عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن سعيد محيي الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي وَيعرف بِابن الفاخوري / وَهِي حِرْفَة أَبِيه. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالحسينية، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَالتَّلْخِيص وَعرض على جمَاعَة واشتغل على السَّيِّد النسابة والزين البوتيجي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والتقيين الشمني والحصني وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْعَضُد وإعراب أبي الْبَقَاء ولازم البُلْقِينِيّ والمناوي وَغَيرهمَا كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وبرع فِي فنون وأتقن كتبه حفظا وَمعنى وَكتب الْخط الْحسن والشروط وأجاد فِي قِرَاءَة الجوق وتنزل فِي بعض الْجِهَات كالصلاحية والبيبرسية بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن البُلْقِينِيّ وازدحمت عِنْده الأشغال وتمول وَاشْترى بَيت الْبَدْر حسن الأميوطي، وأقرأ بعض الطّلبَة وَجمع محَاسِن وَلكنه لم يكن متصونا وناكد الْعِزّ بن عبد السَّلَام جَاره وشافهه بالمكروه فَيُقَال أَنه دَعَا عَلَيْهِ فَلم يلبث أَن ابتلى بالجذام وَلَا زَالَ يتزايد إِلَى أَن استحكم مِنْهُ سِيمَا بعد موت الشهَاب بن بطيخ أحد الْأَطِبَّاء مَعَ كَثْرَة مَا كَانَ يلازمه من التهكم والازدراء والتهتك وَبَلغنِي أَنه بَالغ فِي التخضع للعز وَالْتمس مِنْهُ الْعَفو رَجَاء الْعَافِيَة فَمَا قدرت، وَلم يتْرك بعد ابتلائه الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَلَا التَّرَدُّد إِلَى الْمَشَايِخ وَكنت أتألم لَهُ سِيمَا حِين قَالَ لي عِنْد موادعته وَأَنا مُتَوَجّه لمَكَّة تمنيت أَن يذهب مني كل شَيْء وأكون جَالِسا أستعطي تَحت دكان وَيذْهب عني هَذَا الْعَارِض بِحَيْثُ لما وصلت لمَكَّة شربت مَاء زَمْزَم بِقصد شفائه وعافيته فَلم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْتِهِ وَأَنه فِي حادي عشري رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ وعوضه خيرا.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.