أَحْمد بن عبد الحميد بن عَليّ بن دَاوُد الْهُذلِيّ الصعيدي ثمَّ الأرمني سراج الدّين ولد بأرمنت من صَعِيد مصر الْأَعْلَى سنة 644 عَلامَة الْعلمَاء وَارِث الْأَنْبِيَاء آخر الْمُجْتَهدين أوحد عُلَمَاء الدّين شيخ الْإِسْلَام حجَّة الْأَعْلَام قدوة الْأَنَام برهَان المتعلمين قامع المبتدعين سيف المناظرين بَحر الْعُلُوم كنز المستفيدين ترجمان الْقُرْآن أعجوبة الزَّمَان فريد الْعَصْر والأوان تَقِيّ الدّين إِمَام الْمُسلمين حجَّة الله على الْعَالمين اللَّاحِق بالصالحين والمشبه بالماضين مفتي الْفرق نَاصِر الْحق عَلامَة الْهدى عُمْدَة الْحفاظ فَارس الْمعَانِي والألفاظ ركن الشَّرِيعَة ذُو الْفُنُون البديعة أَبُو الْعَبَّاس ابْن تَيْمِية وقرأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين مُحدث حلب قَالَ اجْتمعت بالشيخ شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ سنة 79 لما أردْت الرحلة إِلَى دمشق فَكتب لي كتبا إِلَى الياسوفي والحسباني وَابْن الجابي وَابْن مَكْتُوم وَجَمَاعَة الشَّافِعِيَّة إِذْ ذَاك فَحصل لي بذلك مِنْهُم تَعْظِيم وَذكر لي فِي ذَلِك الْمجْلس الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر شَيْئا من كراماته وَذكر أَنه حضر جنَازَته وَأَن النَّاس خَرجُوا من الْجَامِع من كل بَاب وَخرجت من بَاب الْبَرِيد فَوَقَعت سرموزتي فَلم أستطع أَن أستعيدها وصرت أَمْشِي على صُدُور النَّاس ثمَّ لما فَرغْنَا وَرجعت لقِيت السرموزة وَذَلِكَ من بركَة الشَّيْخ رَحمَه الله واشتغل بقوص فَأخذ عَن الشَّيْخ مجد الدّين الْقشيرِي وَأذن لَهُ فِي الْفَتْوَى ثمَّ قدم مصر فَأخذ عَن علمائها وَأعَاد بمدرسة زين التُّجَّار وَسمع من ... وصنف التصانيف مِنْهَا الْمسَائِل المهمة فِي اخْتِلَاف الْأَئِمَّة وَمِنْهَا كتاب الْجمع وَالْفرق وباشر قَضَاء قوص وَغَيرهَا وَكَانَ مشكور السِّيرَة قَالَ الأسنوي كَانَ فِي الْفِقْه إِمَامًا مَعَ فَضِيلَة تَامَّة فِي الْأُصُول والنحو وَغير ذَلِك وَعمر إِلَى أَن لم يبْق بِمصْر فِي الْفَتْوَى أقدم مِنْهُ وَكَانَ حسن المحاضرة يحسن الْأَدَب ونظم الشّعْر وَأقَام بقوص إِلَى أَن لسعه ثعبان بِظَاهِر قوص فَمَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 725
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-