أحمد بن أبي بكر النسفي الخزرجي
أبو العباس قعود
تاريخ الوفاة | 1007 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبو العباس أحمد بن أبي بكر النسفي الخزرجي: الشهير بقعود من أعيان مصر فضلاً وأدباً، الإِمام العالم الماهر في كثير من الفنون الناظم الناثر. أخذ عن الناصر اللقاني ومن في طبقته وعنه ابنه أبو بكر والشهاب الخفاجي وذكره في كتابه وأثنى عليه. كان له النظم الجيد والنثر الحسن. من تآليفه منظومة في النحو ومنظومة في الزحاف وتذكرة جمع فيها من لقيه من الشيوخ ومن عاصره وكثيراً من نظمه البديع. توفي سنة 1007 هـ[1598م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف.
أَحْمد بن أبي بكر النَّسَفِيّ الخزرجي الْمَالِكِي الشهير بقعود الإِمَام البارع الْكَبِير الماهر فِي كثير أَنا الْفُنُون كَانَ أحد الْعلمَاء الْمَشَاهِير بِمصْر حسن النّظم والنثر أَخذ عَن النَّجْم الغيطي والناصر اللَّقَّانِيّ وَمن فِي طبقتهما وَألف مؤلفات كَثِيرَة نظماً ونثراً مِنْهَا منظومة فِي النَّحْو ومنظومة فِي الزخافات والعلل العروضية وَتَذْكِرَة جمع فِيهَا من لقِيه من الشُّيُوخ وَمن عاصره وَكَثِيرًا من نظمه البديع وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الْعلمَاء وانتفعوا بِهِ مِنْهُم وَلَده أَبُو بكر والشهاب أَحْمد الخفاجي وَذكره فِي كِتَابه فَقَالَ فِي وَصفه بليغ سحب ذيل بلاغته على سحبان وَروض أدب فِي كل ورقة خطها بُسْتَان أَلْفَاظه أرق من دمع السَّحَاب وأطرب من كأس يضْحك بالحباب سطور شعره قضب عَلَيْهَا من قوافيه حمام وعصره وَأَن تَأَخّر لمدام الْأَدَب مسك ختام أَن ورى فالكلمات النباتية لحيائها ذَات توارى أوزف أبكار أفكاره فالكنس لشبها جواري وَهُوَ من أَعْيَان مر فضلا وأدبا وَمِمَّنْ مَال لرقته كل نسيم وصبا وَله مَكَارِم أَخْلَاق تُؤثر مآثر الْجُود فِي الْآفَاق كَمَا قَالَ فِيهِ تِلْمِيذه يحى الْأصيلِيّ
(لله در شهَاب الدّين مرتقيا ... فِي الْجُود وَالنّسب السَّامِي على السّلف) (من رام سعى تقى أَو منتقى نسب ... قَالَت فضائله فِي ذَا وَذَا ستفي)
وَمَعَ كَون طبعه يهزأ بالشمال والشمول أَدْرَكته حِرْفَة الْأَدَب فاعتكف فِي زَوَايَا الخمول وَمن شعره قَوْله
(يَا صَاحِبي اتركا معنى ... أَو فاعذلاه وعارضاه) (فاتطيقان رشد غاو ... بِمَا يلاقي وعي رِضَاهُ)
(سبي حشاه وَالْعقل مِنْهُ ... عينا غزال وعارضاه) (يَا جمع من صيروا التصابي ... فِي الْحسن عارا بالعارضا هوا)
وَقَوله (لي حبيب من هِجْرَة زَاد كسْرَى ... وسلوى هَوَاهُ أقبح ذَنْب) (جَاءَنِي دَاعيا وَقَالَ ائْتِ إِنِّي ... أولم الْيَوْم قلت قلب الْمُحب)
وَقَوله من قصيدة
(تفت فُؤَادك الْأَيَّام فتا ... وتنحت جسمك السَّاعَات نحتا) (وتدعوك الْمنون دُعَاء صدق ... أَلا يَا صَاح أَنْت أُرِيد أنتا)
وَمِنْهَا فِي الْعلم (وكنز لَا تخَاف عَلَيْهِ نهبا ... خَفِيف الْحمل يُوجد حَيْثُ كنتا) (ستجني من ثمار الْجَهْل شوكا ... وتصغر فِي الْعُيُون وَإِن كبرتا)
وَقَوله (هم بابنة البن فقد ودها ... للطفهارب الحجى والدها) (مذ سادت العنبر لونا شدا ... لَا تدعني إِلَّا بيا عَبدهَا)
وللقيراطي مضمنا
(فِي خد من أحببته شامة ... مَا الند فِي نكهته ندها) (والعنبر ارطب غَدا قَائِلا ... لَا تدعني إِلَّا بياعبدها)
وَهُوَ تضمين لقَوْل الشَّاعِر
(لَا تدعني إِلَّا بياعبدها ... فَإِنَّهُ أشرف أسمائي)
يُشِير إِلَى شرف مقَام الْعُبُودِيَّة وَلذَا قَالَ سُبْحَانَهُ {سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ} وَمثله قَول الآخر
(وَمِمَّا زادني شرفا وتيها ... وكدت باخمصي أَطَأ الثريا)
(دخولى تَحت قولاك ياعبادي ... وجعلك خير خلقك لي نَبيا)
انْتهى مَا أوردهُ لَهُ وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سبع بعد الْألف وَسبب شهرته بقعود أَنه حج صُحْبَة الْأُسْتَاذ مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْبكْرِيّ فأركبه الشَّيْخ قعُودا كَانَ هُوَ يركبه لأجل الْمَنَام فِي الطَّرِيق فاتفق لما وصلا إِلَى الْمَدِينَة بعد تَمام الْحَج أَن الْجمال جاءها وأخبرهما أَن الْقعُود مَاتَ فَاغْتَمَّ صَاحب التَّرْجَمَة حِينَئِذٍ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ لَا تغتم نركبك أحسن مِنْهُ فَلم يفده فَذهب وَهُوَ متغير الْحَال إِلَى النَّبِي وَذكر ذَلِك تجاه الضريح وَإِذا بالجمال رَجَعَ مُتَعَجِّبا إِلَى الشَّيْخ يُخبرهُ أَن الْقعُود حَيّ فاشتهر من ذَلِك الْخَبَر بقعود هَكَذَا رَأَيْته بِخَط بعض المصريين.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.