أسعد بن يحيى بن موسى السنجاري، بهاء الدين:
فقيه، غلب عليه الشعر. من أهل سنجار (في الجزيرة، بين دجلة والفرات) مولده ووفاته فيها. له (ديوان شعر) في مجلد كبير، وفي شعره رقة .
-الاعلام للزركلي-
أَبُو السَّعَادَاتِ أَسَعْد بن يَحْيَى بنِ مُوْسَى السُّلَمِيّ السِّنْجَارِي الشَّافِعِيّ المنَاظر.
شَاعِر مُحسِنٌ، لَهُ "دِيْوَان". مدح المُلُوْكَ وَالكِبَارَ، وَطَافَ البِلاَدَ، وَهُوَ القَائِلُ:
للهِ أَيَّامِي عَلَى رَامَةٍ ... وَطِيبُ أَوْقَاتِي على حاجر
تكاد للسرعة فيمرها ... أولها يعثلا بالآخر
وَقَالَ فِي أُمِّ الخبَائِثِ:
كَادَتْ تَطِيْرُ وَقَدْ طِرْنَا بِهَا طَرَباً ... لَوْلاَ الشِّبَاكُ الَّتِي صِيْغَتْ مِنَ الحَبَبِ
مَاتَ بِسِنْجَارَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ نَيِّف وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، سَامَحَهُ الله.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
البهاء السنجاري
أبو السعادات أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور بن عبد العزيز بن وهب ابن هبان بن سوار بن عبد الله بن رفيع بن ربيعة بن هبان السلمي السنجاري الفقيه الشافعي الشعار المنعوت بالبهاء؛ كان فقيهاً، وتكلم في الخلاف، إلا أنه غلب عليه الشعر وأجاد فيه واشتهر به وخدم به الملوك وأخذ جوائزهم، وطاف البلاد ومدح الكابر، وشعره كثير في أيدي الناس، يوجد قصائد ومقاطيع، ولم أقف له على ديوان ولم أدر هل دون شعره أم لا، ثم وجدت له في خزانة كتب التربة الأشرفية بدمشق ديواناً في مجلد كبير.
ومن شعره من جملة قصيدة مدح بها القاضي كمال الدين ابن الشهرزوري :
وهواك ما خطر السلو بباله ... ولأنت أعلم في الغرام بحاله
ومتى وشى واش إليك بأنه ... سالٍ هواك فذاك من عذاله
أوليس للكلف المعنى شاه ... من حاله يغنيك عن تسآله جددت ثوب سقامه، وهتكت ستر غرامه، وصرمت حبل وصاله ...
أفزلة سبقت له أم خلة ... مألوفة من تيهه ولدلاله
ياللعجائب من أسير دأبه ... يفدي الطليق بنفسه وبماله
بأبي وأمي نابل بلحاظه ... لا تتقي بالدرع حد نباله
ريان من ماء الشبيبة والصبا ... شرقت معاطفه بطيب زلاله
تسري النواظر في مراكب حسنه ... فتكاد تغرق في بحار جماله
فكفاه عين كماله في نفسه ... وكفى كمال الدين عين كماله
كتب العذار على صحيفة خده ... نوناً وأعجمها بنقطة خاله
فسواد طرته كليل صدوده ... وبياض غرته كيوم وصاله ولولا خوف الإطالة لذكرتها جميعها. وهذا القدر هو المشهور له، وقد أضافوا إليها بيتين، ولا أتحققهما فتركتهما.
وله أيضاً من جملة قصيدة:
ومهفهف حلو الشمائل فاتر ... الألحاظ فيه طاعة وعقوق
وقف الرحيق على مراشف ثغره ... فجرى به من خده راووق
سدت محاسنه على عشاقه ... سبل السلو فما إليه طريق وله من قصيدة أخرى:
هبت نسيمات الصبا سحرةً ... ففاح منها العنبر الأشهب
فقلت إذ مرت بوادي الغضا ... من أين هذا النفس الطيب وكان قد جاءنا ونحن في بلادنا في سنة ثلاث وعشرين وستمائة الشيخ جمال الدين أبو المظفر عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن السنينيرة الواسطي، وكان من أعيان شعراء عصره، ونزل عندنا بالمدرسة المظفرية، وكان قد طاف البلاد ومدح الملوك وأجازوه الجوائز السنية، وإذا قعد حضر عنده كل من له عناية بالأدب، وتجري بينهم محاضرات ومذكرات لطيفة، وكان قد طعن في السن، فقال يوماً: رافقني البهاء السنجاري في بعض الأسفار من سنجار إلى رأس عين، أو قال: من رأس عين إلى سنجار، فنزلنا في الطريق في مكان وكان له غلام اسمه إبراهيم، وكان يأنس به، فأبعد عنا الغلام فقام يطلبه فناداه:
يا إبراهيم يا إبراهيم مراراً فلم يسمع نداءه لبعده عنا، وكان ذلك الموضه له صدى، فكلما قال: يا إبراهيم أجابه الصدى: يا إبراهيم، فقعد ساعة ثم أنشدني:
بنفسي حبيب جار وهو مجاور ... بعيد عن الأبصار وهو قريب
يجيب صدى الوادي إذا ما دعوته ... على أنه صخر وليس يجيب وكان للبهاء السنجاري صاحب، وبينهما (1) مودة أكيدة واجتماع كثير، ثم جرى بينهما في بعض الأيام عتاب وانقطع ذلك الصاحب عنه، فسير إليه يعتبه لانقطاعه، فكتب إليه بيتي الحريري اللذين ذكرهما في المقامة الخامسة عشرة وهما:
لا تزر من تحب في كل شهر ... غير يوم ولا تزده عليه
فاجتلاء الهلال في الشهر يوم ... ثم لا تنظر العيون إليه فكتب إليه البهاء من نظمه:
إذا حققت من خلٍ وداداً ... فزره ولا تخف منه ملالاً
وكن كالشمس تطلع كل يومٍ ... ولا تك في زيارته هلالاً وله، وهما من شعره السائر:
لله أيامي على رامة ... وطيب أوقاتي على حاجر
تكاد للسرعة في مرها ... أولها يعثر بالآخر وله من قصيدة في وصف الخمر، وهو معنى مليح:
كادت تطير وقد طرنا بها طرباً ... لولا الشباك التي صيغت من الحبب وذكره عماد الدين الأصبهاني الكاتب في كتاب " السيل والذيل " وقال: أنشدني لنفسه:
ومن العجائب أنني ... في لج بحر الجود راكب
وأموت من ظمإٍ ول ... كن عادة البحر العجائب وله أشياء حسنة.
وكانت ولادته سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في أوائل سنة اثنتين وعشرين وستمائة بسنجار، رحمه الله تعالى.
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
الفقيه الشاعر أبو السعادات أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور بن عبد العزيز بن وهب السلمي المنعوت بالبهاء السِّنْجَاري الشافعي، المتوفى بسنجار سنة اثنتين وعشرين وستمائة، عن تسع وثمانين سنة.
كان فقيهًا إلا أنه غلب عليه الشعر وأجاد فيه وخدم به الملوك وطاف البلاد وشعره كثير جيد يوجد مقاطيع وقصائد. ذكره ابن خلِّكان.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
يوجد له ترجمة في كتاب: (بغية الطلب في تاريخ حلب - لكمال الدين ابن العديم)