عبد الله بن سعيد أبي محمد بن كلاب القطان
تاريخ الوفاة | 245 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد الله بن سعيد وَيُقَال عبد الله بن مُحَمَّد أَبِي مُحَمَّد بن كلاب الْقطَّان
أحد أَئِمَّة الْمُتَكَلِّمين وكلاب مثل خطَّاف لفظا وَمعنى بِضَم الْكَاف وَتَشْديد اللَّام لقب بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ لقُوته فى المناظرة يجتذب من يناظره كَمَا يجتذب الْكلاب الشئ
فَإِن قلت كَيفَ قيل ابْن كلاب وَهُوَ على هَذَا كلاب لَا ابْن كلاب قلت كَمَا يُقَال ابْن بجدة الشئ وَأَبُو عذرته وأنحاء ذَلِك
ذكره أَبُو عَاصِم العبادى فى طبقَة أَبى بكر الصيرفى وَلم يزدْ على أَنه من الْمُتَكَلِّمين
وَذكره ابْن النجار فى تَارِيخ بَغْدَاد ذكر من لَا يعرف حَاله فَقَالَ ذكره مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق النديم فى كتاب الفهرست وَقَالَ إِنَّه من أَئِمَّة الحشوية وَله مَعَ عباد بن سُلَيْمَان مناظرات وَكَانَ يَقُول إِن كَلَام الله هُوَ الله وَكَانَ عباد يَقُول إِنَّه نصرانى بِهَذَا القَوْل ثمَّ ذكر كلَاما قبيحا
ثمَّ ذكر ابْن النجار بِإِسْنَادِهِ حِكَايَة طَوِيلَة بَين ابْن كلاب وَالشَّيْخ الْجُنَيْد رَحمَه الله زعم أَنَّهَا اتّفقت بَينهمَا شبه المناظرة وَرَأَيْت بِخَط شَيخنَا الذهبى على حَاشِيَة كتاب ابْن النجار بِإِزَاءِ هَذِه الْحِكَايَة مَا نَصه لَا يَصح فَإِن ابْن كلاب لَهُ ذكر فى زمَان أَحْمد بن حَنْبَل فَكيف يتم لَهُ هَذَا مَعَ الْجُنَيْد انْتهى وَالْأَمر كَمَا قَالَ
ووفاة ابْن كلاب فِيمَا يظْهر بعد الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ بِقَلِيل
وَلَيْسَ مَا ذكره ابْن النجار من شَأْنه وَلَا هُوَ من أهل هَذِه الصِّنَاعَة فَمَاله وَلها وَأما مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فقد كَانَ فِيمَا أَحسب معتزليا وَله بعض الْمَسِيس بصناعة الْكَلَام وَعباد بن سُلَيْمَان من رُءُوس الاعتزال فَإِنَّمَا يذكر مَا يذكرهُ تشنيعا على ابْن كلاب وَابْن كلاب على كل حَال من أهل السّنة وَلَا يَقُول هُوَ وَلَا غَيره مِمَّن لَهُ أدنى تَمْيِيز إِن كَلَام الله هُوَ الله إِنَّمَا ابْن كلاب مَعَ أهل السّنة فى أَن صِفَات الذَّات لَيست هى الذَّات وَلَا غَيرهَا ثمَّ زَاد هُوَ وَأَبُو الْعَبَّاس القلانسى على سَائِر أهل السّنة فذهبا إِلَى أَن كَلَامه تَعَالَى لَا يَتَّصِف بِالْأَمر والنهى وَالْخَبَر فى الْأَزَل لحدوث هَذِه الْأُمُور وَقدم الْكَلَام النفسى وَإِنَّمَا يَتَّصِف بذلك فِيمَا لَا يزَال فألزمهما أَئِمَّتنَا أَن يكون الْقدر الْمُشْتَرك مَوْجُودا بِغَيْر وَاحِد من خصوصياته
فَهَذِهِ هى مقَالَة ابْن كلاب الَّتِى ألزمهُ فِيهَا أَصْحَابنَا وجود الْجِنْس دون النَّوْع وَهُوَ غير مَعْقُول وهى الَّتِى لَعَلَّ عبادا قَالَ لَهُ فِيهَا مَا قَالَ مَعَ أَن مَا قَالَه عباد لَا يلْزمه وَإِنَّمَا عباد يَقُول ذَلِك كَمَا يَقُول سَائِر الْمُعْتَزلَة للصفاتية أعنى مثبتى الصِّفَات لقد كفرت النَّصَارَى بِثَلَاث وكفرتم بِسبع وَهُوَ تشنيع من سُفَهَاء الْمُعْتَزلَة على الصفاتية مَا كفرت الصفاتية وَلَا أشركت وَإِنَّمَا وحدت وأثبتت صِفَات قديم وَاحِد بِخِلَاف النَّصَارَى فَإِنَّهُم أثبتوا قدما فَأنى يستويان أَو يتقاربان
وَرَأَيْت الإِمَام ضِيَاء الدّين الْخَطِيب وَالِد الإِمَام فَخر الدّين الرازى قد ذكر عبد الله ابْن سعيد فى آخر كِتَابه غَايَة المرام فى علم الْكَلَام فَقَالَ وَمن متكلمى أهل السّنة فى أَيَّام الْمَأْمُون عبد الله بن سعيد التميمى الذى دمر الْمُعْتَزلَة فى مجْلِس الْمَأْمُون وَفَضَحَهُمْ ببيانه وَهُوَ أَخُو يحيى بن سعيد الْقطَّان وَارِث علم الحَدِيث وَصَاحب الْجرْح وَالتَّعْدِيل انْتهى
وكشفت عَن يحيى بن سعيد الْقطَّان هَل لَهُ أَخ اسْمه عبد الله فَلم أتحقق إِلَى الْآن شَيْئا وَإِن تحققت شَيْئا ألحقته إِن شَاءَ الله
طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي
عبد الله بن سعيد بن كلّاب، أبو محمد القطان:
متكلم من العلماء يقال له " ابن كلاب ". قال السبكي: وكلاب بضم الكاف وتشديد اللام، قيل: لقب بها لأنه كان يجتذب الناس الى معتقده إذا ناظر عليه كما مجتذب الكلاب الشئ.
له كتب، منها " الصفات " و " خلق الأفعال " و " الرد على المعتزلة " .
-الاعلام للزركلي-