أحمد بن أبي خالد أبي العباس

تاريخ الوفاة212 هـ

نبذة

أحمد بن أبي خالد الأحوال الكَاتِبُ، أبي العَبَّاسِ وَزَرَ لِلْمَأْمُوْنِ بَعْد الفَضْلِ بنِ سَهْلٍ. وَكَانَ جَوَاداً مُمَدَّحاً شَهْماً، دَاهِيَةً سَائِساً زَعِراً.

الترجمة

أحمد بن أبي خالد الأحوال الكَاتِبُ، أبي العَبَّاسِ وَزَرَ لِلْمَأْمُوْنِ بَعْد الفَضْلِ بنِ سَهْلٍ.
وَكَانَ جَوَاداً مُمَدَّحاً شَهْماً، دَاهِيَةً سَائِساً زَعِراً.
قَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَقَدْ أُعْطَيْتَ مَا لَمْ يُعْطِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وَيْلَكَ! مَا هُوَ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك} [آلُ عِمْرَانَ: 159] وَأَنْتَ فَظٌّ غَلِيْظٌ وَلاَ يَنْفَضُّ مَنْ حَوْلَكَ.
وَكَانَ أبيهُ كَاتِباً لِوَزِيْرِ المَهْدِيِّ أَصْلُهُ مِنَ الأُرْدُنِّ وَقَدْ نَابَ أَحْمَدُ فِي الوِزَارَةِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ.
قَالَ الصُّوْلِيُّ: حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ العَبَّاسِ يَقُوْلُ: بَعَثَنِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَالِدٍ إِلَى الأَمِيْرِ طَلْحَةَ بنِ طَاهِرٍ، وقال لي: قل لَهُ: لَيْسَتْ لَكَ بِالسَّوَادِ قَرْيَةٌ، وَهَذِهِ أَلْفُ ألف درهم فاشترها بِهَا قَرْيَةً، وَاللهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لَتَسُرَّنِّي، وَإِنْ أَبَيْتَ لَتُغْضِبَنِّي.
فَرَدَّهَا، وَقَالَ: أَخْذُهَا غُنْمٌ، وَالحَالُ بَيْنَنَا تَرْتَفِعُ عَنْ مَزِيْدِ الوِدِّ، أَوْ نَقْصِهِ قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ أَكْرَمَ مِنْهُمَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي طَاهِرٍ: كَانَ أَحْمَدُ عَابِساً مُكْفَهِرّاً فِي وَجْهِ الخَاصِّ، وَالعَامِّ غَيْرَ أَنَّ فِعْلَهُ كَانَ حَسَناً.
وَمِنْ كَلاَمِ أَحْمَدَ قَالَ: مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى نَفْسِهِ بِالبَذْلِ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى عَدُوِّهِ بِالقَتْلِ.
قُلْتُ: الشَّجَاعَةُ وَالسَّخَاءُ أَخَوَانِ فَمَنْ لَمْ يَجُدْ بِمَالِهِ فَلَنْ يَجُوْدَ بِنَفْسِهِ.
مَاتَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: سَنَةَ اثْنَتَيْ عشرة ومائتين.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.