أمين بن فارس بن أنطون بن يوسف بن عبد الأحد البجّاني، المعروف بالريحاني:
كاتب خطيب، يعد من المؤرخين. ولد بالفريكة (من قرى لبنان) وتعلم في مدرسة ابتدائية، ورحل إلى أميركا، وهو في الحادية عشرة، مع عم له. ثم لحق بهما أبوه فارس. فاشتغلوا بالتجارة في نيويورك، وأولع أمين بالتمثيل، فلحق بفرقة جال معها في عدة ولايات. ودخل في كلية الحقوق، ولم يستمرّ. وعاد إلى لبنان سنة 1898 م، فدرس شيئا من قواعد العربية وحفظ كثيرا من لزوميات المعري.
وتردّد بين بلاد الشام وأميركا ثماني مرات في خمسين عاما (1888 - 1938 م) وزار نجدا والحجاز واليمن والعراق ومصر وفلسطين والمغرب والأندلس ولندن وباريز، وكتب وخطب بالعربية والإنكليزية، واختاره معهد الدراسات العربية في المغرب الإسباني رئيس شرف، كما انتخبه المجمع العلمي العربيّ عضوا مراسلا (سنة 1921 م) ومات في قريته التي ولد بها.
وكان يقال له فيلسوف الفريكة. ونسبة جدّه عبد الأحد البجّاني إلى قرية بجّة (في بلاد جبيل، بلبنان) والريحاني نسبة إلى الريحان (النبات المعروف) من كتبه (الريحانيات - ط) أربعة أجزاء، مقالاته وخطبه، و (ملوك العرب - ط) جزان، و (تاريخ نجد الحديث - ط) و (فيصل الأول - ط) و (قلب العراق - ط) و (المغرب الاقصى - ط) و (الثورة الفرنسية - ط) و (النكبات - ط) و (التطرف والإصلاح - ط) و (زنبقة الغور - ط) و (خارج الحريم - ط) وله بالإنكليزية (الرباعيات ل أبي العلاء - ط) و (اللزوميات للمعري - ط) و (تحدّر البلشفية - ط) و (أنشودة المتصوفين - ط) و (مسالك النفس - ط) و (ابن سعود ونجد - ط) و (حول الشواطئ العربية - ط) و (بلاد اليمن - ط) و (خالد - ط) قصة. ولروفائيل بطي (أمين الريحاني في العراق - ط) ولجرجي نقولا باز (ذكرى الريحاني - ط) .
-الاعلام للزركلي-
أمين الريحاني
(1876 ـ 1940م)
مولده ونشأته: هو أحد زعماء الحركة الفكرية ودعائم النهضة الأدبية في البلاد العربية، وقد دعته الصحف العربية بفيلسوف الفريكة، نسبة إلى مسقط رأسه.
ولد الريحاني في قرية الفريكة (لبنان) في 24 تشرين الثاني سنة 1876م، وتلقى دروسه الابتدائية في مدرسة قريته، وكان المعلم فيها المرحوم نعوم مكرزل.
هجرته: هاجر المترجم مع عمه إلى الولايات المتحدة، وعاش في نيويورك أربع سنوات لم تعرف عائلته عنه شيئاً سوى ما يطمئنها عن صحته، وبعد ذلك لحق به أبواه حيث أسس والده محلًّا تجاريًّا عهد إلى أمين بتدقيق حساباته ومساعدته في البيع، وبالرغم من عمله في النهار فقد داوم على مدرسة ليلية وتعلم فيها الإنكليزية، وكان ينتهز الفراغ فيطالع أحياناً في زاوية المحل، فيؤنبه والده وينصحه بالانتباه إلى العمل، وكم سخر منه قائلًا: إنه لا يريده أن يكون فيلسوفاً.
ورغم كل ذلك فإنه كان لا يحب التجارة، وأخذ يكثر من قراءة مؤلفات شكسبير وغيره، ثم دخل مدرسة الحقوق مدة سنة وغادرها إلى البيت ليخبر والده أنه لا يرغب في مواصلة دراسة الشريعة، فكان في حياته لا يستقر على حال، إلى أن بدأ في الكتابة فوجد ضالته المنشودة، ومشى يتغلغل في ميدان الأدب، وكانت معرفته الأولى بالعرب بواسطة اللغة الإنكليزية.
