محمد بن الحسن بن سليمان أبي جعفر الزوزني
الزوزني البحاث
تاريخ الوفاة | 370 هـ |
مكان الوفاة | بخارى - أوزبكستان |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن الْحسن بن سُلَيْمَان أَبِي جَعْفَر الزوزني البحاث أحد الْفُقَهَاء المبرزين قُضَاة الْمُسلمين
تولى الْقَضَاء بنواحى خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر
وَسَماهُ الْحَاكِم فى تَارِيخ نيسابور مُحَمَّد بن على بن عبد الله وَالصَّوَاب مَا أوردناه
وَلم يزدْ شَيخنَا الذهبى على أَن قَالَ مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو جَعْفَر الْفَقِيه الشافعى لَهُ تَرْجَمَة طَوِيلَة عِنْد ابْن الصّلاح انْتهى
وَهَذَا القاضى كَانَ من أساطين الْعلم وَكَانَ من أَقْرَان الأودنى وَكَانَ يكون بَينهمَا من المنافرة فى المناظرة مَا يكون بَين الأقران
وَذكر أَن مصنفاته فى التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وأنواع الْأَدَب تربو على الْمِائَة
وَقدم أَبُو جَعْفَر البحاث على الصاحب بن عباد فارتضى تصرفه فى الْعلم وتفننه فى أَنْوَاع الْفضل وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء على شَرط انتحال مذْهبه يعْنى الاعتزال فَامْتنعَ وَقَالَ لَا أبيع الدّين بالدنيا فتمثل لَهُ الصاحب بقول الْقَائِل
(فَلَا تجعلنى للْقَضَاء فريسة ... فَإِن قُضَاة الْعَالمين لصوص)
(مجَالِسهمْ فِينَا مجَالِس شرطة ... وأيديهم دون الشصوص شصوص)
فَأَجَازَهُ البحاث بديهة بقوله
(سوى عصبَة مِنْهُم تخص بعفة ... وَللَّه فى حكم الْعُمُوم خُصُوص)
(خصوصهم زَان الْبِلَاد وَإِنَّمَا ... يزين خَوَاتِيم الْمُلُوك فصوص)
والقاضى أَبُو جَعْفَر هَذَا هُوَ جد القاضى أَبى جَعْفَر مُحَمَّد بن إِسْحَاق البحاثى الأديب شيخ الباخرزى صَاحب دمية الْقصر وَكِلَاهُمَا أديب
وَكَانَ القاضى أَبُو جَعْفَر الْكَبِير صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة مَعَ علو مرتبته فى الْعلم يحب منصب الْقَضَاء
وَمن شعره قصيدة قَالَهَا فى الشَّيْخ العميد أَبى على مُحَمَّد بن عِيسَى يخْطب قَضَاء مَدِينَة فرغانة ويصف الرّبيع
(اكتست الأَرْض وهى عُرْيَانَة ... من نشر نور الرّبيع ألوانه)
(واتزرت بالنبات وانتشرت ... حِين سَقَاهَا السَّحَاب ألبانه)
(فالروض يختال فى ملابسه ... مرتديا ورده وَرَيْحَانَة)
(تضاحكت بعد طول عبستها ... ضحك عَجُوز تعود بهتانه)
(كم سَائل لح فى مسائلتى ... عَن حالتى قلت وهى وسنانه)
(قلب كسير فَمن يجْبرهُ ... قَالَ نرى من يحب جِيرَانه)
(سوى الْوَزير الذى يلوذ بِهِ ... يخْدم برد الْغَدَاة إيوانه)
(قلت مَتى قَالَ قد أَتَى فَدَنَا ... مفتتح الْعَام كَانَ إبانه)
(فَقلت مَاذَا الذى تؤمله ... فَقَالَ أبشر قَضَاء فرغانه)
وَمن شعره قَالَ الباخرزى وَهُوَ أبلغ مَا سَمِعت مِنْهُ
(إِن الخزائن للملوك ذخائر ... وَلَك الْمَوَدَّة فى الْقُلُوب ذخائر)
(أَنْت الزَّمَان فَإِن رضيت فخصبه ... وَإِذا غضِبت فجدبة المتعاسر)
(فَإِذا رضيت فَكل شئ نَافِع ... وَإِذا غضِبت فَكل شئ ضائر)
وشعره كثير وَكَذَلِكَ شعر حفيده أَبى جَعْفَر
قَالَ الْحَاكِم توفى ببخارى سنة سبعين وثلاثمائة
أخبرنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الدمشقى قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع عَن يُوسُف بن مُحَمَّد بن المهتار عَن الْعَلامَة أَبى عَمْرو ابْن الصّلاح قَالَ أنبئت عَن أَبى سعد ابْن السمعانى قلت وَأذن لى أَبُو عبد الله الْحَافِظ فى طَائِفَة عَن أَبى الْفضل بن عَسَاكِر عَن أَبى المظفر السمعانى عَن أَبِيه ...
طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي
مُحَمَّد بن الْحسن بْن سُلَيْمَان الزوزني الْحَاكِم البحاث، أحد الْفُقَهَاء المبرزين، الْأَعْيَان المتفننين.
قَالَ الْحَاكِم أَبُو حَفْص المطوعي: إِنَّه تقلد الْقَضَاء فِي كور كَثِيرَة بخراسان وَبِمَا وَرَاء النَّهر، وَإنَّهُ كَانَ بَينه وَبَين الأودني من المنافرة فِي المناظرة مَا يكون بَين الأقران.
