُمِيت مَهتُوكَةً، وَصُلِب الجوجرِي وَالخدَام وَمَلَّكُوا وَلده الْملك المَنْصُوْر عَلِيَّ بنَ أَيْبَكَ وَلَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَصَيَّرُوا أَتَابَكَهُ عَلَمَ الدِّيْنِ الحَلَبِيَّ.
عَاشَ المعز نيفًا وخمسين، سنة وَقُتِلَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.
وَكَانَتْ شَجَرُ الدُّرِّ أُمُّ خَلِيْلٍ أُمَّ وَلَدٍ لِلصَّالِحِ ذَاتُ حُسنٍ وَظَرْفٍ وَدَهَاء وَعَقْلٍ، وَنَالت مِنَ العِزِّ وَالجَاهِ مَا لَمْ تَنَلْه امْرَأَةٌ فِي عَصرهَا، وَكَانَ مَمَالِيْك الصَّالِح يَخضعُوْنَ لَهَا وَيَرَوْنَ لَهَا، فَملَّكُوهَا بَعْد قَتْلِ المُعَظَّمِ أَزْيَدَ مِنْ شَهْرَيْنِ، وَكَانَ المُعِزُّ لاَ يقطع أمرًا دونها ولها عليه صولة، كانت جرِيئَةً وَقِحَةً قَتَلَت وَزِيْرَهَا الأَسْعَدَ وَقَدْ وَلَدَت بِالكَرَكِ مِنَ الصَّالِحِ خَلِيْلاً، فَمَاتَ صَغِيراً، وَكَانَ الصَّالِحُ يُحبُّهَا كَثِيْراً، وَكَانَتْ تَحْتجِرُ عَلَى المُعِزِّ فَأَنِفَ مِنْ ذَلِكَ. قِيْلَ: لَمَّا تَيقَّنَتِ الهَلاَكَ، أَخَذَتْ جَوَاهرَ مُثمَّنَةً وَدَقَّتْهَا فِي الهَاونِ.
وَلَمَّا قَتلُوا الفَارِسَ أَقطَاياً، تَمَكَّنَ المُعِزُّ، وَاسْتقَلَّ بِالسَّلطنَةِ، وعزل الملك الأشرف، وأبطل ذكره، وبعث به إِلَى عَمَّاتِه القُطبِيَّاتِ، وَدَافَعَ مَمَالِيْكُ الصَّالِحِ عَنْ شَجَرِ الدُّرِّ، فَلَمْ تُقتَلْ إلَّا بَعْدَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ يَوْماً، فَقُتِلَتْ وَرُمِيتْ مَهتُوكَةً. وَقِيْلَ: خُطِبَ لَهَا ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ، وَكَانَ المَنْصُوْرُ وَأُمُّه يُحرِّضَانِ عَلَى قَتلِهَا، فَقُتِلتْ فِي حَادِي عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخِرِ، بَعْد مَقْتَلِ المُعِزِّ بِدُوْنِ الشَّهْرِ، وَدُفِنتْ بتربتها، بقرب قبر السيد نفيسة. وقيل: إنها أودعت أَمْوَالاً كَثِيْرَةً فَذَهَبت. وَكَانَتْ حَسَنَةَ السِّيْرَةِ، لَكِن هَلَكتْ بِالغِيرَةِ، وَكَانَ الخُطَبَاءُ يَقُوْلُوْنَ: وَاحفَظِ اللَّهُمَّ الحُرمَةَ الصَّالِحَةَ مَلِكَةَ المُسْلِمِيْنَ عِصْمَةَ الدُّنْيَا وَالدِّيْنِ أُمَّ خَلِيْلٍ المُسْتَعْصِمِيَّةَ صَاحِبَةَ السُّلْطَانِ الملكِ الصَّالِحِ.
وَأَمَّا المَنْصُوْرُ عَلِيٌّ فَعُزلَ وَتَمَلَّكَ قُطزُ الَّذِي كسر التتار، فبعث بعلي وبأخيه قليج إلى بِلاَد الأَشكرِي، فَحَدَّثَنِي سَيْف الدِّيْنِ قليج هَذَا أَنْ أَخَاهُ تَنصَّرَ بِقُسْطَنْطِيْنِيَّةَ وَتَزَوَّجَ وَجَاءته أَوْلاَدٌ نَصَارَى، وَعَاشَ إِلَى نَحْوِ سَنَةِ سَبْعِ مائَةٍ، وسمي نفسه ميخائيل.
قلت: نعوذ باله مِنَ الشَّقَاءِ، فَهَذَا بَعْدَ سَلْطَنَةِ مِصْرَ كَفَرَ وتعثر.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.