أحمد بن سليمان بن محمد بن هلال الصاحب تقي الدين

تاريخ الولادة723 هـ
تاريخ الوفاة748 هـ
العمر25 سنة
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن هِلَال الصاحب تَقِيّ الدّين ولد سنة 723 وسمت همته من صغره إِلَى الْوَظَائِف الْكِبَار فسعى فِي أَن يكون فِي كتاب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق فَمَا قدر ثمَّ ولي الوزارة فباشرها فِي رَمَضَان سنة 747 وَهُوَ شَاب حسن الصُّورَة مليح الشكل فاستخفوا بِهِ وَصرف بعد نصف سنة فَأَقَامَ بِدِمَشْق.

الترجمة

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن هِلَال الصاحب تَقِيّ الدّين ولد سنة 723 وسمت همته من صغره إِلَى الْوَظَائِف الْكِبَار فسعى فِي أَن يكون فِي كتاب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق فَمَا قدر ثمَّ ولي الوزارة فباشرها فِي رَمَضَان سنة 747 وَهُوَ شَاب حسن الصُّورَة مليح الشكل فاستخفوا بِهِ وَصرف بعد نصف سنة فَأَقَامَ بِدِمَشْق بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة 748 وَفِيه يَقُول ابْن نباتة
(منيت مَا أُوتِيتهُ من دولة ... حَملتك فِي الْعشْر من أحلالها)
(فِي مقلة الأجفان أَنْت فَقل لنا ... أَنْت ابْن مقلتها أَو ابْن هلالها)
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-

 

 

أحمد بن سليمان بن محمد بن هلال
الصاحب تقي الدين، ابن القاضي جمال الدين، ابن القاضي أمين الدين، ابن هلال.
خرجت له شفاعة من دور السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى الأمير سيف الدين تنكز - رحمه الله تعالى - ونحن معه بالقاهرة في سنة تسع وثلاثين وسبع مئة بأن يكون في جملة كتاب بدمشق، فوعدهن بذلك إذا عاد إلى دمشق، ثم إنه ذكر لأمره فما وافق، ثم إنه سعى بعد موت جمال الدين عبد الله بن غانم في زمن طقزتمر أن يكون عوه فما اتفق له ذلك، فتوجه إلى مصر، وسعى في أيام الملك الكامل، وبذل مبلغاً كثيراً في وكالة بيت المال والحسبة، وتوقيع الدست وبالشام، فرسم له بذلك، وبلغ مبلغاً كبيراً، ثم توقفت القضية، فلما تولى الملك المظفر، قام معه الأمير سيف الدين بن فضل والصواف تاجر الخاص فرسم له بنظر الشام عوضاً عن الصاحب علاء الدين بن الحراني، لأنه كان قد تصور من الوظيفة، وحضر إلى دمشق في زمن الأمير سيف الدين يلبغا اليحيوي بعد عيد رمضان سنة سبع وأربعين وسبع مئة، وباشر الوظيفة مدة تقارب نصف سنة إلى أن عُزل بالصاحب شمس الدين موسى ابن التاج إسحاق، وحضر إلى دمشق في أواخر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وسبع مئة.
وكان شاباً طويلاً حسن الصورة، مليح الشكل، حركاته على الظرف واللطف مقصورة، قد خط عذاره بقلم الريحان، وبسم عن ثغر كأنه الحُباب على بنت الحان، بعمة أنيقة اللف، دقيقة الصف، وقلُمه سريع الحركة، وحروفه أحسن في دُجى الحبر من النجوم المشتبكة، واستخف الناس به، وقالوا: هذا صغيرٌ على هذه الوظيفة، قليل الدربة بتنفيذ أمور الدولة العالية المنيفة، فلطف الله به، وجاءت الجهات من عيونها، وماتت نفوس حساده بغبونها، وكان قلمه رطباً لا يرد سائله، ولا يخيبُ من أمله وسائله، رأد معاليم جماعة، وأجرى قلمه بصلةِ الرزق ومد باعه، إلا أن الناس عبرت عيونُهم عليه، ولعبوا في التصريف بين يديه، وقلت حرمته، وحلت بذاك جرمته، ونهب المال وتمحق، ووقع في الضياع وتوهق، فكتب الأمير سيف الدين يلبغا، وطلب الصاحب شمس الدين موسى، فحضر كما ذكر أولاً، ولم يجد الصاحب تقي الدين عن دمشق متحولاً، فلازم داره، وأقام مكانه كالقمر في الدارة.
وكان قد استدان من الصواف مبلغ ثمانين ألف، واتفق في تلك المدة أن حضر الأمير سيف الدين صرغتمش إلى دمشق متوجهاً بالأمير فخر الدين إياس إلى نيابة حلب، فطالب تقي الدين المذكور مطالبةً فيها غلظة، وأراه مع مهابته أخلاقاً فظة، وجدّ له واكفهر، وجدّ له وازبأر، فشفع فيها غلظة، وأراه مع مهابته أخلاقاً فظة، وجد له عوده من حلب، وأنه ما يحوجه بعد هذا المجلس إلى طلب. فلما كان قبل وصول الأمير سيف الدين صرغتمش إلى دمشق بليلة واحدة، ثارت على تقي الدين حمى بالهلاك معترفة وللحياة جاحدة، وتبيع مع الحمى دمٌ كثير، وهيج كربٌ للتلاف مثير، أعجز الأطباء عن خلاصة أو فكاكه، وتركوا ابن هلال في دائره هلاكه.
وتوفي - رحمه الله تعالى - ليلة الجمعة سادس شهر رجب الفرد، سنة ثمان وأربعين وسبع مئة، وكان عمره خمساً وعشرين سنة.
أنشدني من لفظه لنفسه الشيخ جمال الدين محمد بن نباتة ما كتبه إلى المذكور
هنيتَ ما أوتيته من دولةٍ ... حملتكَ في العينين من إجلالها
في مقلةِ الأجفان أنت فقل لنا ... أنت ابن مقلتها أو ابنُ هلالها
وانتقد الأفاضل عليه هذا المعنى، لأنه ما يستقيم له المعنى الذي أراده، فأنشدني بعد ذلك الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الخياط من لفظه لنفسه:
إن الوزارة والكتابة لم تجد ... أحداً سواك يزيدُ في إجلالها
جعلتك في العينين منها يا ترى ... أنت ابنُ مقلتها أو ابن هلالها
أعيان العصر وأعوان النصر- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى: 764هـ).