وروى أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن المطوعي قَالَ: ذكر أَن تصنيفات القَاضِي أبي جَعْفَر البحاث فِي التَّفْسِير، والْحَدِيث، وَالْفِقْه، وأنواع الْأَدَب، تربي على المئة.
وَقدم أَبُو جَعْفَر البحاث على الصاحب ابْن عباد، فارتضى تصرفه فِي الْعلم، وتفننه فِي أَنْوَاع الْفضل، وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء على شَرط انتحال مذْهبه - يَعْنِي الاعتزال - وانتحال طَرِيقَته؛ فَامْتنعَ، وَقَالَ: لَا أبيع الدّين بالدنيا، فتمثل لَهُ الصاحب بقول الْقَائِل:
(فَلَا تجعلني للقضاة فريسة ... فَإِن قُضَاة الْعَالمين لصوص)
(مجَالِسهمْ فِينَا مجَالِس شرطة ... وأيديهم دون الشصوص شصوص)
فَأَجَابَهُ البحاث بديهة بقوله:
(سوى عصبَة مِنْهُم تخص بعفة ... وَللَّه فِي حكم الْعُمُوم خُصُوص)
(خصوصهم زَان الْبِلَاد وَإِنَّمَا ... يزين خَوَاتِيم الْمُلُوك فصوص)
وَله شعر مدون سَائِر.
قَالَ الشَّيْخ: أنبئت عَن أبي سعد السَّمْعَانِيّ قَالَ: أخبرنَا أَبُو حَفْص عمر بن مُحَمَّد الشَّاشِي، أخبرنَا أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد التَّمِيمِي، أخبرنَا الْفَقِيه أَبُو نصر الحفصويي، أخبرنَا الْحَاكِم أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن البحاث قَالَ: سَمِعت أَبَا بكر أَحْمد بن الْحسن قَالَ: سَمِعت أَبَا عبد الله الْأنْصَارِيّ قَالَ: سَمِعت عمر بن شبه يَقُول: سَمِعت الْأَصْمَعِي يَقُول: لما خرج الرشيد حَاجا، رأى يَوْم خُرُوجه من الْكُوفَة بهلولا الْمَجْنُون على الطَّرِيق يهذي، فَقَالَ لَهُ الرّبيع: أمسك، فقد أقبل أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَأمْسك حَتَّى حَاذَى الهودج، فَقَامَ على قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ! سَمِعت أَيمن بن نابل يَقُول: سَمِعت قدامَة بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ يَقُول: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على نَاقَته العضباء لَيْسَ هُنَاكَ طرد وَلَا رد، وَلَا إِلَيْك إِلَيْك، وَكَانَ خيرا مِنْك، وَإِن تواضعك فِي شرفك أحسن من تكبرك، فَقَالَ: عظنا يَا بهْلُول، فَقَالَ: من آتَاهُ الله مَالا وجمالا وسلطانا، فواسى من مَاله، وعف فِي جماله، وَعدل فِي سُلْطَانه؛ كَانَ فِي ديوَان الله تَعَالَى من المقربين، قَالَ: قد أمرنَا لَك بجائزة، قَالَ: لَا حَاجَة لنا فِي الْجَائِزَة، قَالَ: إِن كَانَ عَلَيْك دين قضيناه عَنْك، قَالَ: إِن الدّين لَا يقْضى بِالدّينِ، فَاقْض دين نَفسك، قَالَ: فَإنَّا نجري عَلَيْك مجْرى، قَالَ: سُبْحَانَ الله، أَنا وَأَنت عَبْدَانِ لله عز وَجل، ترَاهُ يذكرك وينساني، ثمَّ مر وَهُوَ يترنم، فَبعث خَلفه من يسمع مَا يترنم بِهِ، فَإِذا هُوَ يَقُول:
(دع الْحِرْص على الدُّنْيَا ... وَفِي الْعَيْش فَلَا تطمع)
(وَلَا تجمع من المَال ... فَلَا تَدْرِي لمن تجمع)
(وَأمر الرزق مقسوم ... وَسُوء الظَّن لَا ينفع)
(وَلَا تَدْرِي أَفِي أَرْضك ... أم فِي غَيرهَا تصرع)
(فَقير من لَهُ حرص ... غَنِي كل من يقنع)
قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله فِي " تَارِيخه لنيسابور ": مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله الزوزني، أَبُو جَعْفَر الأديب، ولي الحكم فِي بِلَاد كَثِيرَة بخراسان، وَكَانَ أَولا يُؤَدب عِنْد أبي إِسْحَاق الْمُزَكي أَوْلَاده، وَهُوَ الْمَعْرُوف ب: البحاث، كَانَ من الفصحاء الشُّعَرَاء، تفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي، وَسمع الحَدِيث
بخراسان بعد الْأَرْبَعين - يَعْنِي: وَثَلَاث مئة - توفّي ببخارى سنة سبعين وَثَلَاث مئة.
سمع مِنْهُ الْحَاكِم.
قَالَ الشَّيْخ: وَهَذَا مَوضِع نظر، يحْتَمل أَن يكون هَذَا الَّذِي ذكره هُوَ الأول، وَوَقع الْوَهم فِي نسبه، وَيحْتَمل أَن يكون غَيره، وَالله أعلم.
-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-