عودته إلى الوطن: وعز على هذا العبقري أن تنحصر مواهبه في آداب اللغات الغربية، فعاد إلى وطنه ليتعلم لغة أجداده، وكانت تلك بداية أسفاره المتواصلة بين وطنه وبين الولايات المتحدة، وأطال الإقامة في بعضها، وكان يحب الفنون، وقد مارس التمثيل زمناً وأجاد فيه.
رحلاته: لقد كان الريحاني أحد الرحالين العرب الحديثين، فقد زار المكسيك هرباً من شتاء نيويورك، ولكن رحلاته المشهورة كانت في بلاد الشرق العربي، فقد زار مصر والحجاز واليمن ونجداً وساحل الخليج الفارسي والعراق وغيرها، وألف فيها وفي ملوكها الكتب الكثيرة، ولقي من الحفاوة والتقدير ما هو جدير بمواهبه وعبقريته.
وكان يكتب بالإنكليزية كما يكتب بالعربية، وله مقالات قيمة نشرها في أمهات الجرائد الأمريكية، وكتب نفيسة، وقد عرَّف فيها العالم الغربي الجديد منه والقديم بالعالم العربي ومكارمه وفلسفته، فكان له فضل كبير في نشر الثقافة العربية الحديثة وبث روحها بين أبناء العروبة.
آثاره العلمية: وفي سنة 1904م رجعت عائلة الريحاني من نيويورك إلى الوطن بعد وفاة عميدها، وأقام الريحاني متنسكاً في الفريكة ست سنوات بدأ خلالها بتأليف (الريحانيات) وكتاب خالد، ثم مضى يتنقل بين الفريكة ونيويورك طيلة حياته، وخلف مؤلفات أشهرها باللغة العربية:
1 ـ موجز تاريخ الثورة الفرنسية.
2 ـ المحالفة الثلاثية.
3 ـ الريحانيات في أربعة أجزاء.
4 ـ زنبقة الغور.
5 ـ المكاري والكاهن.
6 ـ ملوك العرب وهو جزءان.
7 ـ خارج الحريم، أو جهان.
8 ـ النكبات.
9 ـ تاريخ نجد الحديث.
10 ـ أنتم الشعراء.
11 ـ فيصل الأول.
12 ـ التطرف والإصلاح.
13 ـ قلب العراق.
14 ـ قلب لبنان.
15 ـ وفاء الزمن.
أمـا المؤلفـات التـي لـم تطبـع بعـد فهي:
16 ـ المغرب الأقصى، جزءان.
17 ـ سـجل التوبـة.
18 ـ الريحانيـات الخامس والسـادس والسابـع والثامـن.
19 ـ رسائـل أمين الريحاني.
20 ـ العراق.
21 ـ دروس في ألف ليلة وليلة.
وله تآليف باللغة الإنكليزية، وهي:
22 ـ رباعيات أبي العلاء المعري.
23 ـ المر واللبان.
24 ـ خالد.
25 ـ أنشودة الصوفيين.
26 ـ ابن سعود ونجد.
27 ـ حول الشواطئ العربية.
28 ـ بلاد اليمن.
أما كتاب النكبات فإنه لم يغفل عن هفوة من هفوات المسلمين وملوكهم منذ بدء ظهورهم إلا أبداها مجسمة، على أن الأب لامنس اليسوعي نقد كتابه بصورة جارحة تدعو إلى زيادة النقاش بين العناصر الإسلامية والمسيحية، وقد ردَّ العلامة المرحوم الشيخ عبد القادر المغربي على الأب لامنس في هذا الموضوع الشائك.
كان شغوفاً بالطبيعة ومظاهرها الخلابة، وللقمر تأثير في نفسيته، وبالرغم من كل ما كان يتمتع به من البذخ والإسراف واللهو في نيويورك ما كانت هذه لترضيه فتأسره عن الرجوع إلى الفريكة، وما كانت قريته لتشبع منه هواية الأدب والفن والمدنية فتلهيه عن نيويورك التي أصبحت فيما بعد بغيضة إليه، وقد ربطه الحب وتقاسم قلبه وعقله فشطر حياته إلى شطرين جعل منه رحالة تستهويه الأسفار، إلى أن قام برحلته العربية الفريدة التي وضع على إثرها كتابه (ملوك العرب).
وفاته: وفي 13 أيلول سنة 1940م انتقل إلى عالم الخلود في الفريكة.
أعلام الأدب والفن، تأليف أدهم آل الجندي الجزء الثاني – ص 384 -385.